هكذا نثر رئيس وزراء قطر أكاذيبه بعد اختفاء طويل
عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني خرج بعد صمت طويل ليدلي بتصريحات زادت من إدانة قطر في ملفات الإرهاب والرشاوى وكأس العالم
مهنيا، صُممت المقابلات الصحفية لتقديم أجوبة عن الأسئلة التي تشغل الرأي العام، لكن مقابلة رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في تلفزيون إمارته الرسمي، مساء الأربعاء، وضعت علامات استفهام وأكاذيب تطمس الحقائق طمسا لا هداية بعده.
وكهطرقات المسؤولين القطريين هذه الأيام، عندما يتعلق الأمر بتهم رعايتهم للإرهاب التي أثقل عليهم بها الرباعي العربي، قال عبد الله بن ناصر -الذي نادرا ما يجري مقابلات إعلامية منذ توليه منصبه 2013- دون أن يطرف له جفن، إن بلاده كان لها دور في "كشف خلايا إرهابية في المنطقة، خاصة في بعض دول الخليج".
لكن رئيس الوزراء الذي يحتفظ أيضا بمنصب وزير الداخلية، المعني بمثل هذه القضايا، صال وجال مدافعا عن سجل بلاده دون أن يسرد واقعة لإرهابي واحد ساعدت الدوحة في احتجازه.
وفي المقابل، قدم رباعي مكافحة الإرهاب قوائم أفراد وكيانات إرهابية تحتضنهم الدوحة، موثقة بالأسماء والتواريخ والوقائع، إلا أن الرجل لم يتجرأ حتى للدفاع عن سجل هؤلاء المقيمين على ترابه.
وعوضا عن ذلك، راوغ المسؤول القطري وهو يستشهد بتوقيع بلاده مذكرة تفاهم مع واشنطن حول مكافحة الإرهاب، متحايلا على حقيقة أن هذه المذكرة وُقعت بعد مقاطعتها من جيرانها، كمحاولة يائسة لرد الإدانة عنها.
وتمادى آل ثاني في غيه عندما أرجع مقاطعة الجيران لهم إلى ما أسماه "نجاح" قطر إقليميا وعالميا، مستدلا على ذلك باستضافتها المقررة لكأس العالم 2022، دون أن يضع ولو إجابة مقتضبة عن سجل الرشاوي الذي تضج به كُبريات وسائل الإعلام حول العالم.
وكعادة أميره ومرؤوسيه، لجأ الرجل إلى استدرار العواطف وهو يتحدث عن قيم الأخوة والنوايا الطيبة لحل الأزمة الراهنة، دون أن يعطي مثالا واحدا احترمت فيه إمارته هذه التقاليد مع جيرانها.
إلا أن تصريحاته كانت محاولته التغطية على الاتهامات التي تلاحق حكومته بشأن "استرقاق" العمالة الأجنبية في أراضيها، بالقول إن أمير بلاده تميم بن حمد آل ثاني يسأل في كل اللقاءات عن أحوال المواطنين والمقيمين.
فهكذا بضربة لا يزال رئيس الوزراء يقول إن حكومته تضع رعاياها في مرتبة واحدة مع العمال الأجانب الذين تتساقط أرواحهم من الروافع التي تبنى بها ملاعب الكأس سالف الذكر.
وماضيا في تناقضه، شرح الرجل كيف أن بلاده لم تتأثر من مقاطعة الرباعي، واصفا التأثير بأنه كان "بسيطا جدا"، وفي الآن ذاته أصرّ على وصف ما حدث بأنه "حصار" وليس مقاطعة، ما يطرح تساؤلا، كيف يرقى هذا الحدث الهامشي إلى وصفه بـ"حصار"؟.