اتهامات لأردوغان بنقل فساد السياسة إلى كرة القدم
اتهامات الفساد التي تطال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمتد من الجانب السياسي إلى كرة القدم.. تعرف على التفاصيل.
في الوقت الذي تعيش فيه تركيا على وقع فشل اقتصادي وتدهور في أسعار عملتها المحلية، فضلا عن مؤامرات ومغامرات رئيسها رجب طيب أردوغان، لم تكن كرة القدم بعيدة عن الساحة.
التقارير والصحف التركية، وجهت انتقادات حادة للرئيس التركي، على خلفية بعض تصرفاته تجاه اللعبة الشعبية الأولى في البلاد، واتهمته بإفسادها، كما أفسد الحياة العامة.
نقل السوبر التركي
ولقي قرار الاتحاد التركي لكرة القدم بنقل مباراة كأس السوبر بين بطلي الدوري والكأس إلى قطر، لأول مرة في تاريخ البطولة، انتقادات حادة.
البطولة كانت تُقام دائما في تركيا أو ألمانيا التي تشهد وجود عدد كبير من أفراد الجالية التركية، وهو ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول قرار نقلها إلى قطر، وفقا لما أكدته صحيفة "أحوال" التركية.
وتحت عنوان "المال القطري يشتري كرة القدم التركية"، قال الكاتب التركي ذو الفقار دوغان إلى أنه يُنظر إلى خطوة الاتحاد على أنها دفع لتركيا إلى أحضان قطر.
الصحيفة أشارت إلى أن نواب المعارضة في البرلمان التركي يرفضون الحجة التي استند إليها اتحاد كرة القدم بداعي انتشار فيروس كورونا، حيث يرون أن الأمر يتعلق بالعلاقة السياسية التي تربط بين الأنظمة الحاكمة في كلا البلدين.
أردوغان توبراك، النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، كان من أبرز المنتقدين لقرار إقامة نهائي كأس السوبر في قطر، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث غرد قائلا: "ما كل هذا الحب بين تركيا وقطر؟ هل شبكة بي إن سبورتس القطرية تتحكم في كرة القدم لدينا الآن أيضا؟ أم أن هذه استراتيجية تسويقية لبيع نادٍ تركي للقطريين؟".
السيطرة القطرية
تصريحات توبراك تشير إلى أمرين، أولهما استيلاء شبكة قنوات "بي إن سبورتس" القطرية على العديد من روافد الإعلام في تركيا، وأبرزها منصة "ديجيترك"، المنصة الرقمية الأكبر في تركيا، وذلك في عام 2015.
"بي إن سبورتس" تستحوذ أيضا على حقوق نقل مباراة كأس السوبر التركي، ولكنها امتنعت عن نقل حقوق البث للأندية والاتحاد خلال الفترة الماضية، وتحديدا منذ مارس/آذار الماضي، بعد تفشي فيروس كورونا، والأزمة المادية التي ضربت القناة وفقا للصحيفة.
القناة القطرية هددت أيضا الأندية التركية بالتوقف عن دفع مقابل البث المباشر، بسبب تراجع الليرة التركية خلال الفترة الماضية، بحسب الصحيفة.
توبراك أشار أيضا إلى بيع نادٍ تركي لقطر، في إشارة إلى باشاك شهير، الذي يدعمه الرئيس التركي، وهو الأمر الذي تناقلته العديد من الصحف التركية على مدار الفترات الماضية، وأكده مؤخرا نور الدين سوزين، رئيس بلدية أسطنبول الكبرى السابق.
فساد باشاك شهير
فساد أردوغان في المجال الرياضي، وهو المتعلق بالدعم غير الشرعي الذي حصل عليه النادي من أجل التتويج بلقب الدوري التركي وفقا للصحيفة.
النادي المدعوم من قبل أردوغان وصهره بيرات البيرق نجح في الفوز ببطولة الدوري التركي في الموسم المنصرم للمرة الأولى في تاريخه، وسط العديد من الاتهامات التي تشير إلى حصولهما على دعم من قبل إدارة المسابقة.
الأمر أكدته نقابة المحامين في طرابزون، مدينة نادي طرابزون سبورت الذي كان يصارع باشاك شهير على اللقب، حيث رفعت شكوى جنائية ضد غوكسيل غوموشداغ، رئيس نادي باشاك شهير، وأعضاء من الاتحاد التركي لكرة القدم، بزعم التأثير على قرارات الحكام.
الحديث عن باشاك شهير يعيد إلى الأذهان فصلا آخر من فصول الفساد، حيث أن غوموشداغ يرتبط بعلاقة قرابة بزوجة الرئيس التركي، وفقا لما أكدته صحيفة "أحوال"، بالإضافة إلى أن سلسلة مستشفيات "مديبول"، المملوكة لفخر الدين قوجة، وزير الصحة التركي، هي الراعي الرئيسي للنادي.
النادي نفسه يعتبر مسروقا من قبل أردوغان، وفقا لما أكده نور الدين سوزين، رئيس بلدية أسطنبول الكبرى السابق، في تصريحات سابقة لصحيفة "سوزجو" التركية، استمرارا لمسلسل فساد أردوغان في المجال الرياضي.
سوزين أكد أن النادي تأسس خلال ولايته لرئاسة بلدية أسطنبول، وليس خلال فترة تولي أردوغان للمنصب كما يدعي، مشيرا إلى أن الأخير يستخدم هذا النادي لتحقيق أغراض سياسية.