بعد عامين من العزلة التي تعيشها قطر تكبد اقتصاد الدوحة خسائر بمليارات الدولارات ليس من السهل تعويضها
عامان مرا من عمر قرار الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب السعودية والإمارات ومصر والبحرين، بعزل نظام الحمدين القطري، عامان على قرار المقاطعة الذي جاء بعد سنوات من نصح مستمر لنظام الحمدين للعودة إلى الصف العربي، والتوقف عن بث سموم الفتنة والفرقة والخراب في ربوع الوطن العربي، والعدول عن دعم الإرهاب وجماعاته وميليشياته، التي نمت وازدهرت بالمال القطري وأخذت تبطش وتسفك دماء الأبرياء حول الوطن العربي.
هي أزمة صنعها التنظيم الحاكم في قطر عبر اعتماد سياسات تخريبية، ودعم تنفيذ هذه السياسات المشبوهة في جميع الدول العربية بشتى الطرق والسبل، من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان، إلى مصر التي نفضت غبار جماعة الإخوان المفسدين عنها، ثم السودان حتى ليبيا، التي أعطت الدوحة لزعماء الإرهاب فيها الضوء الأخضر للتحرك والتنقل والإنفاق من المال العام القطري، بغية تخريب ما أمكن وإحداث أكبر قدر من الدمار على الأراضي الليبية، وهي التي تمتلك من الخبرة الكثير بدعمها للإرهاب في سوريا، ومليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن.
مع دخول قطر عامها الثالث من العزلة فإن من أبرز ما استطاعت الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب إنجازه هو حرمان الجماعات الإرهابية من الدعم والتمويل الذي كانت تفيض به الدوحة لها، ما أدى إلى انحسار أدوارها التخريبية كما هو الحال في مصر أو ليبيا، بينما يستمر المسؤولون القطريون على النهج نفسه
بعد عامين من العزلة التي تعيشها قطر تكبد اقتصاد الدوحة خسائر بمليارات الدولارات ليس من السهل تعويضها، إلى درجة أوصلت النظام القطري إلى استهلاك احتياطيها النقدي، والبدء باستنزافه بجنون مفرط، عبر التوجه لشراء ما لا حاجة له واستخدام أسلحة متنوعة، إلى محاولات باءت بالفشل "لترقيع" ما أمكن عبر بناء بضع معامل ومصانع وتجهيز مزارع لتوفير الإنتاج للمستهلك هناك، إلا أن ذلك لم ينجح إطلاقا، ليتلوه ارتفاع في الأسعار بشكل خيالي وهروب رؤوس الأموال والمستثمرين من الإمارة التي ينشغل حكامها بدعم الإرهاب حول العالم.
ورغم الخسائر الفادحة في الاقتصاد والتجارة والسياحة والنقل في جميع مستوياتها في قطر، نتيجة العبث بمقدراتها من قبل النظام الحاكم، يبدو الأخير مصرا على الاستمرار بسياساته المعادية لأشقائه الخليجيين خاصة والدول العربية عامة، وما حدث في قمم مكة الأخيرة ليس إلا دليل واضح على النهج المفضوح الذي تتبعه الدوحة في تعاملها مع أشقائها الخليجيين والعرب، وما كان منها بعد أن تلقت دعوة غير مشروطة للحضور إلا بث المزيد من الأكاذيب عبر وسائل إعلامها المشبوهة، ومن ثم الرد على دعوة الرياض الكريمة بالحضور بالإعلان عن تحفظها على المقررات، ببساطة لأنها ليست صاحبة القرار خاصة إذا كان المتهم إيران.
تنظيم الحمدين -الذي فتح أراضي قطر لتستباح من تركيا وإيران- يبدو أنه اليوم أكثر خوفا على نفسه من الاهتمام بمصالح شعبه، وهو الذي جلب ألفي جندي تركي إلى أراضيه، فيما يبدو أن الهدف حماية التنظيم من الإطاحة به داخليا من قبل أبناء الشعب القطري الحر. وإيران أصبح لها اليوم موطئ قدم في قطر، ومجاميع لدعم وتدريب وقيادة وتوجيه مليشياتها الإرهابية في مختلف الدول العربية، وهو لا يزال يهذي ويتشدق بالحرص على وحدة الصف الخليجي ودعمه للدول العربية، بينما الأفعال على الأرض لا تعكس إلا حجم الكذب والحقد على العرب عامة، بعدما شرع وسمح لكل دولة تهدف لإضعاف العرب وضرب استقرارهم والتمكن منهم بالمكوث على أراضيه.
ومع دخول قطر عامها الثالث من العزلة فإن من أبرز ما استطاعت الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب إنجازه هو حرمان الجماعات الإرهابية من الدعم والتمويل الذي كانت تفيض به الدوحة لها، ما أدى إلى انحسار أدوارها التخريبية كما هو الحال في مصر أو ليبيا، وبينما يستمر المسؤولون القطريون على النهج نفسه باعتماد القراءات المضللة للإقناع بأن الأمور يمكن أن تنصلح صدفة، واتخاذ القرارات المغلوطة حول سبل الخروج من الأزمة المحيطة بهم، لا يزال تنظيم الحمدين يلعب دور المتناسي في أن الحل أقرب إليه من كل مكان آخر، وهو هناك في الرياض، حيث تبقى اليد ممدودة تجاه الشعب القطري الحر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة