العد التنازلي.. منشآت قطر 2022 في مهب الريح
تقرير يستعرض التباطؤ في منشآت كأس العالم 2022 بقطر بسبب المقاطعة، وأزمات أخرى أبرزها إضراب العمال نتيجة سوء المعاملة وحقوقهم المسلوبة
تمر اليوم الجمعة 5 يونيو/حزيران 2020، ذكرى 3 سنوات على القرار الذي اتخذته 4 دول عربية، هي الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، بقطع جميع العلاقات مع دولة قطر لأسباب عديدة، على رأسها دعم الدوحة للإرهاب وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
تلك المقاطعة كان لها تأثيرات كبيرة على كافة النواحي في قطر، ومن بينها التباطؤ في عمليات البناء الخاصة بمنشآت كأس العالم 2022، الذي حصلت الدوحة على حق تنظيمه بطرق مشبوهة ورشاوى بمبالغ طائلة، بحسب تحقيقات عديدة سواء في القضاء السويسري أو الأمريكي.
ورغم أن الحكومة القطرية، وعلى لسان مصادر سواء رسمية أو غير رسمية، تزعم أن التباطؤ في منشآت مونديال 2022 خلال الأشهر الأخيرة يعود إلى أزمة تفشي فيروس كورونا وما تبعها من إجراءات تقليل العمالة، فإن سير الأحداث منذ يوم 5 يونيو 2017 وحتى الآن، يشير إلى العكس تماما.
تأثير المقاطعة
عقب قرار الدول الـ4 بقطع العلاقات مع قطر بسبب دعمها للإرهاب، اندلعت أزمة كبيرة فيما يخص الخدمات اللوجستية الضرورية لعمليات بناء الاستادات والمنشآت الأخرى المرتبطة بتنظيم كأس العالم.
قبل المقاطعة، كانت قطر تعتمد على السعودية والبحرين والإمارات تحديدا، فيما يخص إيصال الخدمات اللوجستية وعلى رأسها المواد المستخدمة في تشييد المنشآت، غير أن ذلك كله تأثر سلبا بعد المقاطعة، وهو ما ترتب عليه حدوث بطء شديد في عمليات البناء.
فضلا عن ذلك قامت عدد من الشركات، بحسب تقرير لصحيفة "تليجراف" البريطانية، بتقليل عدد موظفيها العاملين في منشآت مونديال قطر، خوفا على سمعتها بعد قرار الدول الـ4 بمقاطعة الدوحة بسبب انتهاجها سياسة دعم الإرهاب والتطرف.
إضراب العمال
في أغسطس/ آب 2019، قام عدد كبير من العمال المشاركين في عمليات تشييد منشآت كأس العالم، بالإضراب الشامل والخروج في مظاهرات احتجاجا على الأوضاع اللا إنسانية التي يعملون بها وتسببت في وفاة عدد كبير منهم، فضلا عن تأخر الحصول على رواتبهم الشهرية.
وبحسب تقارير صحفية، فقد تسببت الأوضاع القاسية التي يعمل فيها هؤلاء العمال في وفاة1200 عاملا منهم بحسب تقارير صحفية، علما أن إضراب أغسطس 2019 لم يكن الأول من جانبهم، إذ سبقته واقعة مماثلة لنفس الأسباب في أبريل/ نيسان من العام ذاته، وهي أمور تسببت في تأخر الانتهاء من المنشآت الخاصة بالمونديال.
من جانبها تتجاهل الدوحة بشكل متواصل كل المطالبات من المنظمات الحقوقية الكبيرة حول العالم، فيما يخص تحسين أوضاع العمالة في منشآت البطولة، وسط مناشدات على كافة الأصعدة بضرورة سحب تنظيم الحدث المرتقب منها.
الارتماء في حضن الملالي
نتيجة لهذه الأمور لم تستطع دولة قطر حتى الآن، الانتهاء من أعمال تشييد العدد الأكبر من الملاعب التي ستستضيف كأس العالم.
واكتفت الدوحة بالانتهاء من تشييد 3 ملاعب فقط من أصل 8، رغم أن النسخة المقبلة من كأس العالم يفترض أن تقام بعد عامين من الآن، وتحديدا خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول 2022.
ولكي تحاول إنقاذ نفسها من تلك الأزمة الكبرى، قررت قطر الارتماء في أحضان نظام الملالي الإيراني المعروف بخططه العدائية لدول المنطقة.
وكشفت الرئاسة الإيرانية الشهر الماضي، أن الرئيس حسن روحاني أبلغ أمير قطر تميم بن حمد، استعداد بلاده لتقديم المساعدة في استضافة الدوحة لكأس العالم 2022 من حيث توفير البنى التحتية وكل ما تحتاجه.
وأكد روحاني استعداد الشركات الإيرانية للمساهمة في تنفيذ مشاريع البناء الخاصة بمنشآت كأس العالم، وذلك في محاولة للتحايل على الأضرار الكبيرة التي سببتها المقاطعة الرباعية للدوحة.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg
جزيرة ام اند امز