التهديدات والشيكات.. سلاح قطر لمواجهة قضايا السخرة
السلطات القطرية تهدد العمال الذين تقدموا بشكاوى؛ بسبب سوء أوضاعهم، وصادرت جوازات سفرهم.
لا تتوانى السلطات القطرية في تكميم أفواه معارضيها، أو كل من يكشف تجاوزاتها، إما بالترهيب أو بالترغيب عبر دبلوماسية الشيكات والتهديدات، وهو ما حدث بالفعل، مع العمال الأجانب الذين تقدموا بشكاوى للمنظمات الحقوقية؛ بسبب سوء الظروف المعيشية التي يتعرضون لها في الدوحة.
- إندبندنت: عمال منشآت مونديال قطر يعاملون كالعبيد
- إنفوجراف.. مخاطر إقامة كأس العالم 2022 في قطر بالأرقام
وبعد سنوات من تقديم منظمة "شيربا" الحقوقية غير الحكومية، لشكوى ضد شركة فينسي الفرنسية للمقاولات فرع الدوحة، للتنديد باستخدام السخرة في تشغيل عمال وافدين في مشروعات بناء مرتبطة ببطولة كأس العالم لكرة القدم، المقررة 2022 في قطر، إلا أن لجنة التحقيقات حفظت الشكوى، ما أثار سخط العمال المتضررين بعدما أكدت المنظمة وقائع السخرة وتعرض العمال للتهديد.
بدورها، قالت ساندرا كوسارت، مديرة منظمة "شيربا"، التي تتخذ من باريس مقرا لها، إن "قرار حفظ الشكوى، لم يكن مفاجئاً"، مشددة على استمرار النضال لكشف سخرة النظام القطري للعمال الأجانب، قائلة: "سنستمر في تسليط الضوء على أوضاع العمال الأجانب بالدوحة، والتنديد بها، لحين عودة حقوق العمال الأجانب العاملين في الأندية القطرية".
وأضافت مدير المنظمة الحقوقية: "نحن نخطط لتقديم شكوى مدنية ضد قاضي التحقيق الذي حفظ الشكوى، وفي هذه الحالة، سيتم فتح تحقيق قضائي شبه تلقائي للتحقيق في الوقائع بشكل نزيه".
أدلة على السخرة القطرية وتهديد العمال
من جانبها، نددت صحيفة "لاكروا" الفرنسية بقرار حفظ التحقيق في أعمال السخرة التي يتعرض لها العمال الأجانب بالدوحة، مشيرة إلى أن "وسائل الإعلام في ذلك الوقت أثارت ضجة كبيرة ضد السخرة القطرية للعمال الأجانب، وانتهت تلك الضجة دون شيء".
وكانت "شيربا" أجرت تحقيقاً استقصائياً موثقاً بشأن أوضاع العمال الأجانب، تأكدت خلاله من أن السلطات القطرية هددت العمال الذين تقدموا بشكاوى بسبب سوء أوضاعهم، وصادرت جوازات سفرهم.
وأشارت المنظمة الحقوقية غير الحكومية إلى أن التحقيق الذي استغرق عدة أشهر، أكد بالأدلة الدامغة سوء أوضاع عمال البناء الأجانب في قطر، وتعرضهم لمصادرة جوازاتهم، والتهديدات بالقتل والسجن من سلطات الإمارة.
وأوضحت شيربا في بيان لها، أنها أقامت دعوى في مارس/ آذار 2015، أمام محكمة فرنسية في مدينة "نانتير"، ضد شركة فينسي للمقاولات ومديري الوحدة التابعة لها في قطر بتهمة "العمل بالسخرة".
من جانبها، قالت ماري لوري جيسلان، مسؤول الشئون القضائية لمنظمة العولمة وحقوق الإنسان، وهي حركة عالمية حقوقية، إن "مناخ الضغط الهائل الذي يتعرض له الموظفون جعل مهمتنا صعبة للغاية؛ فالعمال الذين تقدموا بالشكاوى، يعيشون الرعب من فكرة انتقام السلطات القطرية؛ لكونهم وافدين".
وأكدت المسؤولة الحقوقية وجود أدلة مثبتة ورسمية لظروف العمال، وأن الإقامة لا تليق بالعمال، مع عدم تعويضهم، مشيرة إلى تعرضهم إلى السخرة والتهديدات".
ومجموعة فينسي الفرنسية، فرع قطر QDVC، متعاقدة مع السلطات القطرية، لبناء ملاعب لبطولة كأس العالم عبر تأسيس شركة مشتركة بينهما، تمتلك فيها الشركة الفرنسية 49% من الأسهم، مقابل 51% لمجموعة الديار القطرية.
في المقابل، نقلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عن مصدر قضائي قريب من التحقيق قوله: إن "التحقيق لم يثبت تعمد قادة فينسي انتهاك حقوق العمال الوافدين"، مشيراً إلى أن "المجموعة تحظى بدعم قطري، واسع لذا تم حفظ الشكوى".
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر متهمة منذ سنوات بانتهاك حقوق العمال الأجانب، البالغ عددهم نحو 2 مليون عامل على أراضيها، كما أقامت منظمة العمل الدولية شكوى ضد قطر بهذا الشأن عام 2014.
واتهمت الدوحة بأنها تتعامل مع مثل هذه الشكاوي المقدمة من المنظمات الحقوقية بـ"الرشى"، وقالت: يبدو أن قطر أجرت تسوية مع منظمة العمل الدولية، ما دفع الأخيرة إلى التخلي عن اتخاذ أي إجراء ضدها".
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز