ميرور البريطانية: عمال مونديال قطر يعيشون أوضاعا "مروعة"
نحو أكثر من 28 ألف عامل من المضطلعين بمهمة بناء الملاعب الجديدة والبنى التحتية يجنون ما يعادل 82 بنسا فقط في الساعة.
عمل لساعات طويلة تحت شمس حارقة وبأجور ضئيلة، هذا هو حال آلاف العمال الأجانب بمنشآت كأس العالم في قطر، أجور لا ترقى لمستوى المخاطر في ظروف قاسية، وفق ما ذكرت مجلة بريطانية.
مجلة ميرور البريطانية قالت إن أكثر من 28 ألف عامل أجنبي من الذين يعملون في بناء الملاعب الجديدة والبنى التحتية في الدوحة يبلغ أجر العامل منهم ما يعادل 82 بنسا فقط في الساعة، وهذا المبلغ الزهيد هو الحد الأدنى لأجور بقيمة 750 ريالا (158 جنيها إسترلينيا) في الشهر عن عمل 48 ساعة في الأسبوع.
- مآساة عمال مونديال قطر.. أجور زهيدة بلا رعاية صحية ووفيات بالجملة
- صحيفة فرنسية: عمال مونديال قطر يعانون "الرق والعبودية"
بزيارة بعض الملاعب قيد الإنشاء، تحدثت "ميرور" مع عدد من العمال الذين ينحدر كثير منهم من دول فقيرة، لتكتشف حجم الرواتب الضئيلة التي يتقاضونها.
وقالت جيل كارتميل، مساعدة الأمين العام لاتحاد "يونايت"، إن أجور هؤلاء العمال وظروف العمل والإقامة في قطر "مروعة"، مضيفة: "توصلنا إلى اتفاق للقيام بعمليات تفتيش على مواقع الإنشاء والإقامة مع لجان العمال. في دولة -قطر- تعتبر اتحادات العمال غير قانونية".
وأضافت مي رومانوس الباحثة بمنظمة العفو الدولية: "الأمور لا تتغير بالسرعة التي تريدنا قطر أن نصدقها. نعتقد أن اتحاد كرة القدم الفيفا يتحمل مسؤولية احترام حقوق الإنسان المتعلقة بعمال البنى التحتية".
وأوضحت أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أعلنت قطر عن حد أدنى للأجور 750 ريالا شهريا، وهو أقل من الـ900 ريال الذي طلبته الحكومة النيبالية، لافتة إلى أن قطر بذلك تخاطر بإخلاف وعدها بالتصدي لأزمة استغلال العمالة وسوء معاملة العمال المهاجرين.
وفي جميع الملاعب لا تعين اللجنة العليا القطرية المنظمة لكأس العالم العمال، لكن يتم التعاقد فقط، وكثير من العمال الذين تحدثت معهم المجلة البريطانية يأتون من دول مثل: بنجلاديش وسريلانكا والفلبين.
وقال عامل نيبالي يدعى سوسيل (33 عاما) يعمل بموقع بناء استاد لوسيل: "أحيانا لا نحصل على الراتب في موعده أو تكون الأموال ناقصة، نمضي وقتا طويلا في انتظار حافلة المغادرة بعد نهاية فترة العمل، هذا يجعل يوم العمل أطول".
كانت منظمات حقوقية قد قدمت الشهر الماضي شكوى ضد الدوحة لدى 4 جهات عالمية، اتهمت فيها علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر بالتغطية على مقتل 1200 عامل أجنبي في بناء المنشآت الرياضية لكأس العالم 2022، واستغلال لجنته لتلميع صورة بلاده وإخفاء الانتهاكات الخطيرة واستغلال أموال الحمدين لتسييس قضايا حقوق الإنسان لصالحه.
وفي وقت سابق، كشف تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية أن شركة هندسية تشارك في بناء البنية التحتية لكأس العالم 2022 استفادت من نظام الكفالة السيئ السمعة في قطر، لاستغلال عديد من العمال المهاجرين.
ولم تسدد الشركة للعمال آلاف الدولارات المستحقة كرواتب ومزايا، الأمر الذي جعلهم محاصرين ومفلسين في تلك الإمارة، وفق تحقيق المنظمة.
وأجرت المنظمة، بين أكتوبر/تشرين الأول 2017 وأبريل/نيسان 2018، مقابلات مع 78 من موظفي الشركة السابقين من الهند ونيبال والفلبين، الذين تدين الشركة لهم بمبالغ كبيرة، وقال معظمهم إن الشركة عليها مستحقات تتمثل في رواتب ومزايا، فيما وجدت أبحاث منظمة العفو الدولية أن تأخير الشركة في سداد الرواتب بدأ في شهر فبراير/شباط 2016، وأصبح أكثر تكرارا في عام 2017.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز