"العنابي" زعيما لـ"القاعدة" ببلاد المغرب.. ما دور قطر؟
كشف خبيران جزائريان عن دور قطري خفي في تعيين الإرهابي الجزائري أبو عبيدة يوسف العنابي على رأس تنظيم "القاعدة" ببلاد المغرب العربي.
وأعلن، السبت، التنظيم الإرهابي المسمى بـ"القاعدة في بلاد المغرب" عن تعيين زعيم جديد له عقب مقتل قائده السابق الإرهابي الجزائري عبدالمالك درودكال، منذ 5 أشهر.
والإرهابي الجزائري "أبوعبيدة" يرأس أيضا ما يسمى بـ"مجلس الأعيان"، وهو بمثابة "لجنة توجيهية" للتنظيم الإرهابي الذي بات ينشط في منطقة الساحل الأفريقي، ونفذ عدة عمليات إرهابية ضد الجيش المالي والمدنيين.
وجاء الإعلان عن تعيين زعيم للتنظيم بالتوازي مع نشره رسالة أكد فيها "إعدام سيدة من أصول سويسرية" كانت محتجزة لدى التنظيم بمنطقة كيدال شمالي مالي، تدعى بياتريس ستوكلي.
صراع داخلي
واعتبر خبيران جزائريان أن تعيين الإرهابي"مبارك يزيد" - الاسم الحقيقي للعنابي- على رأس التنظيم الإرهابي يستهدف الجزائر بالدرجة الأولى وحدودها الجنوبية.
وكشف الخبير الأمني الجزائري علي الزاوي، عن وجود معلومات مؤكدة عن وجود صراعات داخل هذا التنظيم الإرهابي، وعن دور النظام القطري في إعادة ترتيب صفوفه الداخلية.
وأوضح في حديث لـ"العين الإخبارية" أن ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يسعى للعودة من خلال الصدى الإعلامي تزامناً مع التوترات التي تشهدها المنطقة".
وقال إن الصفقة التي تمت برعاية قطرية بين حكومة مالي وتنظيم ما يسمى بـ"نصرة الإسلام والمسلمين" تم الإفراج بمقتضاها عن 300 إرهابي.
قطر وراء الصفقة
وأكد الزاوي دور النظام قطري في تلك الصفقة، بعد أن قاد وساطة بين الإرهابيين من جهة وحكومة مالي من جهة أخرى، استعدادا لإنقاذ التنظيم الإرهابي من السقوط.
وكشف عن أن الإرهابي ولد الإمام الشافعي، مؤسس مجموعة "التوحيد والجهاد" الإرهابية النشطة في الساحل، هو الوسيط بالصفقة المثيرة للجدل بـ"أمر قطري".
وقال إن "تعيين العنابي على رأس تنظيم القاعدة بالمنطقة تم بتخطيط قطري تمهيدا لإعلانه زعيما جديدا بعد 5 أشهر من التخبط"، في إشارة إلى سعي النظام القطري لإنقاذ القاعدة.
ووفق تقارير استخباراتية فإن الإرهابي الشافعي، هو "رجل الدوحة المدسوس في أفريقيا ومهندس علاقاتها مع الجماعات الإرهابية"، بالإضافة إلى علاقاته مع قياديي القاعدة بمنطقة الساحل.
خلط أوراق المنطقة
علي الزاوي المكلف بالشؤون الأمنية والسياسية والعضو في "هيئة الأزواديين الدولية" أكد أن تعيين الإرهابي "أبو عبيدة يوسف العنابي" على رأس تنظيم القاعدة الإرهابي بالمنطقة يهدف " لخلط الأوراق وجر الجزائر نحو مستنقع الفوضى وفق أجندة أجنبية مشبوهة".
وأضاف أن المؤكد حالياً "وجود انشقاق في التنظيم، ومن عناصره من يهدف لمبايعة تنظيم داعش في الساحل والصحراء، خصوصاً وأن القاعدة يمر بأزمة مالية عكس تنظيم داعش الإرهابي".
ونفى علي الزاوي وجود خلاف بين الإرهابي العنابي وسلفه درودكال، وقال: "لم يكن هناك أي خلاف بينهما، وما يحدث هو تنفيذ لأجندة خطرة تستهدف كل المنطقة على رأسها الجزائر بدأت منذ 2012، وهو مخطط قديم مهيأ" في إشارة إلى بداية التغلغل القطري بالمنطقة.
وأشار إلى أن هدف التنظيم هو "العودة للنشاط بالقرب من العاصمة الجزائرية، وتحديداً وسط البلاد فيما يسمى بـ"مثلث الموت".
سببان وراء التعيين
أما الخبير الأمني أحمد كروش، فقال في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "تعيين العنابي يعود بالدرجة الأولى إلى وجود خلافات وانقسامات على الزعامة داخل التنظيم الإرهابي ومع تعيين زعيم جديد لقاعدة المغرب يحدث انشطار في المجموعة نفسها".
وأوضح أن "تأخير الإعلان عن خليفة درودكال لمدة 5 أشهر هو نتيجة هذه الصراعات الداخلية، وسيعرف التنظيم الإرهابي المزيد من الانشطار مستقبلاً".
واعتبر في المقابل أن تعيين زعيم جديد لتنظيم القاعدة بدول المغرب من جنسية جزائرية مرة أخرى "يؤكد أن الجزائر هي الهدف الأول للتنظيم الإرهابي".
كما ربط الخبير الأمني الإعلان عن الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي والأموال التي حصل عليها من صفقة إطلاق سراح الأسرى الأخيرة في مالي، وكذا إطلاق سراح عدد كبير من عناصره ما رفع معنويات التنظيم الإرهابي.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل زعيم ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" الجزائري عبدالمالك درودكال بمنطقة "تساليت" الواقعة شمالي مالي.
وذكرت وزارة الدفاع أن العملية العسكرية نفذتها قوات فرنسية بالتنسيق مع قوات من دول المنطقة، وتمت في 3 يونيو/حزيران، فيما تم التأكد من هويته بعد يومين.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC45MCA= جزيرة ام اند امز