كاتبان إماراتيان: كثرة الإنتاج على حساب الجودة تضر بالمشهد الثقافي
الكاتبان الإماراتيان تحدثا عن تجربتهما الخاصة وكيف أسهمت ظروف نشأتهما في التأسيس لأسلوبهما في الكتابة.
استضافت فعاليات اليوم الأول من مشاركة الشارقة ضيف شرف معرض تورينو الدولي للكتاب 2019، جلسة حوارية بعنوان "إبداعات عربية" للكاتبين الإماراتيين عمر البوسعيدي مؤلف كتاب "فقط اقرأه" وعليا الشامسي مؤلفة رواية "علاية".
وتناولت الجلسة التجربة الخاصة للمؤلفين وكيف أسهمت ظروف نشأتهما التي اتسمت بالدمج بين الثقافة العربية والأجنبية في التأسيس لأسلوبهما في الكتابة.
وتحدثت عليا الشامسي عن نشأتها مع أب عربي وأم إيطالية، وأوضحت أن والديها حرصا على أن تتعلم اللغتين وأن تتعرف على الثقافتين، فكانت الكتب العربية والإيطالية متوفرة بشكل دائم داخل مكتبة بيتها، وهو ما أثر على طريقة تقديم أفكارها لجمهورها.
وقالت الشامسي: "أشعر بأنني محظوظة للجمع بين الثقافة العربية العريقة والأصيلة وبين الثقافة الإيطالية الثرية والمتنوعة، حيث ضمت مكتبة المنزل كتباً باللغتين، ولأن والدي كان مصوراً، مارست التصوير منذ طفولتي، وكنت ولا زلت أعتبر أن الصورة حكاية زاخرة بالتفاصيل وليست مجرد مشهد جامد".
وأضافت: "عندما تزوجت ورزقت بطفلي نشأ عندي شغف الحكاية المكتوبة لأن مساحتها أكبر من المصورة وتمنح الكاتب مساحات أوسع ليعبر فيها عن وجدانه وأفكاره، فكانت أولى رواياتي بعنوان "علاية" وهي مسيرة حياة طفلة نشأت في الجميرة، حيث حاولت من خلالها تتبع مسار تطور دبي وإبراز المتغيرات الكبيرة التي طرأت عليها وعلى حياة الناس فيها".
وتابعت الشامسي: "حرصت على أن تكون لغة الرواية بسيطة ومباشرة لتتلاءم مع ذوق الصغار ومدى وعيهم، ولكني تفاجأت بإقبال الكبار عليها، وهو ما يثبت أن الكتاب الناجح هو الذي يجمع بين اللغة البسيطة والفكرة القوية".
وأوضحت أنها الآن في مرحلة توقف عن الكتابة تقضيها في القراءة والتعلم، مشيرة إلى أن مشكلة الكثير من الكُتاب تتمثل في كثرة الإنتاج بدون مراعاة للجودة، وهو ما يلحق الضرر بالمشهد الثقافي العربي بشكل عام، قائلة: "على الكاتب أن يهتم بجودة إنتاجه أو أن يتوقف عن الكتابة".
بدوره، استعرض عمر البورسعيدي بدايات تجربته في الكتابة، قائلًا: "تلقيت تعليمي في مدارس إنجليزية وفرنسية، فكانت محاولاتي الأولى في كتابة الشعر عندما كنت طفلاً باللغة الإنجليزية".
وأضاف: "بعد الدراسة خضت العديد من تجارب العمل الخاص الذي يتطلب تواصل مباشر مع العملاء ومزودي الخدمات باللغة غير العربية، وهو ما أثر على طبيعة تحليلي لأفكار الناس وفهمي لمواقفهم وأسهم في إنضاج نظرتي للتنوع والتعدد كمشهد جمالي لا بد منه".
وتابع البوسعيدي: "خلال عملي كنت ألتقي بطلبة الجامعات والمدارس، ولاحظت أنهم لا يدونون مقتطفات من كلامي، وعندما سألتهم عن السبب قالوا لي، لماذا لا تضع لنا كل ما تقوله في كتاب، وفعلاً جاء كتابي الأول بعنوان "فقط اقرأه" استجابة لرغبتي في التواصل مع هذا الجيل ونقل أفكاري إليه بصدق".
وحول شغف الأطفال والشباب بالقراءة والكتابة، قال: "من أحد المهمات الملقاة على عاتق الكاتب هي تعزيز العلاقة بين الكتاب والشباب، من خلال التركيز على المحتوى وتقديم الجديد الذي يلامس قضاياهم وهمومهم، وهنا أتفق مع زميلتي عليا الشامسي، فعلى الكاتب أن يهتم بالجودة وليس بعدد الإصدارات، فالشهرة هي بالوصول إلى عقول القراء ووجدانهم وليس إلى رفوف المتاجر في الأسواق.
aXA6IDE4LjIwNi4xNjAuMTI5IA== جزيرة ام اند امز