الحقيقة أن حجم الأموال القطرية التي أنفقت من أجل تبييض وجه الدوحة لدى دول وجهات غربية كان كبيرا جدا
إرهاب قطر لم يعد مسألة عربية أو شرق أوسطية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى أوروبا وتحديداً في شمال إيطاليا؛ حيث كانت المفاجأة بصاروخ في حوزة جماعة متشددة، واتضح أنه قطري الملكية. وبررت الدوحة عبر خارجيتها الواقعة بأن الصاروخ كان "ضمن 40 صاروخاً باعتهم لدولة صديقة عام 1994″، ولكن منذ متى كانت قطر تبيع سلاحاً؟
بعد أقل من أسبوعين على حادثة الصاروخ القطري في إيطاليا اتجهت بوصلة الإرهاب القطري هذه المرة إلى منطقة القرن الأفريقي وفي الصومال تحديداً، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تسريب مكالمة بين السفير القطري لدى الصومال "حسن هاشم" ورجل الأعمال خليفة المهندي المقرب من أمير قطر، وزميل دراسة للسفير، كان يتحدث فيها عن تفجير إرهابي قامت به جماعتهم في الصومال لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها.
تطول قائمة الدعم القطري للإرهاب، وتحتاج الدوحة إلى الكثير من وسائل الإقناع للخلاص منها، فلا يكاد يمر يوم إلا ويكشف عن دليل جديد على تورط قطر في دعم الإرهاب في المنطقة ومناطق مختلفة حول العالم. التساؤل الأهم الآن.. لماذا لا تزال دول وجهات ومنظمات ومراكز أبحاث ووسائل إعلام غربية تقاوم مسألة فضح قطر؟
عندما حذّرت دول المقاطعة الأربع من دعم قطر للإرهاب وارتباطها الوثيق بالجماعات المسلحة، وأثبتت ذلك بالأدلة والوثائق، لم تأخذ بعض الدول هذه التحذيرات على محمل الجد، ربما لأن الدوحة تبعد عنهم آلاف الأميال ولم يتضرروا بعد من ممارساتها الإرهابية، ولكن اليوم بعد أن امتد إرهاب الدوحة ليصل لأوروبا وأفريقيا فمن المؤكد أنه ثبت لدول العالم أن الدوحة تدعم الإرهاب وتموّل الجماعات المسلحة بالمال والسلاح والدعم اللوجستي وتستخدمهم لتحقيق طموحات سياسية وتسعى لنشر الفوضى والدمار.
تطول قائمة الدعم القطري للإرهاب، وتحتاج الدوحة إلى الكثير من وسائل الإقناع للخلاص منها، فلا يكاد يمر يوم إلا ويكشف عن دليل جديد على تورط قطر في دعم الإرهاب في المنطقة ومناطق مختلفة حول العالم. التساؤل الأهم الآن.. لماذا لا تزال دول وجهات ومنظمات ومراكز أبحاث ووسائل إعلام غربية تقاوم مسألة فضح قطر وتسعى إلى حمايتها من عقاب المجتمع الدولي؟!
الحقيقة أن حجم الأموال القطرية التي أنفقت من أجل تبييض وجه الدوحة لدى دول وجهات غربية كان كبيراً جداً، والإغراءات التي قدمت على شكل صفقات تجارية ومعاملات مالية كانت ضخمة ربحت من خلالها دول وشركات ورجال أعمال الكثير، فكان عليهم حماية النظام القطري ونفي تهمة دعم الإرهاب عنه. نتيجة لذلك كان من الصعب على هذه الدول أن تأتي بين يوم وليلة وتتخلى عن المال القطري أو تتوقف عن السياسات ذاتها التي ظلت على مدى سنوات تمارسها، وكذلك فإن بعضاً من بقايا المسؤولين والنخب الغربية لا يزال يحتفظ بالأمل في حدوث تغيرات في الشرق الأوسط تعيد الإسلاميين مرة أخرى إلى واجهة الصورة، ولأن قطر ظلت على مدى سنوات الدولة الأولى الداعمة لـ"الإخوان" وتنظيمات إرهابية أخرى، فإن الحفاظ على صورتها ومحاولة تبييض وجهها يبقى هدفاً لدى تلك الجهات وهذه الشخصيات.
نعرف أن المصالح في عالم السياسة تتعارض مع المبادئ، ولكن إذا حدث ذلك فلا يتم اختيار المصالح بطريقة سافرة وفجة وعلى حساب أمن واستقرار منطقة بأكملها، فما تقوم به قطر من دعم وتسليح للجماعات والتنظيمات الإرهابية يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وهنا يأتي الدور على المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة النظام القطري لانتهاكه قرارات مجلس الأمن وأحكام ومبادئ القانون الدولي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة