أسبوع قطر.. تميم يخلف وعده وانتفاضة دولية ضد إرهاب "الحمدين"
حنث تميم بن حمد بوعده بإجراء انتخابات برلمانية، وبوادر انتفاضة دولية لمواجهة إرهاب الدوحة ضمن أبرز أحداث الأسبوع الماضي في قطر.
شهد الأسبوع الماضي في قطر حدثين بارزين شملا حنث تميم بن حمد أمير قطر بوعده بإجراء انتخابات برلمانية، وبوادر انتفاضة دولية لمواجهة إرهاب الدوحة.
- حقائق تعري تورط قطر والسراج بفضيحة صواريخ غريان الليبية
- مؤامرات قطر ضد البحرين.. القصة الكاملة وما خفي أعظم
يأتي هذا تزامنا مع مطالب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواجهة تميم لدعمه الإرهاب، وسجل بلاده المؤسف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
كذب تميم يصدم القطريين
وبينما كان القطريون يترقبون يوم 30 يونيو/حزيران 2019، وهو موعد نهاية مدة مجلس الشورى المعين، ليفي تميم بن حمد أمير قطر بالوعد الذي سبق أن قطعه على نفسه بإجراء انتخابات برلمانية، إلا أنهم فوجئوا بإصدار قرار من تميم مساء الأحد الماضي بمد مدة مجلس الشورى المعين سنتين، من أول يوليو/تموز 2019 إلى 30 يونيو 2021.
ويعني القرار استمرار معاناة القطريين في ظل حياة تشريعية راكدة في بلادهم، يديرها مجلس شورى معين من قبل الأمير فقط، لا يعرف القطريون أغلبية أعضائه، ولا يستطيعون التواصل معهم، الأمر الذي جعلهم عرضة لسخرية القطريين، مشيرين إلى أن تميم يعين أعضاء مجلس شورى من كوكب آخر، لا يستشعرون مشاكلهم ومعاناتهم ولا يتواصلون معهم.
وكان تميم قد أعلن، خلال افتتاحه الدورة الـ46 لمجلس الشورى في 14 نوفمبر/تشرين الثاني2017، أن الحكومة تقوم حاليا بالإعداد لانتخابات برلمانية، وستعرض على المجلس خلال عام 2018 الأدوات التشريعية اللازمة لإتمام الانتخابات.
وبعدها بأسبوع، أكد رئيس وزرائه عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أن "الحكومة على وشك الانتهاء من تعديلات بعض القوانين وإعداد قانون انتخاب مجلس الشورى، وسيعرض على مجلس الشورى عام 2018".
وانتهى عام 2018 ودخل عام 2019 ولم تعرض حكومة تميم أي قوانين بشأن الانتخابات البرلمانية على مجلس الشورى التي ينتظرها القطريون منذ سنوات.
وحينما حل موعد الانتخابات البلدية في قطر في 16 أبريل/نيسان الماضي وجدها القطريون فرصة لعقاب الحمدين وإحراجه أمام العالم على سياساته من جانب ووعوده الزائفة بشأن إجراء انتخابات برلمانية، فقاطع القطريون الانتخابات البلدية عقابا لتنظيم الحمدين ورفضا لسياساته.
ومع اقتراب موعد نهاية مدة البرلمان كان يأمل الكثيرون في أن ينفذ تميم وعده يوم 30 يونيو 2019، وهو موعد نهاية مدة المجلس المعين، بموجب القرار الذي سبق أن أصدره في 16 يونيو 2016، والذي قام فيه بمد مدة مجلس الشورى لـ3 سنوات ميلادية، تبدأ من أول يوليو 2016 وتنتهي في 30 يونيو 2019.
ولكن بدلا من تنفيذ وعده أصدر قرارا بمد مدة مجلس الشورى سنتين ميلاديتين، تبدأ من أول يوليو 2019 وتنتهي في 30 يونيو 2021، ليستمر مسلسل الوعود الزائفة والأكاذيب المستمرة، الذي يعاني منه القطريون منذ 15 عاما.
ومنذ عام 2004 حتى اليوم، كان الحمدين (أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم) وتميم دائمي الوعود للقطريين بشأن انتخابات برلمانية في البلاد، إلا أن أيا من تلك الوعود لم ينفذ.
وتظل أحلام القطريين بمجلس منتخب مؤجلة، وسط صمت مطبق من "الجزيرة" وإعلام "الحمدين" عن ملف الانتخابات البرلمانية، فقطر و"جزيرتها" مشغولتان بإثارة الفتن ودعم الخراب تحت عنوان "الديمقراطية"، التي تنادي بها في كل مكان إلا على أراضيها.
يأتي هذا وسط انتقادات دولية لأوضاع حقوق الإنسان في قطر، في ظل غياب الديمقراطية، ومجلس شورى معين من قبل الأمير؛ الأمر الذي يعني عدم وجود فصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
النمسا وفرنسا تفضحان إرهاب قطر
على الصعيد الخارجي، شهد الأسبوع الماضي تحركات برلمانية في كل من النمسا وفرنسا لفضح إرهاب قطر، حيث تم الكشف عن وثائق برلمانية نمساوية أكدت أن قطر ومؤسسة أنس شفيق تمولان أنشطة ومؤسسات الإخوان في أوروبا، لافتة إلى أن وجود الجماعة الإرهابية في النمسا يثير الريبة.
وذكرت الوثيقة الأولى المؤرخة بـ6 فبراير/شباط 2015، ومكونة من صفحتين أن الإخوان ثبتت أقدامها في المجتمعات الأوروبية، ومن بينها النمسا، خلال العقود الماضية، وتملك شبكة واسعة من المؤسسات والوكالات التي تثير أنشطتها الريبة.
وأضافت الوثيقة التي أعدتها عضوة البرلمان جيسي لينتل: "موجة الإرهاب التي اجتاحت العالم مؤخرا نتاج ثقافة متجذرة ذرعتها الجماعات المتطرفة ومنها الإخوان".
ومضت قائلة: "أبرز مؤسسات الإخوان في النمسا هي رابطة الثقافة الإسلامية، والمعهد الإسلامي، ومنظمة شباب النمسا الإسلامي".
الوثيقة قالت إن هذه المؤسسات قاومت بشدة أي محاولات لتعديل قانون الإسلام، وتمويل المنظمات الإسلامية، مضيفة أن الإخوان ومؤسساتها في أوروبا تتلقى تمويلا من قطر ومؤسسة أنس شفيق.
وحددت وثيقة أخرى تعود إلى يونيو/حزيران 2014، اسمين من أبرز قيادات الإخوان في النمسا، وهما أبو الوفاء محمد وأيمن مراد.
وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، قال لورينز فدينو، مدير مركز التطرف في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، والباحث الذي أعد تقرير الاستخبارات النمساوية عن نفوذ الإخوان في 2014، إنه "فيما يتعلق بالتمويل الخارجي، فعلى الرغم من صعوبة إثباته بشكل قاطع، فإن هناك دلائل واضحة على تلقي الإخوان في النمسا وفي أوروبا بشكل عام تمويلا من قطر وتركيا".
وفي فرنسا، دعت النائبة ناتالي جوليه، عضو مجلس الشيوخ، الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي، بعد الكشف عن ثغرات في نظام عقوبات مجلس الأمن تستغلها عناصر وجماعات إرهابية، منهم القطري خليفة السبيعي، للوصول إلى الحسابات المصرفية رغم تجميدها.
وفي 19 يونيو/حزيران الماضي، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً كشفت فيه أن إرهابيي تنظيمي القاعدة وداعش ومؤيديهم المدرجين على القائمة السوداء قادرون على الاستفادة من حساباتهم المصرفية، رغم تجميدها من جانب الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة "من بين تلك الشخصيات القطري خليفة السبيعي الذي تقول الولايات المتحدة إنه قدم دعمًا ماديًا لقياديين بارزين في تنظيم القاعدة، من بينهم العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول خالد شيخ محمد"، وأظهرت الوثائق امتلاك السبيعي حسابا لدى بنك قطر الوطني.
وقالت النائبة الفرنسية إن الوثائق التي كشفت عنها صحيفة "وويل ستريت جورنال" بشأن استغلال الجماعات الإرهابية ثغرات في نظام عقوبات مجلس الأمن يجب أن تكون دعوة للاستيقاظ لأوروبا والعالم.
وأضافت: "وصول شخص مدرج على قائمة عقوبات الأمم المتحدة ليس أمرا سهلاً، والسبيعي شخص معروف لدى السلطات، وكان على علاقة بأخطر الإرهابيين المسؤولين عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الإرهابية التي غيَّرت وجه العالم".
واعتبرت "جوليه" توفير التسهيلات المصرفية لـ"السبيعي" إخفاقاً جماعياً، مؤكدا أنه يتعين على قطر أن توضح للعالم سبب سماحها لمثل هذا الشخص الخطير بالاستمرار في الحصول على الخدمات المصرفية.
وطالبت النائبة الفرنسية الأمم المتحدة بالتحقيق في سبب وجود الثغرات التي أدت لهذا الانتهاك، وأيضا قطر بتوضيح سبب سماحها لفرد مدرج ضمن قائمة عقوبات الأمم المتحدة بالحصول على خدمات مصرفية من خلال أحد بنوكها.
ودعت النائبة الفرنسية بنك قطر الوطني إلى فتح تحقيق وتقديم نتائجه للعالم، خاصة الدول التي توجد بها فروع للبنك، بالإضافة إلى تقديم تفاصيل المعاملات التي قام بها الشخص السبيعي.
دعوات أمريكية لمواجهة تميم
وإلى جانب النمسا وفرنسا، تصاعدت خلال الأسبوع الماضي الدعوات الأمريكية لمواجهة دعم قطر للإرهاب.
فتحت عنوان "قطر ترعى الحرب والكراهية والإرهاب.. وبوليتيكو بلاي بوك"، أعد موقع "ميديايت" الأمريكي تقريرًا للحديث عن أحدث الأساليب القطرية لكسب ود واشنطن، تعليقا على إعلانات منشورة عبر النشرة الإخبارية "بوليتيكو بلاي بوك" التابعة لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية تضمنت الحديث عن العلاقات الأمريكية القطرية، بالإشارة إلى وجود قاعدة "العديد" هناك.
وأوضح الموقع الأمريكي أنه في النشرة الإخبارية "بوليتيكو بلاي بوك" كانت هناك مساحة إعلانية للحكومة القطرية التي تتعرض لهجوم منتظم بسبب رعايتها للإرهاب، فضلًا عن اعتبارها موضع جدل بين حلفاء أمريكا والأعداء على حد سواء.
وأفاد التقرير بأن هذا الإعلان لم يكن متعلقًا بالسياحة، لكنه كان ضمن النشرة الإخبارية "بوليتيكو بلاي بوك"، التي يقرأها جميع الساسة في العاصمة واشنطن، وكان برعاية قطر ومقسم على مدار النشرة، محملًا بالدفاع عن الدوحة على أسس جيوسياسية.
وكان من بين الإعلانات الموزعة على مدار التقرير جزء يتحدث عن العلاقات القوية بين قطر والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن أحد عناصر هذه العلاقة هو قاعدة العديد الجوية التي يوجد بها أكثر من 11 ألف جندي، فضلًا عن إعلانات أخرى مرفقة بروابط لموضوعات منشورة سابقًا بمجلة "بوليتيكو" وتتحدث عن العلاقات بين البلدين.
كما أوضح "ميديايت" أن قطر تنفق الكثير من الأموال على شبكة الجزيرة الموجودة في الدوحة؛ من أجل إيصال رسالتهم، فضلًا عن قيامهم بشراء إعلانات في وسائل إعلام أخرى.
لكن الموقع الأمريكي أشار إلى أن الإعلانات ليست المكان الوحيد الذي تنفق فيه أموال قطر؛ مستشهدًا بالتقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في الأسابيع الماضية تناول تدفق الأموال إلى الإرهابيين من داخل حدودها، ووصفها بمأوى للإرهابيين أنفسهم.
وعلى صعيد ذي صلة، دعا الكاتب والسياسي الأمريكي كين بلاكويل إلى استغلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر تميم بن حمد في 9 يوليو/تموز لمواجهة تميم بدعم الدوحة المستمر للإرهاب.
وأكد خلال مقال نشره موقع "تاون هول الأمريكي" ضرورة أن يتطرق ترامب لتجاهل قطر السافر لسياسات التجارة العادلة المصممة لحماية العاملين بخطوط الطيران الأمريكية.
وأشار الكاتب إلى أن قطر تعد دوليا ممولا رئيسيا لمنظمات إرهابية، مثل: حماس والإخوان، فضلا عن سجلها المؤسف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
وأوضح أن هناك تقارير موسعة عن توثيق مؤسسات حقوقية للانتهاكات العنيفة لجماعة الإخوان الإرهابية، عندما كان أنصارها يحكمون مصر عام 2012.
ودعا الكاتب الرئيس الأمريكي لتخصيص وقت لمناقشة السجل المخزي لقطر بشأن انتهاكات حقوق الإنسان الذي يتضمن إساءة معاملة العمال المهاجرين والأوضاع المزرية لمخيماتهم.
واستدل بإدانات متعددة للدوحة بخصوص سجلها المخزي في حقوق الإنسان، أصدرتها منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات الحقوقية التي نددت بمعاملة قطر للعمال الوافدين الذين يتلقون رواتب غير عادلة ويجبرون على البقاء في مخيمات قذرة.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA==
جزيرة ام اند امز