كورونا أحدث ضربات "يونيو الأسود" لملاعب مونديال قطر
فيروس كورونا المستجد يوجه ضربات جديدة لدولة قطر ويعطل عملية تشييد ملاعب ومنشآت كأس العالم 2022.. تعرف على التفاصيل
لا يزال شهر يونيو/حزيران الجاري يوجه ضرباته لملف استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، التي تنطلق بعد عامين من الآن، بعد الكشف عن إصابة المئات من العاملين في مشاريع الملاعب بفيروس كورونا.
ومنذ بداية الشهر الحالي، خرجت العديد من التقارير الصحفية التي تكشف عن تفاصيل جديدة في عمليات الفساد التي طالت حصول قطر على حق استضافة البطولة، وسط مطالبات عديدة بنقلها خارجها لتصحيح تلك الأخطاء.
وكانت أزمات العاملين في تشييد ملاعب كأس العالم الشغل الشاغل للعديد من منظمات حقوق الإنسان على مدار السنوات القليلة الماضية، قبل أن تمثل أزمة فيروس كورونا المستجد مشكلة كبيرة بالنسبة لهم مؤخرا، دون أي تدخل حكومي لتحصينهم ضد الوباء.
1102 حالة كورونا
كشف مصدر مقرب من المسؤولين عن تنظيم كأس العالم 2022 لوكالة الأنباء الفرنسية أنه: "تم تسجيل 1102 حالة إصابة بفيروس كورونا بين العاملين في مشروعات تنظيم البطولة حتى الآن، من بينهم حالة وفاة".
وجاء ذلك نتيجة إهمال دولة قطر في حماية العاملين في تشييد الملاعب والمنشآت، رغم التحذيرات التي أطلقتها منظمة حقوق الإنسان وكذلك منظمة الصحة العالمية، بخصوص منع أي تجمعات خلال الوقت الراهن، وهو ما لم تلتزم به الدوحة مؤخرا.
وتعد قطر الأولى بين كافة دول العالم من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا بالنسبة إلى عدد سكانها، حيث سجلت الدوحة 90.778 إصابة حتى الآن.
اللجنة المنظمة كشفت في بيان رسمي لها نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أنه: "في يوم 11 يونيو/ حزيران الماضي، توفي مهندس يبلغ من العمر 51 عاماً يعمل لدى شركة كونسبيل، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد".
وأكمل البيان: "المهندس عمل في مشاريع اللجنة العليا منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحية".
قطر حرصت من خلال البيان على إخفاء جنسية المهندس المتوفي، رغم إرسالها ما وصفته بالتعازي الحارة لعائلته وأقاربه.
يونيو الأسود
موقع "ميديا بارت" الفرنسي نشر تحقيقا استقصائيا عن وجود مصالح خاصة يشوبها الفساد بين قطر والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، لعبت دورا كبيرا في فوزها بشرف تنظيم النسخة المقبلة من المونديال.
وتحدث التحقيق هن ضغوط قوية تعرض لها الرئيس الفرنسي الأسبق دفعته إلى الانحياز لملف قطر، وأن سيباستيان بازان، أحد المقربين منه قام بإدارة عملية بيع نادي باريس سان جيرمان لقطر، بعد 6 أشهر فقط من منحها تنظيم المونديال.
وتطرق التحقيق لشبكة "بي إن سبورتس" القطرية التي انطلقت من فرنسا عام 2012، بعد عامين فقط من موافقة المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على منح قطر حق تنظيم كأس العالم 2022.
وأشارت المصادر إلى أن أطرافا سياسية فرنسية اشترطت على قطر في إطار "صفقة المونديال الفاسد" إنشاء شبكة رياضية قادرة على ضخ أموال طائلة لشراء حقوق بث مباريات الدوري الفرنسي، وذلك بهدف مساعدة الأندية المحلية على الهروب من شبح الإفلاس الذي كان يلاحقها.
وكان من بين فضائح يونيو، كشف العلاقة المشبوهة بين شركة لاجاردير التي كان يشغل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي فيها منصب المستشار القانوني قبل دخوله عالم السياسة وبعد خروجه منها، وشراء النظام القطري أسهم فيها بهدف مساعدة مالكها على الاحتفاظ بسلطة القرار هناك.
الموقع نفسه كشف عن فضيحة رشوى جديدة في هذا الملف، كان طرفها الفرنسي جيروم فالكه، الأمين العام الأسبق للفيفا، حيث ظهرت رسائل نصية عبر هاتفه، شكر فيها القطري ناصر الخليفي، مالك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، على منحه ساعة ثمينة ثمنها 40 ألف يورو.
وشنت صحيفتا "ديلي ميل" و"الجارديان" البريطانيتان في وقت سابق، خلال يونيو الجاري أيضا، حملة قوية على استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، باعتبار أنها بنت تلك الاستادات التابعة لها على جثث الآلاف من العاملين والمهاجرين.
الكاتب الصحفي الشهير مارتن صامويل نشر مقالا في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اتهم فيه قطر بممارسة "عبودية حديثة" بحق العمال في منشآت كأس العالم.
الأمر نفسه أيده بارني روناي كبير محرري الرياضة في صحيفة "الجارديان" البريطانية، الذي نشر مقالا تساءل فيه عن سبب إصرار الاتحاد الدولي لكرة القدم على منح حق تنظيم كأس العالم 2022 إلى قطر، رغم جميع المخالفات التي ثبتت ضدها خلال الفترة الماضية.
وكتب روناي متسائلا: "في الوقت الذي تناشدنا فيه كل قوة تنفيذية في كرة القدم بالاعتبار بعدم المساواة في المجتمع، فكيف يبدو كأس العالم 2022 بقطر في هذه الأيام؟".
وأتم: "الأرقام الرسمية تشير إلى خلاف ذلك، أولئك الذين يراقبون الوضع يشيرون إلى وقوع آلاف القتلى على طول الطريق، هل يجب أن نجلس في هذه الساحات لمشاهدة كرة القدم؟".
أزمة الملاعب
نتيجة لهذه الأمور لم تستطع دولة قطر حتى الآن، الانتهاء من أعمال تشييد العدد الأكبر من الملاعب التي ستستضيف كأس العالم.
واكتفت الدوحة بالانتهاء من تشييد 3 ملاعب فقط من أصل 8، رغم أن النسخة المقبلة من كأس العالم يفترض أن تقام بعد عامين من الآن، وتحديدا خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول 2022.
المطالبة بسحب التنظيم
عدد كبير من المسؤولين الرياضيين في العديد من دول العالم وكذلك الدول العربية، طالبوا بناء على الاتهامات السابقة، بسحب ملف تنظيم كأس العالم من قطر.
جياني إنفانتينو رئيس الفيفا الحالي، الكيان الكروي الأكبر في العالم، كشف أن هناك 6 اتحادات كرة قدم عربية طالبت بسحب التنظيم من قطر.
وقال: "الاتحادات السعودية واليمنية والموريتانية والإماراتية والبحرينية والمصرية طالبت الفيفا بإعادة النظر في منح تنظيم المونديال إلى قطر، في إطار المادة 85 من لوائح الاتحاد الدولي والتي تؤكد أن سحب التنظيم ممكن في حالة ظروف غير متوقعة وقوة قاهرة".
أما جوسيب بلاتر رئيس الفيفا السابق، فأكد أن: "منح قطر حق تنظيم كأس العالم ستتم مراجعته من قبل وزارة العدل الأمريكية، ومن الممكن أن يتم سحب البطولة منها واختيار دولة أخرى بدلا منها".
ورأى بلاتر في تصريحاته للوكالة السويسرية، أن: "كأس العالم يمكن أن تلعب في إنجلترا أو ألمانيا أو اليابان دون الحاجة لوقت للتحضير، ونفس الأمر بالنسبة لأمريكا، خاصة أنها جاءت ثانية في تصويت 2010".
أما الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة خلال وقت منح قطر تنظيم كأس العالم، فأكد في منتصف شهر مايو/ آيار الماضي، أنه يتوجب سحب تنظيم كأس العالم من قطر، مؤكداً وجود شبهات فساد ودفع رشى في ملف تنظيمها للمونديال.
وفي ذات السياق، قال اتحاد السلة الأمريكي في دعوى بحسب موقع "above the law" المحلي، إنه يمتلك معلومات موثوق بها، تؤكد تورط الدوحة وعائلتها المالكة في دفع مبالغ طائلة لمكتب كوين إيمانويل للمحاماة، تتضمن أعمالا مرتبطة بتنظيم كأس العالم.