قطر محفظة الإرهاب النقدية.. فشلت بأفريقيا وفاقمت عزلتها
محلل فرنسي يرصد وقائع بانتصار دول مكافحة الإرهاب على الدوحة في أفريقيا.. على الرغم من بذلها أموالاً طائلة لاستمالة تلك البلدان الأفريقية
حققت دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب، انتصارات متتالية على قطر في أفريقيا، رغم ما تبذله الأخيرة من استثمارات طائلة لاستمالة دول القارة السمراء.
وقائع انتصار الرباعي العربي على الدوحة، كشف عنها معهد الاستشراف والأمن في أوروبا، والتي تتمثل في فشل زيارة تميم بن حمد للسنغال، واستمرار دول أفريقية أخرى في قطع علاقتها مع قطر، وأخيراً دعم الإمارات والسعودية لجهود مكافحة الإرهاب التي يبذلها تجمع دول الساحل الأفريقي.
المحلل الفرنسي إيمانويل دوبي، رئيس "معهد الاستشراف والأمن في أوروبا" قال إن استراتيجية قطر التي تعتمد على دفع استثمارات ضخمة في أفريقيا لكسر عزلتها إقليمياً فشلت بشكل واضح.
فشل زيارة تميم للسنغال
تحت عنوان "قطر في مواجهة الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب بأفريقيا"، أوضح المحلل الفرنسي لمجلة "لوبوان" الفرنسية، أن قطر سعت إلى أفريقيا لكسر عزلتها، وهو ما توّج بفشل ذريع.
فبعد أيام من بداية الأزمة مع قطر، قررت بلدان أفريقية، قطع علاقاتها مع الدوحة بعدما ثبت لها ضلوع تلك الإمارة في زعزعة استقرارها، وعملت على تقويض نفوذها في المحيط الأفريقي، وهي الخطوة التي اتخذتها كل من: تشاد، وموريتانيا، والسنغال، والنيجر، وجزر القمر، والجابون.
وجاءت زيارة أمير قطر إلى السنغال في 20 ديسمبر/كانون الأول، لتؤكد عزلتها أفريقياً، حيث لاقى استقبالاً فاتراً من الرئيس السنغالي ماكي سال، وهو ما دفع تميم إلى مغادرة البلاد خلال 15 ساعة فقط، رغم أن الميعاد المحدد للزيارة 48 ساعة، في إطار جولة لست دول من غرب أفريقيا.
وتدعم الدوحة الجماعات الإرهابية في أفريقيا، عبر مظلة الاستثمارات الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، وهو ما تيقنت منه دول القارة، وانعكست على جولة تميم الأخيرة في غرب أفريقيا، بحسب رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا.
قطر ومحاولة تقويض الدور السعودي
إيمانويل دوبي كشف عن محاولات قطر لتقويض الدور السعودي في أفريقيا، حيث تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقات قوية مع دول أفريقيا جنوب الصحراء، مضيفاً أن الصورة الذهنية للدوحة لدى العديد من الدول الأفريقية باتت سلبية، باعتبارها إحدى الدول الداعمة للإرهاب.
وأرجع المحلل الفرنسي السبب في تلك الصورة الذهنية، إلى أن قطر ينظر إليها على أنها محفظة نقدية، وليست مستثمراً حقيقياً بمشروعات تنموية تدر أرباحاً تعود بالنفع على البلاد، حيث تتجاوز أهدافها التأثير الاقتصادي أو الثقافي، إلى الجانب الأمني.
ورغم محاولات الدوحة لتصدير دور الوسيط في الأزمات الأفريقية بين بعض البلدان، لا سيما إريتريا وجيبوتي، إلا أن دبلوماسية مكافحة الإرهاب التي تنتهجها الإمارات والسعودية، يتم وضعها في الاعتبار، أثناء تقييم العلاقة مع الدولة.
وأشار المحلل الفرنسي إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بتقديم مساهمة بنحو 100 مليون دولار، لدعم القوة المشتركة لدول الساحل الأفريقي لمحاربة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، فيما قدمت الإمارات مساهمة بقيمة 30 مليون يورو.
واختتم إيمانويل دوبي حديثه بأن أفريقيا زادت من عزلة قطر، وأكدت دعمها للإرهاب تحت مظلة الاستثمارات الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، وهو ما أفقدها دعماً دولياً ومحتملاً.