مونديال قطر.. الواقع يفضح "تغريدات" الملاعب الوهمية
الدوحة تحاول التأكيد على أن عملية تدشين ملاعبها تسير بشكل طبيعي، وهو الأمر الذي تنفيه الوقائع الملموسة.. فما التفاصيل؟
بعد مرور شهر على إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جدول مباريات بطولة كأس العالم 2022 التي ستقام في قطر، ما زالت مسألة وفاء الدولة المستضيفة بالتزاماتها محل شك.
ومع اقتراب موعد انطلاق البطولة، والفعاليات المصاحبة لها، لا سيما البطولة الودية التي أعلن "الفيفا" عن إقامتها بعد عام من الآن على نفس الملاعب، تجد قطر نفسها أمام فضيحة منتظرة تتعلق بعدم الانتهاء من بناء استادات البطولة.
وتحاول الدوحة بين الحين والآخر، عبر بيانات صحفية وتغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، التأكيد على أن عملية تدشين ملاعبها تسير بشكل طبيعي، وهو الأمر الذي تنفيه الوقائع الملموسة، بعدم الانتهاء سوى من 3 ملاعب فقط، فضلا عن قائمة المناقصات على موقع اللجنة المنظمة، التي تنشد الإنقاذ من الموردين سواء الشركات الداخلية أو الخارجية.
الفيفا أعلن في وقت سابق تحديد 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، موعدا لمباراة افتتاح بطولة كأس العالم 2022، مما يعني ضرورة جاهزية الملاعب بشكل تام وتسليمها خلال عام ونصف على الأكثر.
تأخر المنشآت
النظام القطري أرفق في الملف الذي قدمه للحصول على تنظيم البطولة تصورا لتشييد 8 ملاعب لإقامة المباريات، لكن ورغم مرور 10 سنوات على ذلك لم تنته الدوحة سوى من 3 ملاعب فقط.
وأمام حقيقة أن الدوحة دشنت 3 ملاعب فقط خلال عقد كامل، والتزامها بضرورة الانتهاء من بناء ضعفي هذا الرقم خلال فترة وجيزة، تجد نفسها مضطرة لطمأنة الرأي العام العالمي، خاصة مع تزايد الاتهامات المتعلقة بفساد الملف القطري.
وكانت عملية البناء تراجعت تدريجيا في السنوات الماضية، خاصة مع توقف الإمدادات على خلفية المقاطعة العربية للدوحة، إثر تورطها في ملف دعم الإرهاب، مما دفع حليفتها إيران في مايو/أيار الماضي، لعرض تقديم المساعدة لإنقاذها من الفضيحة، وذلك بتوفير البنى التحتية وكل ما تحتاجه.
الملعب الدموي
واختارت اللجنة المنظمة لمونديال 2022 ملعب لوسيل لاستضافة مباراة الافتتاح قبل عامين، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم أعلن إقامة المباراة في استاد "البيت"، الملوث بدماء العمال الذين سقطوا ضحايا.
مارتن صامويل، الكاتب الصحفي الشهير، نشر مقالاً في "ديلي ميل" البريطانية، في وقت سابق، عن دموية استاد البيت، حيث أكد أن "ثمة عبودية مستحدثة مورست بحق العمال أثناء عملية البناء".
وقامت العديد من منظمات حقوق الإنسان بإدانة قطر، بسبب انتهاك حقوق العمال أثناء عملية تشييد استاد البيت والكثير من منشآت بطولة كأس العالم 2022.
تقرير صامويل كشف عن وجود شركة مقاولات قطرية تدعي "قطر ميتا كوتس"، عملت في بناء استاد البيت الذي يتسع لـ60 ألف متفرج، مع الإشارة إلى حدوث مشاكل كبيرة تتعلق بحقوق العمال المالية وظروفهم المعيشية.
ووفقاً للاتحاد الدولي للنقابات لعام 2015، أكد مارتن صامويل وفاة 1200 عامل في مشاريع تتعلق بكأس العالم 2022، بالإضافة إلى تحديد حكومة نيبال عام 2019 حدوث 1426 حالة وفاة لعمال البلاد المشاركين في مشروعات البنية التحتية للدوحة.
أزمات العمال
وشهدت قطر في الشهور الأخيرة مظاهرات لعمال ملاعب المونديال، بعد الوفيات التي ضربت عددا منهم، فضلا عن الرواتب الضعيفة التي يتقاضونها، قبل أن يتوقف العمل بشكل شبه تام مع انتشار فيروس كورونا المستجد بين العاملين في الملاعب.
وفي الوقت التي تتمسك فيه اللجنة المنظمة ببياناتها التي تشير لاستمرار العمل في الملاعب بوتيرة متسارعة، فإن العالم ما زال يترقب مصير البطولة، لا سيما أنه لم يسبق أن شهدت أي نسخة مونديالية أزمات تتعلق بعدم اكتمال المنشآت، مما قد يدفع "الفيفا" للاستماع للأصوات التي تنادي بسحب التنظيم.
يذكر أن عددا كبيرا من المسؤولين الرياضيين طالبوا، بناء على الاتهامات المتعلقة بفساد الملف القطري والرشاوى التي دفعت أثناء التصويت، بسحب التنظيم من الدوحة، على رأسهم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الأسبق، والفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة، ورينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA== جزيرة ام اند امز