حليفا الشر.. دعم قطري يتيم لحملة أردوغان في عفرين
فيما حرصت معظم الدول على عدم توريط نفسها في تداعيات التدخل التركي في عفرين، أعلنت قطر دعمها له، واحتجت بأنه لصالح سوريا
من بين كل الأطراف الإقليمية والدولية لم يجد النظام التركي من يدعم غاراته على عفرين السورية، بمزاعم حفظ أمن البلاد القومي، سوى تابعه في الشر الدوحة.
ومع ذلك، احتاجت الدوحة، على الصعيد الرسمي، 4 أيام كي تستطيع اختلاق أعذار لشرعنة حملة حليفتها في عفرين، بعدما جندت أبواقها منذ الساعات الأولى، للترويج للتدخل التركي.
وزعمت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر أن إطلاق الجيش التركي عملية "غصن الزيتون" في عفرين السورية جاء مدفوعا بمخاوف مشروعة متعلقة بأمن تركيا الوطني وتأمين حدودها.
وأوردت الدبلوماسية القطرية سببا لم يحاجج به النظام التركي نفسه، وهو "حماية وحدة الأراضي السورية من خطر الانفصال".
وعلى الأرجح تشير هذه المزايدة إلى محاولة التغطية على تأخر الدوحة في إعلان دعمها الرسمي، مخافة أن تضعها في مواجهة واشنطن الممتعضة من حملة تستهدف حلفائها الأكراد.
ولأن إمارة الحمدين ليس لها حليف في أيامها هذه سوى أنقرة، انتهت إلى تأييد الحملة رسميا، وسط تكثيف أذرعها للدعاية المناصرة للغارات التركية.
وكان لافتا تجاهل إعلام قطر المتعمد لإيراد ردود الفعل المتحفظة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، على هذه العملية العسكرية.
وآخر هذه التداعيات، الضغط الذي تتعرض له برلين من حقوقيين وخبراء للتحقيق في استخدام النظام التركي لدبابات ألمانية في حملتها التي راح ضحيتها مدنيون.
ويبقى هذا الدعم القطري ثمنا لمساندة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة عند مقاطعتها من جيرانها بسبب دعمها للإرهاب، في يونيو/ حزيران الماضي.
إلا أن السؤال الملح، هل يسعف هذا الدعم اليتيم خطة أردوغان العسكرية التي كان من أول تداعياتها قصف قرى تركية، أفضى إلى مقتل وإصابة مدنيين؟.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز حقوقي معارض لنظام بشار الأسد ومقره في لندن)، فإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 54 عنصرا من فصائل المعارضة السورية المتحالفة مع أنقرة والمقاتلين الأكراد.
وأفاد المرصد أن 19 من القتلى يتبعون فصائل المعارضة مقابل 26 من الوحدات الكردية قُتِلوا خلال الاشتباكات وجراء الغارات التركية.
وكان المرصد أعلن في وقت سابق مقتل 22 مدنيا جراء قصف الطائرات والمدفعية التركية لقرى عدة في منطقة عفرين، بجانب مقتل مدنيين اثنين جراء قذائف أطلقها المقاتلون الأكراد على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة قرب أعزاز.