التجسس القطري في 2018.. ابتزاز مستمر لمنتقدي دعم الدوحة للإرهاب
أوراق دعوى قضائية أمريكية كشفت عن شبكة قطرية لاختراق البريد الإلكتروني لشخصيات عالمية تنتقد سياسات الدوحة الداعمة للإرهاب.
منذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في يونيو/ حزيران 2017، مقاطعة قطر؛ بسبب مواصلتها دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، كثفت الدوحة تحركاتها لكسب ود واشنطن والمجتمع اليهودي بأمريكا لتأمين ظهرها.
وأنفق نظام الحمدين، في سبيل ذلك، ملايين الدولارات على جماعات الضغط والشخصيات الأمريكية واليهودية، التي تتمتع بنفوذ داخل البيت الأبيض؛ لتلميع صورتها داخل واشنطن؛ لكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة لها، فاتخذت من التجسس نهجًا لمواجهة منتقديها.
إليوت برويدي، جامع التبرعات الجمهوري الشهير، كان أبرز ضحايا تلك التحركات؛ بسبب لهجته الانتقادية الحادة لقطر ودورها في دعم الإرهاب.
ففي مايو/ آيار 2018، كشفت أوراق دعوى أمام القضاء الأمريكي عن شبكة قطر المتهمة باختراق البريد الإلكتروني لبرويدي؛ في محاولة للتشهير به؛ بسبب مواقفه المناهضة لسياسات الدوحة.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في هذا الشأن، أن عملاء استخبارات أمريكيين وبريطانيين سابقين شاركوا في "مؤامرة جنائية" نيابة عن قطر؛ لتشويه سمعة إليوت برويدي؛ لعمله ضد الدوحة، عبر اختراق رسائل بريده الإلكتروني.
برويدي كان قد رفع دعوى قضائية ضد قطر، في مارس/آذار، أمام محكمة اتحادية بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، تتهم الدوحة بأنها وراء اختراق ونشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به وبعمله، مما تسبب في إلحاق الأذى بصورته.
وكشفت أوراق الدعوى القضائية عن متهمين من كبار المديرين التنفيذيين في شركة "جلوبال ريسك أدفايزورز" للاستشارات، وهما كيفن تشوكر، وديفيد مارك باول، اللذان شاركا في عملية القرصنة، بعد أن استأجرهما محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني شقيق أمير قطر، وأحمد الرميحي الرئيس السابق للاستثمارات بصندوق الثروة السيادي القطري للقيام بالمهمة.
وتضمنت الدعوى القضائية أيضًا اسم شركة "ستونينجتون ستراتيجيز إل إل سي" للعلاقات العامة في واشنطن، ومالكها نيك موزين، حيث وجهت لهما تهمة مساعدة "جلوبال ريسك أدفايزورز" في توزيع رسائل برويدي المسروقة على المؤسسات الإعلامية.
وقال برويدي خلال بيان، إن الأدلة واضحة فيما يتعلق بشن قطر حملة معلوماتية إلكترونية ضده من أجل إسكاته، مشيرًا إلى أنه من الواضح أنه تم استهدافه بسبب آرائه السياسية القوية ضد الدوحة الراعية للإرهاب.
وكشف لو وولسكي، محامي برويدي، أيضًا عن استهداف قراصنة قطر لما يصل لـ1200 شخص آخرين.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، ذكرت "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن قطر استهدفت أيضًا مسؤولين بارزين بدول عربية، وكتابا أمريكيين وبريطانيين وهولنديين معروفين بانتقادهم لنظام الدوحة، فضلًا عن كثير من الأمريكيين والسوريين، ونشطاء على عدة جبهات في الصراع السوري، ومسؤولا سابقا بوكالة الاستخبارات المركزية"سي أي أيه"، إضافة إلى مجموعة من ممثلات بوليوود.
وكان المحامون قد جمعوا قائمة الأهداف في سياق الدعاوى القضائية التي رفعها "برويدي" العام الجاري، يتهم فيها قطر وعدة أشخاص بالتآمر لشن هجوم إلكتروني ضده.
وأوردت الصحيفة الأمريكية أنه كان من بين المستهدفين أيضًا الحاخام الأمريكي شمولي بوتيتش، والصحفي البريطاني والناشط الحقوقي أمجد طه الياسين، والمحلل السابق في الاستخبارات العسكرية الهولندية رونالد ساندي.
وأظهرت رسائل مسربة تورط قطر في استهداف الحاخام ضمن مخطط للقرصنة؛ بسبب علاقاته مع رجل الأعمال شيلدون أديلسون، المانح الرئيسي للحزب الجمهوري، والداعم لإسرائيل من أجل كسب ود أفراد الدائرة المقربة من الإدارة الأمريكية.
وأوضحت صحيفة "جوويش جورنال"، الأسبوعية المعنية بأخبار الجالية اليهودية في لوس أنجلوس أن بوتيتش وأديلسون يرتبطان بعلاقات وثيقة، حيث تبرع أديلسون بمبلغ 500 ألف دولار لحملة بوتيتش لعام 2012 للترشح إلى الكونجرس، بالإضافة إلى 500 ألف دولار إضافية إلى لجنة عمل سياسية تدعم ترشيح بوتيتش.
وذكرت الصحيفة أن قطر كانت معزولة دبلوماسياً مؤخرًا؛ بسبب تمويلها لجماعات متطرفة ورفعت مستوى علاقاتها مع إيران، ونتيجة لذلك، حاولت مغازلة أعضاء بارزين في الجالية المؤيدة لإسرائيل للحصول على النفوذ لدى إدارة ترامب.