العالم يتحد ضد قطر لسحب تنظيم مونديال 2022
الدعوات تتجدد وتتواصل من أجل إقناع الفيفا بسحب تنظيم مونديال 2022 من قطر بعد شبهات الفساد التي أحاطت بالملف.. طالع التفاصيل
لا تتوقف المطالبات بسحب ملف تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر، منذ إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فوز الأخيرة بحق استضافة المونديال، الذي سيقام بعد عامين.
ورغم مرور 10 أعوام على اختيار قطر لاستضافة الحدث الأعظم في كرة القدم، فإن المطالبات بسحب الملف منها لا تتوقف حتى الآن، بسبب شبهات الفساد التي أحاطت بإسناد الملف إليها، والتي تتكشف وتتأكد يوما بعد يوم.
وكانت وسائل الإعلام البريطانية أول من نادى بسحب ملف تنظيم البطولة من قطر، بعدما شن مسؤولو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم هجوما ضاريا عليها بداعي تقديمها رشاوى من أجل نيل هذا الشرف.
وجاءت تصريحات جوزيف بلاتر (الثلاثاء)، بشأن ترشيحه 4 دول هي إنجلترا وألمانيا واليابات وأمريكا، لتستضيف إحداها البطولة بدلا من قطر لتعيد من جديد فتح هذا الملف، وتجدد الدعوات لتصحيح الخطأ وسحب البطولة من قطر.
تشويه المنافسين
الصحف البريطانية لم تتوقف عن كشف بعض التحركات القطرية بشأن هذا الملف، حيث أفادت صحيفة "صنداي تايمز" في وقت سابق بأن المسؤولين عن ملف تنظيم مونديال 2022 استعانوا بشركات علاقات عامة أمريكية وعملاء سابقين في وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" لتشويه منافسيها، وعلى رأسهم أستراليا والولايات المتحدة.
ونجحت قطر بالفعل في جني ثمار تلك الحرب الخفية، حسبما أفادت الصحيفة، بحصولها على حق استضافة المونديال على حساب أمريكا، وأستراليا، وكوريا الجنوبية واليابان.
واستطاعت قطر الحصول على شرف تنظيم المونديال بحصولها على 14 صوتا، مقابل 8 للولايات المتحدة في آخر مراحل التصويت بعد خروج باقي المنافسين في المرحلة الأولى.
أصوات إنجليزية
اللورد تريسمان، رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سابقا، تحدث خلال فيلم وثائقي أذاعته شبكة "بي بي سي" قبل 5 سنوات، عن إنفاق قطر 117 مليون جنيه إسترليني من أجل استضافة مونديال 2022.
وأفصح تريسمان عن توصل المخابرات البريطانية لمعلومات استخباراتية بشأن قيام قطر عن طريق شخصين موثوق بهما، بدفع هذا المبلغ لبعض المسؤولين والجهات المعنية بالتصويت.
كما أكد أن جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا السابق، متورط في هذا الفساد، وكان على علم بالأموال التي دفعتها قطر للحصول على شرف التنظيم.
ودعا اللورد تريسمان الفيفا للعدول عن اختياره ومنح هذا الحق لإنجلترا بدلا من قطر، مؤكدا أن بلاده تمتلك القدرات اللازمة لاستضافة المونديال، وتنطبق عليها المواصفات.
مطالب أسترالية
كما دخل روبي سلاتر، لاعب منتخب أستراليا السابق، على الخط بمطالبة الفيفا بمنح بلاده حق استضافة المونديال، حال سحب الملف من قطر، مضيفا: "لا يوجد ما يمنعنا من تنظيم كأس العالم، خاصة إذا حدث أمر يتعلق بسحب الملف من قطر".
كما أعلن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم عام 2018 انتظاره لمصير ملف مونديال 2022، وذلك على لسان أحد متحدثيه الرسميين، بقوله "من الصعب أن نعلق دون مزيد من المعلومات، لكننا سنتابع أي تطورات تحدث خلال الفترة المقبلة".
مطالبات مصرية
انضمت مصر إلى أصوات المطالبين بحرمان قطر من استضافة المونديال، بعدما خرج النائب محمود حسين، وكيل لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان المصري، بالتأكيد على التعامل المهين مع العمال المشاركين في أعمال بناء الاستادات التي تستعد لاستضافة البطولة.
وتحدث حسين عن عدم تعاطل قطر مع العاملين بشكل آدمي، وهو ما يتنافى مع كل القوانين الدولية، مضيفا "إذا ثبت تعرض العمال لمعاملة سيئة تهين كرامتهم، فإن ذلك سيكون سببا كفيلا بسحب الملف منها ومنحه لدولة أخرى".
تراجع المتورطين
كان الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق، أحد المتورطين بقوة في منح قطر ملف تنظيم مونديال 2022، بعدما حصل على رشوة دفعته للتصويت لملف قطر، وفقا لما كشفت عنه التحقيقات.
ورغم دعمه الواضح لملف قطر قبل عدة سنوات، فإن بلاتيني يبدو أنه تراجع عن موقفه لاحقا، حيث اعترف مؤخرا باستخدام الدولة العربية بعض الأساليب غير القانونية من أجل اختيارها لتنظيم كأس العالم.
وطالب بلاتيني بضرورة اتخاذ إجراء ضد هذه الممارسات غير القانونية، والتي أصبحت مع الوقت جزءا من كرة القدم على مدار عقود.
وأضاف: "يجب ألا يغض الفيفا بصره عن هذا الملف، خاصة إذا تبين وجود فساد ودفع رشاوى نظير الحصول على حق تنظيم المونديال".
رغم ذلك، شكك بلاتيني في قدرة جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، على إعادة النظر في هذا الاختيار، مشيرا إلى عدم تحليه بالشجاعة الكافية لاتخاذ هذا الموقف.
اعترافات من الكواليس
كان جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا السابق، بدأ في سرد بعض الخبايا والكواليس المتعلقة بفوز قطر بحق استضافة المونديال قبل سنوات، وذلك لتواجده حينها داخل الاتحاد الدولي ومعرفته بأدق التفاصيل.
وكشف بلاتر في كتابه "حقيقتي" عن تدخل نيكولا ساركوزي، رئيس فرنسا الأسبق، وإقناعه مواطنه ميشيل بلاتيني، نائب رئيس الفيفا آنذاك، بدعم ملف قطر، وهو ما لعب دورا رئيسيا في حصولها على حق التنظيم.
كما قال بلاتر، في التصريحات التي تم تسريبها له مؤخرا بواسطة الأسترالية بونيتا ميرسايديس، التي كانت ضمن الوفد الأسترالي المنافس على تنظيم المونديال، إنه اتفق مع القيادات القطرية على حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم مقابل عدم ترشح محمد بن همام للانتخابات الرئاسية للفيفا عام 2011.
كما أقر أليخاندرو بورزاكو، الرئيس السابق لإحدى شركات التسويق الكبرى، عام 2017 بأن جميع المسؤولين الـ3 الممثلين لقارة أمريكا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للفيفا قد حصلوا على رشاوى بقيمة مليون دولار لكل منهم من أجل دعم ملف قطر.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز