غضب جماهيري وإعلامي.. تونس ترفض ألاعيب قطر للسطو على الرياضة
لاتزال صفقة الرعاية القطرية لنادي الإفريقي التونسي، تستحوذ على الاهتمام الأكبر من الرأي العام التونسي، خاصة جماهير الكرة ووسائل الإعلام
لاتزال صفقة الرعاية القطرية لنادي الإفريقي التونسي، تستحوذ على الاهتمام الأكبر من الرأي العام التونسي، خاصة جماهير الكرة، ووسائل الإعلام.
وفي الوقت الذي نفى رئيس النادي وجود شبهات سياسية وراء عقد رعاية الخطوط الجوية القطرية، إلا أن جماهير النادي اصطفت لرفض التدخل القطري في الاقتصاد التونسي من خلال الرياضة، بعد صدها سياسيا.
وبوساطة حركة النهضة الإخوانية، حصل الإفريقي التونسي، الأكثر شعبية في البلاد، على 8 ملايين دولار من الشركة القطرية، في عقد رعاية هدفه الأساسي إعادة بعض القبول للحركة المرفوضة من الشارع التونسي.
وقال الإعلام التونسي، إن أهداف الصفقة تتجاوز الرياضة، لتطال جوانب سياسية، تتمثل أساسا في الرفع من أسهم الدوحة، وإكسابها شعبية مزيفة لدى جانب من جماهير الكرة، وإنقاذ حركة النهضة من سهام الرفض التي تطاردها بسبب دورها في حالة عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي في البلاد.
ولم يقف الإعلام التونسي مكتوف الأيدي أمام سعي الاختراق القطري لكرة القدم التونسية، من بوابة أحد أعرق الأندية المحلية، حيث أكدت صحيفة "الشارع المغاربي" أن الأمر ليس مجرّد استثمار رياضي بحت، بل يرتبط أساسا بعدد من المتغيّرات على المستوى السياسي في تونس خاصة أنّ قطر لا تتحرّج من محاولة وضع يدها على مداخل ومخارج البلاد الحيوية.
الصحيفة التونسية عرجت على التزامن الغريب بين المشاكل الكبيرة التي يعيشها النادي الإفريقي على الصعيدين الرياضي والمادي والإداري وعقد الرعاية القطري، حيث قالت: "المستشهر القطري فضّل التوقيع مع فريق الشعب أملا في استغلال قاعدته الجماهيرية الكبيرة في المستقبل"، في تأكيد واضح على تواجد أجندات سياسية وراء هذه الصفقة.
صحيفة "الشروق التونسية، نشرت تحقيقا حول الصفقة "المريبة"، كشفت فيه عن الدور الخفي الذي لعبه مهندس الصفقة راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة، في الكواليس.
وقالت الجريدة اليومية التونسية واسعة الانتشار: "يدرك جمهور الإفريقي أن القطريين وحلفائهم في النهضة لم ينجزوا هذه الصفقة لوجه الله أو حبا في الرياضة وخدمة للشباب، وإنما هناك غايات دعائية ورائها".
صحيفة "الشروق" اعتبرت أنه من الغباء تصديق ما صرح به رئيس النادي الإفريقي بشأن كون صفقة الرعاية يقف ورائها وديع الجريئ، رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، حيث سخرت قائلة: "هذه الرواية لن يصدقها إلا من يعتبر السياسيين التونسيين والقطريين ملاكا طاهرا".
وأضافت: "لقد اكتشفت النهضة أن الرياضة هي القطاع الأكثر شعبية، هذا ما جعلها تستغل علاقاتها ونفوذها للاستفادة من هذا المجال الذي قد يساعدها على كسب الملايين من التونسيين الذين تعلقت قلوبهم بالرياضة والذين نفضوا أيديهم من زمان من النهضة".
وأتمت: "صحيح أن وضع الكرة التونسية تحت الصفر، لكن هذا لا يعني أبدا أنها ستموت جوعا إذا استغنت عن أموال قطر التي تريد التمدد في تونس من خلال شراء مؤسسات مالية واقتصادية، وسط سعي محموم لوضع اليد على الخطوط التونسية".
موقع كابيتاليس التونسي الناطق باللغة الفرنسية، استنكر هذه الصفقة المشبوهة، حيث قال إن العديد من المصادر أكدت أن راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الموالي بشكل تام للحلف القطري التركي والمقرب من السلطات السياسية القطرية هو من هندس هذه الصفقة".
وتابع: "الفكرة تم تدارسها خلال اللقاء الذي جمعه بعبد السلام اليونسي، رئيس النادي الإفريقي، في شهر أكتوبر/تشرين الأول من السنة الماضية بهدف إيجاد حلول للمشاكل المادية التي يعاني منها نادي العاصمة التونسية".
وقال أيضا: "القطريون لم يستثمروا في النادي الإفريقي لغايات رياضية، بل هدفهم واضح ويتمثل في استعمال كرة القدم كقوة ناعمة لتحسين صورة بلدهم في الخارج".
وفضح أشرف العوادي، مؤسس ورئيس منظمة "أنا يقظ" الحقوقية الصفقة، قائلا: "اتفاقية الخطوط القطرية مع النادي الإفريقي، الذي يعاني من عقوبات الفيفا ولا يمكنه عملياً المشاركة في بطولات قارية ويصعب منافسته على الألقاب المحلية، هو بالأساس قرار سياسي يخدم مصلحة قطر أوّلاً".