صديقي القطري أكد لي أكثر من مرة قائلا: مشكلتنا نحن القطريين تنحصر في (الحمدين) تحديدا
كشفت جريدة نيويورك تايمز عن فحوى مكالمة جرت بين سفير قطر في الصومال ورجل أعمال قطري، يتحدثان فيها عن تفجير جرى في مقديشو، لصالح القطريين. تسجيل المكالمة دليل ثابت لدى الجريدة كما جاء في الخبر؛ بمعنى أن نظام الحمدين لا يستطيع أن يتنصل؛ فالتهمة ثابتة، وليس أمام القطريين إلا تهدئة الموضوع، بدلا من إثارته.
وكان البوليس الإيطالي قد قبض على منظمة (نازية) وجد في مخازنها صاروخا اشترته دويلة قطر، ولأن الأسلحة، خصوصا المتطورة منها، تباع بضوابط من الجهة البائعة؛ فقد كانت ملكية الصاروخ حسب رقمه المتسلسل تعود إلى تلك الإمارة الصغيرة، التي جعلت من دعم العمليات الإرهابية في كل مكان، ديدنا لأجهزة مخابراتها.
ومهما يكن الأمر فإن غدا لناظره قريب، وستتضح البواعث والدوافع التي جعلت دويلة صغيرة مساحة وسكانا تقوم بهذه المهام التي أقل ما يقال عنها إنها (إجرامية) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
السودان هو الآخر كشف قبل أيام عن محاولة انقلابية على الثورة المدنية، قام بها رئيس الأركان، وكانت الدولة التي وراء الانقلاب أيضا دويلة قطر. سلطات جمهورية تشاد طلبت من فرنسا الضغط على قطر للكف عن دعم المنشقين على الحكومة المركزية.
والسؤال الذي يلح به هذا السياق وبقوة: ماذا تستفيد قطر من دعم الإرهاب والعمليات الإرهابية في كل مكان، فهي تدعم الإرهاب دون خجل ولا استحياء؟ وقد فضحت ذلك الوثائق التي وجدها الكوماندوس الأمريكيون في مخبأ ابن لادن بعد مقتله، تتضمن أن ثمة علاقة وطيدة بين تلك الدويلة الصغيرة الغنية وهذا الإرهابي الكبير؛ الأمر الذي يؤكد أن هناك وظيفة تؤديها قطر لجهات أو مخابرات، تستخدم الإرهاب لدعم سياساتها، والسؤال الذي يدور في الأفق ويستحيل على الإنسان أن يجيب عنه ما لم (يُفعِّل) نظرية المؤامرة، مفاده: لماذا تسكت الدول العظمى، وعلى رأسها أمريكا، التي تقول إنها (تحارب) الإرهاب عن هذه الدويلة، وتتجاهل كل الأنباء التي تتوارد من كل حدب وصوب مؤكدة أن قطر هي داعمة الإرهاب الأولى، وممولته بمال القطريين الذين يعيشون الآن عزلة لم تعشها أي دولة قط في تاريخها إلا كوبا؟
صديقي القطري أكد لي أكثر من مرة قائلا: مشكلتنا نحن القطريين تنحصر في (الحمدين) تحديدا، وهما على ما يبدو يتصرفان بهذه الطريقة الانتحارية المجنونة مرغمين، فهناك جهات على ما يبدو (تبتزهما) لتنفيذ هذه المهام، ولولا هذا الابتزاز الذي رضخا له، لما وصلا إلى هذه الدرجة من الجنون والتهور، ويؤكد صاحبي أن حاكم قطر الحالي يختلف عن أبيه وابن عمه، ويقول صاحبي مواصلا: ستتأكد من كلامي إذا خلَّص الله قطر من الأمير الوالد، وستعود قطر إلى رشدها في الوقت الذي يهيل فيه القطريون التراب على حمد بن خليفة.
ومهما يكن الأمر فإن غدا لناظره قريب، وستتضح البواعث والدوافع التي جعلت دويلة صغيرة مساحة وسكانا تقوم بهذه المهام التي أقل ما يقال عنها إنها (إجرامية) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
إلى اللقاء.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة