لم يعد غريباً قراءة خبر في كل صباح عن تورط النظام القطري في فعل سالب قام به في مكان ما، فقد صار هذا من الأمور العادية.
لم يعد غريباً قراءة خبر في كل صباح عن تورط النظام القطري في فعل سالب قام به في مكان ما، فقد صار هذا من الأمور العادية، لهذا لم يتأخر أحد عن تصديق خبر التسجيل الصوتي الذي كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وتضمن حديثاً بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة، وخليفة كايد المهندي رجل الأعمال القطري المقرب من أمير قطر، إذ من الطبيعي أن يصدر مثل هذا الفعل من أعوان هذا النظام الذي من الواضح أنه تجبر حتى لم يعد الرجال من آل ثاني يترددون في انتقاده، والقول بأن الجميع تأذى منه ومن أداته الإعلامية «قناة الجزيرة»، وهذا ما قاله الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني، ابن عم تميم بن حمد الذي نبه أيضاً إلى أن «هذا العداء ليس من صالح قطر أو المواطنين القطريين الذين سيكونون آخر الضحايا»، وفقاً لما نشره موقع «قطريليكس».
القطريون وبعد أن ظلوا سامدين غافلين لاهين ضجوا من ممارسات هذا النظام الذي استحل ثروتهم، ورأوا منه ما رأوا وقرروا أن يفعلوا شيئا يخلصهم وينقذ بلادهم من هذا الذي يجري
في كل صباح ينتشر خبر عن فعل سالب قام به النظام القطري أو خطأ تورط فيه أو تصريح بذيء صدر عن أحد مسؤوليه، وفي كل صباح تنتشر قصة جديدة تؤكد تورط هذا النظام في عمل ما في بلد ما لا مصلحة له فيه.
هذا أمر مؤلم ومحزن، فقطر التي ذاق العالم من خيرها صار النظام الحالي يسيء إليها ويذيق العالم أنواعاً من الشرور التي لا يمكن أن تصدر عن الإنسان القطري الأصيل، ما يؤكد أن هذا النظام متورط في أمر يرغمه على فعل كل هذا الذي يفعله اليوم وإلا خسر السلطة وانتهى أمره.
القطريون وبعد أن ظلوا سامدين غافلين لاهين ضجوا من ممارسات هذا النظام الذي استحل ثروتهم ورأوا منه ما رأوا وقرروا أن يفعلوا شيئا ًيخلصهم وينقذ بلادهم من هذا الذي يجري، لهذا فإن الأيام لم تعد تخلو أيضاً من أخبار عن قيام القطريين، مسؤولين سابقين وأفرادا من العائلة الحاكمة ومواطنين، بمحاولات وأنشطة تفضح هذا النظام وتضعفه، بل إن أحاديث كثيرة ترددت عن قيام البعض بعقد اجتماعات في دول أوروبية للتخطيط للإطاحة بالنظام وإسدال الستار على حكم تميم «التقارير تتحدث عن سعي حمد بن جاسم للإطاحة بتميم، وأنه التقى بمسؤول خليجي كبير في روما أملاً في إقناع قادة التعاون بأنه يستحق الثقة، وأنه لا يريد سوى خير المجلس».
لكن ليس هذا هو ما يريده قادة دول مجلس التعاون الخمسة من قطر، فما يقوم به بن جاسم -لو كانت التقارير صحيحة- يدخل في الحلول الترقيعية، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً من هؤلاء القادة ومن الشعب القطري الذي صار يعي ما يجري وما يحاك ويرفض أن يعود إلى حكم لم يجد منه غير الأذى، فهذا الشعب يعرف جيداً أن الذي يدير قطر حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، وليس تميم الذي تؤكد الأحداث والتطورات بأنه لا حول له ولا قوة.
النظام القطري يتدخل اليوم في كل شيء وفي كل البلاد، وليس معلوماً ما يريد وما يرمي إليه، يوفر السلاح لفرقاء في سوريا وليبيا والصومال واليمن، ويوفر الأموال للكثير من المرتزقة، ويوفر لقناة «الجزيرة» كل ما يسهل عليها القيام بالدور المنوط بها، وهكذا يفعل مع بقية الفضائيات التي تتبعه، ويدعم جماعة «الإخوان المسلمين» بقوة لافتة جهاراً نهاراً، ويفعل كل ما يطلبه منه النظام الإيراني الذي اختار أن يكون في حضنه منذ لحظة إعلان الدول الأربع مقاطعة قطر أملاً في أن يعود النظام إلى رشده.
تطورات الأحداث تؤكد بأن القطريين لم يعودوا سامدين غافلين كما كانوا.
نقلاً عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة