إرهاب "مغلف" بالتبرعات.. قطر وتركيا أمام القضاء الأمريكي
الجماعات المتطرفة السورية المرتبطة بتنظيم القاعدة استخدمت شبكة متبرعين دوليين وجماعات خيرية لتمويل أنشطتهم الإرهابية
كشفت دعوى قضائية رفعها مصور صحفي أمريكي في ولاية فلوريدا عن الصلات والتمويلات التي قدمها أحد المصارف القطرية لـ"مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية/آي إتش إتش" من أجل دعم الجماعات الإرهابية في سوريا.
وذكر موقع "نورديك مونيتور" السويدي أن المصور الصحفي ماثيو شراير احتجزته جماعات إرهابية في سوريا لمدة 211 يومًا عام 2012، ورفع الدعوى بموجب قانون مكافحة الإرهاب ضد "مصرف قطر الإسلامي/كيو آي بي" في يناير/كانون الثاني؛ بسبب الدعم الذي قدمه لتلك الجماعات للقيام بأنشطتها.
- وثائق: رشاوى قطرية لمستشار أردوغان لتمرير اتفاقية "حماية الدوحة"
- تركيا تقتل جنودا سوريين.. وثائق تكشف حجم المؤامرة
وأفادت الدعوى القضائية الأمريكية أن الجماعات المتطرفة السورية المرتبطة بتنظيم القاعدة، جبهة النصرة وأحرار الشام، استخدمت شبكة متبرعين دوليين وجماعات خيرية لتمويل أنشطتها الإرهابية، وقدم البنك القطري بدوره "خدمات ودعما ماليا لأولئك المتبرعين والجماعات الخيرية".
وأوضحت الدعوى أن المصرف القطري "تبرع بمبلغ كبير لقطر الخيرية" التي عقدت شراكة مع مؤسسة الإغاثة التركية من أجل تقديم الدعم للجماعات الإرهابية؛ عبر دعم مستشفيات ميدانية تعمل على علاج جرحى مسلحي أحرار الشام وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية السورية.
كما تورط الدعوى القضائية التي رفعها المصور الصحفي الأمريكي مواطن قطري يدعى سعد الكعبي، باعتباره أحد ممولي جبهة النصرة، والذي كانت قد عاقبته الولايات المتحدة عام 2015؛ لدعم الجماعة الإرهابية.
وأفادت الدعوى بأن مصرف قطر لعب دورين أساسيين في دعم الجماعات التي احتجزت شراير، أولهما أنه سمح للكعبي بفتح حساب باسم ابنه القاصر لاستخدامه في نقل الأموال من المتبرعين في قطر وغيرها من المناطق إلى جبهة النصرة، وثانيهما أن المصرف تبرع بمبلغ كبير لقطر الخيرية، المعروف عنها تمويلها للقاعدة ودعمها لأحرار الشام.
وطبقًا للدعوى القضائية، قدم المصرف القطري تبرعات لمؤسسة قطر الخيرية في عامي 2012 و2013، وسمح للأخيرة بتشغيل 8 حسابات لتسهيل دعمها للإرهاب في سوريا.
كما أشارت الشكوى إلى التقارير الدولية بشأن إدراج كل من قطر الخيرية ومؤسسة الإغاثة التركية على القائمة السوداء "باعتبارهما كيانين ملوثين بأموال الإرهاب."
وطبقًا لموقع "نورديك مونيتور"، من المعروف أن "مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية" هي أحد أدوات جهاز الاستخبارات التركي، وسبق اتهامها بتهريب الأسلحة إلى الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة في سوريا.
وكان المدعون العامون في الولايات المتحدة قد وجهوا اتهامات في وقت سابق لقطر الخيرية بالعمل كقناة تمويل رئيسية لهجمات القاعدة ضد السفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا عام 1998، كما تبين أن أسامة بن لادن استخدمها لتمويل أنشطة التنظيم في التسعينيات.
وعلاوة على ذلك، أفادت الاستخبارات الفرنسية عام 2013 بأن قطر الخيرية كانت متورطة في تمويل إحدى الجماعات في مالي على صلة بتنظيم القاعدة.