أدام الله السُّذّج في قطر لنستمتع بغبائهم وبما يكتبون لنضحك عليهم، ولا دام من علمهم الكتابة ولم يعلمهم القراءة.
منذ الصغر وأنا أحفظ قصة طريفة يقال إنها حدثت بين أحد الزعماء والمدعو «جحا» حين قال الزعيم لندمائه: من يستطيع أن يعلم الحمار القراءة والكتابة؟ فاستغرب الجميع من هذا الطلب غير المنطقي، ولم يتجرأ أحد على أن يقدم على التطوع بهذا العمل.
وفجأة تكلم جحا وتصدى للمهمة وقال للزعيم: الإنسان يستطيع أن يتعلم الكتابة والقراءة بعد 15 سنة، وبما أن التلميذ الجديد حمار فإن الأمر سيحتاج إلى 30 سنة ليتقن ما يريد، وأجزم أن الجميع يعرف باقي القصة وكيف حصل على مبلغ خيالي بعد أن باع الحمار، وحين لامه الآخرون قال لهم: «خلال 30 سنة إما أن يموت جحا، أو يموت الزعيم، أو يموت الحمار».
لقد أثبت لكم الساذج القطري أنه يعرف الكتابة، ولكنه لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم، وأنه لم يعرف أي شخص ذهب للعمرة أو الحج ليخبره أن مكة المكرمة لا يوجد فيها مطار، فهل سيضطر الزعيم أن يدفع كل ما دفعه لجحا ليثبت أن الحمير يمكنها الكتابة؟
وكم تمنيت أن أكون في ذلك الزمن لأثبت لذلك الزعيم أن الحمير تجيد الكتابة ولديها حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لا أضمن له أنها تعرف القراءة؛ فخير دليل على معرفتهم الكتابة تغريدة لساذج قطري حسابه موثق يدعى عبد العزيز آل سحاق قال فيها: «زيارة واحدة لمكة من مطارها إلى كل ما فيها تجعلك تشعر أنك تعيش في عصر قريش، مدينة قديمة متهالكة، لولا قداستها ما زارها أحد».
لقد أثبت لكم الساذج القطري أنه يعرف الكتابة، ولكنه لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم، وأنه لم يعرف أي شخص ذهب للعمرة أو الحج ليخبره أن مكة المكرمة لا يوجد فيها مطار، فهل سيضطر الزعيم أن يدفع كل ما دفعه لجحا ليثبت أن الحمير يمكنها الكتابة؟
أدام الله السُّذّج في قطر لنستمتع بغبائهم وبما يكتبون لنضحك عليهم، ولا دام من علمهم الكتابة ولم يعلمهم القراءة.
نقلا عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة