أسبوع قطر.. مؤامرات تنظيم "الحمدين" ترتد عليه
أكاذيب تنظيم "الحمدين" في الدوحة تنكشف وتأتي الرياح بما لا تشتهي قطر التي تفشل في الوقيعة بين السعودية والإمارات.. أبرز أحداث الأسبوع.
٣ مؤامرات قطرية لتنظيم "الحمدين" شهدها الأسبوع المنقضي فشلت جميعها في تحقيق أهدافها، وارتدت عليه لتفضح أكاذيبه، وتحقق عكس ما خطط له.
أولى تلك المؤامرات كانت محاولة الوقيعة بين السعودية والإمارات، التي فشلت فشلا ذريعا، وجاء الرد على الصعيدين الرسمي والشعبي، ما يؤكد قوة ومتانة العلاقة بين البلدين.
وثانيها كان استهداف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بحملة أكاذيب تروج لنصر قطري وهمي عليهم في محكمة العدل الدولية، وأن الطائرات القطرية ستحلق "قريبا" فوق أجواء الرباعي العربي، للتغطية على ٦ جرائم إرهابية تورطت قطر فيها خلال شهر يوليو/تموز الماضي، لتفتضح الأكاذيب القطرية بعدما تكشفت حقيقة المذكرة القطرية في محكمة لاهاي.
ثالث تلك المؤامرات كان إطلاق حملة افتراءات جديدة تستهدف تسييس الحج، انقلبت على مطلقيها سريعاً، بعد نشر دلائل وبراهين من داخل المخيمات التي خصصتها السعودية للحجاج القطريين الراغبين في أداء مناسك حج هذا العام، تفند أكاذيب تنظيم "الحمدين"، وتكشف التسهيلات التي قدمتها المملكة للقطريين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
تلك المؤامرات المتعاقبة تكشف استمرار تنظيم "الحمدين" في انتهاج الطريق الخطأ لمواجهة المقاطعة العربية، عبر محاولاته العبثية لتفكيك الجبهة الموحدة لدول الرباعي العربي واستهدافها بالأكاذيب، بدلا من تغيير سياسته الداعمة للإرهاب والمزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.
أخوة تاريخية تهزم المؤامرات القطرية
العلاقات النموذجية بين السعودية والإمارات كانت محل استهداف بالتآمر دائما من تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر، وذراعه الإعلامية قناة "الجزيرة" وأخواتها، خصوصا منذ أن أعلنت الدولتان قطع علاقتهما مع قطر قبل عامين، وأصبحت محاولة إثارة الفتنة بين البلدين وترويج الشائعات عن خلافات بينهما الشغل الشاغل للتنظيم.
وسرعان ما ينتهز "الحمدين" أي فرصة محاولا العمل عليها في هذا الصدد، فقبل أيام استغل قيام الإمارات بعملية إعادة انتشار في اليمن، ليسارع بترويج شائعات عن التحالف، ولكن جاءت مقالة الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لتدحض شائعاته، حيث أكد أن الإمارات وبقية دول التحالف الذي تقوده السعودية "لا يغادرون" اليمن، موضحا أن التحركات العسكرية ما هي إلا إعادة انتشار تقوم بها كل الجيوش في العالم، وبما يتطلبه العمل العسكري.
وبعد فشل مؤامرتها، استغلت قطر اجتماعا روتينيا عاديا معلنا هو السادس لحرس الحدود والسواحل في الإمارات وإيران، عقد بهدف بحث تجاوزات الصيادين، وقامت بتحميله ما لا يحتمل، ومحاولة استخدامه كمحاولة للإيقاع بين البلدين، إلا أن جهودها فشلت كالعادة، وجاءها الرد على أكثر من مستوى، على الصعيدين الرسمي والشعبي، كصفعات متتالية.
على الصعيد الرسمي، أكد تركي الدخيل سفير السعودية لدى الإمارات أن العلاقات السعودية-الإماراتية تنطلق من أسس اجتماعية وسياسية مشتركة، تدل عليها التفاهمات المباشرة، التي تعود إلى السنوات الأولى من فكرة الاتحاد حتى تأسيس دولة الإمارات، وقد وُثِّقَت هذه التفاهمات من خلال البرقيات الرسمية بين ملوك السعودية و المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه حكام الإمارات.
وبيّن أن التوافق السياسي بين البلدين تبلور منذ الستينيات من القرن الماضي، وتعزز هذا التوافق لاحقاً، وشدد على أن الدولتين تواجهان التحديات الإقليمية الجديدة بتنسيقٍ عالٍ، ورؤية موحَّدة تدعم الاستقرار.
بدوره قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الأربعاء: "إن العلاقات بين الإمارات والسعودية راسخة، وأن شق الصف بينهما مستحيل".
وأكد قرقاش، في تغريدات على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "لا أقلق على العلاقة الاستراتيجية التي تجمعنا بالسعودية الشقيقة، وأعلم كم هي تترسخ كل يوم على المستويات كافة"، وتابع "وما يحزنني ترسيخ قطر لعزلتها وتعميقها لأزمتها، عبر سياسات إعلامية طائشة يديرها المال والمرتزقة، وينأى عنها المواطن القطري ويعاني منها".
وشدد على أن "شق الصف السعودي الإماراتي من باب اليمن أو إيران أو غيرهما مستحيل"، مضيفا أن "الإعلام القطري الأهوج لا يدرك أن تحالفنا تعزز عبر التضحيات، وتعمّق عبر التنسيق والحوار والصدق، وعبر دفاع السعوديين عن شراكتهم مع الإمارات، وفي خضم ذلك آسف على من يدير سياسة قطر ويعمق محنتها".
ثم عاد وأكد مجددا في تغريدات لاحقة، قوة التحالف مع السعودية وأن التنسيق معها في أفضل حالاته.
وبين أن "إعادة الانتشار في الحديدة حصيلة حوار موسع في التحالف، واتفقنا مع السعودية الشقيقة على استراتيجية المرحلة القادمة في اليمن".
وأردف "وفي الملف الإيراني موقفنا المشترك تفادي المواجهة وتغليب العمل السياسي، فيما تسعى الدوحة إلى الصيد في الماء العكر عبر تضخيم اجتماع روتيني".
ولفت إلى أنه أفضل للدوحة حل أزمتها بدل تعميقها، مشيرا إلى أن "أزمة قطر لم ترتبط حصريا بتوجه سياستها الخارجية بل التدخل والإضرار بجيرانها، وهو ما يتكرر اليوم من دولة اختزلت نفسها إلى ظاهرة إعلامية وفي تمويل عدم الاستقرار، ويبقى أن الشراكة السعودية الإماراتية صلبة وباقية وممتدة".
السعودية تحب الإمارات
على الصعيد الشعبي، تحول حب السعودية للإمارات لهاشتاق عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، غرّد فيه سعوديون، من بينهم دبلوماسيون وفنانون وأكاديميون وإعلاميون، حبا في الإمارات وأهلها وقيادتها، ضمن هاشتاق أطلقوه تحت اسم #السعودية_تحب_الإمارات، ردا على محاولات إعلام "الحمدين" والذباب الإلكتروني التابع له، الإساءة للعلاقات بين البلدين وإثارة الفتنة بينهما عبر هاشتاقات مسيئة وشائعات مضللة.
وسرعان ما تصدر الهاشتاق تريند تويتر في السعودية، وتحول إلى مظاهرة حب من أهل المملكة لدار زايد، أكدوا خلاله أن الإمارات في قلب كل سعودي، وأن السعودية والإمارات بلد واحد، وشعب واحد، يجمعهما الهدف الواحد، والمصير المشترك، داعين الله أن يديم المحبة بينهما.
كما تضمنت تغريدات السعوديين تحذيرات من الهاشتاقات التي يطلقها الذباب الإلكتروني لتنظيم "الحمدين"، موجهين للتنظيم رسالة مباشرة، "هيهات أن تنال من العلاقة بين البلدين".
وتمضي العلاقات بين الإمارات والسعودية في طريقها لتحقيق نموذج تكامل عربي استثنائي، محوره التعاون والتكاتف على كافة الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، مستنداً على الإرث الحضاري والتاريخي ومقومات القوة المشتركة، ومدعوماً برؤى وطموحات قيادات البلدين، وسط إدراك مشترك أن الدولتين يجمعهما مصير واحد ورؤية متكاملة مشتركة، وأن التعاون بينهما يصب في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والرفاهية لشعبيهما.
انتصارات وهمية في "العدل الدولية"
أيضا وفي إصرار قطري على نشر الأكاذيب والترويج لانتصارات وهمية، في محاولة لصرف الأنظار عن الفضائح المتلاحقة التي يواجهها تنظيم "الحمدين"، وتكشف دعمه للإرهاب حول العالم، أعلن خليفة بن حمد، شقيق أمير قطر، في تغريدة له أن طائرات بلاده ستحلق "قريبا" فوق أجواء الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
التغريدة جاءت بعد يوم من إعلان قطر أنها قدمت مذكرتها الثانية والأخيرة في القضيتين المرفوعتين أمام محكمة العدل الدولية بشأن إغلاق المجال السيادي للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) مع قطر لدعمها للإرهاب، في محاولة لخداع الشعب القطري، وإيهامه أن تقديم المذكرة هو نصر للدوحة.
وكانت دول الرباعي العربي رفعت القضية إلى محكمة العدل الدولية، بعد أن تقدمت قطر بشكاوى إلى منظمة الطيران المدني الدولية "الإيكاو" لإغلاق المجال الجوي السيادي للدول الأربع أمام طيرانها، سعيا من الدول الأربع إلى الحصول على حكم من محكمة العدل الدولية يقر بعدم اختصاص منظمة "الإيكاو" بالنظر في الشكوى القطرية.
وترى الدول الأربع أن نزاعها مع قطر سياسي أمني بالدرجة الأولى، ومن ثم فإن قبول "إيكاو" بدراسة المطالب القطرية غير قانوني لخروجه عن اختصاص المنظمة الفني، وأن من حقها استمرار الإغلاق حفاظا على أمنها الوطني وحقها السيادي الذي يكفله القانون الدولي، في مواجهة السياسات القطرية الداعمة للإرهاب.
ومن ثم فإن الحكم المرتقب من محكمة العدل الدولية -الذي لم يصدر بعد- سيقرر مدى سلامة قرار منظمة "إيكاو" من عدمه بتمكين قطر من التقدم بالشكاوى، ولا يتناول بأي حال من الأحوال قبول الادعاءات القطرية أو فرض فتح الأجواء.
أي أنه في كل الأحوال لا توجد أية انتصارات منتظرة لقطر من قرار محكمة العدل الدولية -حين صدوره- أيا كان الحكم، وهو ما يؤكد أن تغريدة شقيق أمير قطر جاءت فقط لصرف الانتباه عن ٦ جرائم إرهابية في ٦ دول، ثبت تورط قطر فيها خلال شهر يوليو/تموز، ومحاولة لامتصاص الغضب الشعبي المتنامي على تنظيم "الحمدين"، جراء تلك الفضائح.
وتلك الجرائم التي تكشفت تدعم أصلا موقف الرباعي العربي أمام محكمة العدل الدولية.
تسييس الحج.. حملة افتراءات جديدة
ومع تواصل توافد ضيوف الرحمن إلى السعودية لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وسط إشادات من مختلف مسلمي العالم، بحسن الاستقبال وكرم الضيافة ورقي الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، صعّد تنظيم "الحمدين" مجدداً حملاته لتسييس الحج، محاولاً تبرير جريمته بمنع الحجاج من أداء الفريضة التي تهفو إليها أفئدة المسلمين حول العالم.
ورغم تواصل الحملات الإعلامية يومياً التي تردد أكاذيب وافتراءات حول منع السعودية لحجاج قطر، إلا أنها فشلت جميعها في تحقيق هدفها، مع إعلانات السعودية المتواصلة لتسيير كل السبل أمام حجاج قطر لأداء الفريضة.
وفي محاولة لإعطاء زخم لتلك الحملات الفاشلة، دفع تنظيم "الحمدين" بشقيق أمير قطر خليفة بين حمد، ليطلق هاشتاق تحت اسم #لم_نستطع_اليه_سبيلا، شارك فيه مرتزقة "الحمدين" وذبابه الإلكتروني.
الهاشتاق سرعان ما انقلب على تنظيم "الحمدين" بعد أن شارك مغردون من مختلف الدول، مفندين أكاذيب الحمدين.
المغردة الإنجليزية المسلمة "Kate Stewart" نشرت صورة ترحيبية بحجاج قطر من داخل أحد المخيمات المخصصة لاستقبالهم لأداء الفريضة، مشيرة إلى أن "هذه الصورة أكبر دليل أن المملكة العربية السعودية لا تسيس الحج أو تستخدمه لتحقيق مصالح سياسية".
وأردفت "حجاج قطر في قلب الملك سلمان، ولا عزاء للنظام القطري وللجزيرة التي تكذب في كل يوم".
مغردون آخرون أعربوا عن استغرابهم من إصرار تنظيم "الحمدين" على حج القطريين عبر الخطوط القطرية، في الوقت الذي يسمح فيه لأنديتها الرياضية بالمشاركة في مباريات داخل المملكة، مع أنها قدمت على خطوط طيران غير قطرية.
ووجّه المغرد وهيب الحامدي حديثه لتنظيم "الحمدين" قائلاً: "اعتبروا الحجاج مثل الأندية واللاعبين وأرسلوهم عادي!! تخافون من الفيفا ما تخافون من ربكم يا تجار الدين".
وأردف: "ويل لكم عندما يحاكمكم شعبكم يوم الحساب عند الجبار ويسألكم عن منعهم من السفر للسعودية لأداء الركن الخامس والسماح للاعبين بالسفر لنفس الدولة للعب، كيف سيكون الجواب".
في مقابل الحملات القطرية المتواصلة لتسييس الحج، تواصل السعودية دون كلل أو ملل محاولاتها المستمرة لإثناء تنظيم "الحمدين" عن المضي في جريمته بمنع القطريين من أداء الحج، وتيسير كل السبل لهم لأدائه، وأكملت السعودية جميع استعداداتها لاستقبال حجاج قطر في أي وقت.
وفي هذا الصدد تم تجهيز المخيمات التي خصصتها وزارة الحج والعمرة للحجاج القطريين الراغبين في أداء مناسك حج هذا العام.
ولم توفر السعودية ومسؤولوها أي فرصة إلا وأكدوا ترحيبهم بحجاج قطر، داعين سلطات الدوحة لإزالة العراقيل من أمامهم.
وجدد الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الثلاثاء الماضي، دعوة حكومة قطر إلى إزالة العقبات أمام مواطنيها الراغبين في أداء الحج، مؤكداً ترحيب السعودية بالحجاج من أي دولة في العالم.
دعوة الفيصل جاءت بعد أسبوعين من دعوة وزارة الحج والعمرة السعودية، قطر إلى تسهيل إجراءات قدوم القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج، وإزالة العقبات التي تفرضها لمنعهم من القدوم لأداء هذه الشعيرة العظيمة.
وأكدت وزارة الحج والعمرة في بيان لها الحرص على تسخير جميع الإمكانيات لتسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من دولة قطر، أسوة بما تقوم به تجاه عموم المسلمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة.
ورفضت وزارة الحج والعمرة الادعاءات الصادرة من وزارة الأوقاف القطرية، بأن حكومة المملكة تضع العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر.
وأكدت أن هذه الادعاءات تنافي الحقيقة، وبينت أنها أطلقت عدة روابط إلكترونية لتمكين المواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها، والقدوم عبر أي خطوط جوية غير الخطوط القطرية لأداء مناسك العمرة، وبينت أن الحكومة القطرية قامت بحجب هذه الروابط.
وشددت في الوقت ذاته على رفض المملكة التام لأي محاولة لتسييس الحج.
ومنذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في يونيو/حزيران 2017، حرصت السعودية على عدم تأثر الشعب القطري بأفعال حكومته الداعمة للإرهاب، وقامت بتيسير كل السبل أمامهم لزيارة البيت الحرام وأداء مناسك الحج والعمرة.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز