إعفاء 80 دولة من التأشيرة.. قطر تتسول السائحين
النظام القطري أعاد الإعلان عن إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول للدوحة، لتحويل الأنظار عن أنشطته الإرهابية
عقب فشل خطاب "المظلومية" الذي تبنّته الدوحة منذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها لقطر، جنح "تنظيم الحمدين" لـ"البروباجندا" معتقداً أنه سيموه على دعمه وتمويله للإرهاب.
وترتكز "البروباجندا" القطرية، على خطاب يعمد لتهويل كل شيء في سبيل تجميل وجه النظام الحاكم الذي اعتراه الشحوب أمام المجتمع الدولي، بدءًا بالصفقة العبثية، إنفاق ملايين الدولارات على شراء اللاعب البرازيلي "نيمار" لنادي "باريس سان جيرمان" وليس انتهاء بالإعلان عن إعفاء مواطني 80 دولة حول العالم من تأشيرة الدخول للدوحة.
وإن كان إنفاق الملايين لترقيع السمعة عادة قطرية أثيرة، فيبدو أن تهويل الإجراءات الحكومية العادية والأوامر الإدارية الداخلية، وتصديع رأس العالم بها، بالإعلان عنها في مؤتمرات صحفية ضخمة وبواسطة شركات علاقات عامة عالمية، ستكون البدعة الجديدة لنظام "الإمارة الصغيرة" في السياسة الدولية.
فالإعلان عن إعفاء مواطني دول من تأشيرة الدخول لبلد آخر، إجراء روتيني تقوم به دول العالم الغنية والفقيرة على السواء، دون أن تكلف الإعلام العالمي ضجيجاً كالذي أحدثه محمد راشد المزروعي المسؤول في وزارة الداخلية القطرية، وأكبر الباكر رئيس الخطوط الجوية القطرية أمس في مؤتمر صحفي بالدوحة.
كل ما قام به الثنائي الذي حشد وسائل الإعلام العالمية، هو القيام بجمع أوامر إدارية داخلية سابقة، حول إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول إلى قطر، سبق وأن أعلنت عنها الدوحة واحدة تلو الأخرى في 80 إعلاناً منفصلاً، أحصاها المزروعي والباكر أمس ذلك المؤتمر المكرّس لإعادة "تدوير" القرارات الإدارية وإكسابها بُعداً آخر ربما يقلل من شحوب صورة الدوحة التي افتضح أمر دعمها للإرهاب أمام العالم.
وإمعاناً في إلباس القرارات الإدارية القديمة ثوباً جديداً، قسمت السلطات القطرية الدول المعفاة من التأشيرة إلى قسمين، الأول ضم 33 دولة "بحاجة إلى ترتيبات مسبقة" حيث سيحصلون على التأشيرة عند وصولهم إلى أراضيها وسارية لمدة 90 يوما منذ وصولهم إلى البلاد، وخلت هذه القائمة من أي جديد.
وكذلك الأمر بالنسبة للمجموعة الثانية وتضم 47 دولة "لن يحتاج مواطنوها لترتيبات مسبقة" حيث سيحصلون على التأشيرة عند وصولهم لقطر ولمدة 30 يوما.
كذلك فإن الحالة "الهستيرية" التي تملكت الإعلام القطري، عقب إعلان سلطاته عن القرارات الإدارية، تمثل بحسب مراقبين ترجمة للمتاهة التي يقع فيها "تنظيم الحمدين" الحاكم في الدوحة، مشيرين إلى أنه وعقب انفضاح أمر تمويله للإرهاب بات يتشبث بأية قشّة للظهور في الإعلام العالمي بمظهر المنتصر، خاصة عقب تفاقم الأزمات الداخلية التي تجابه النظام.
فعندما بدأت عشرات الشركات العاملة في قطاعات البناء والضيافة والشحن، في منْح العاملين بها إجازات مفتوحة إثر الكساد السياحي الذي عمّ البلاد، آثرت حكومة قطر أن تذكر مواطني الـ 80 دولة الذين ظلوا يدخلون لأراضيها بدون تأشيرات منذ عدة أعوام، بأنها موجودة وتشكو الركود السياحي والتجاري، لذلك أتت القرارات "الجديدة- القديمة"، كتجديف قطري جديد بعيداً عن الأزمة الحقيقية التي يتعامل معها النظام بسياسة الهروب إلى الأمام.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز