أدباء إماراتيون: كتابة الروايات للأطفال عملية صعبة جدا
3 أدباء إماراتيون يستعرضون تجاربهم في أدب الطفل خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل في جلسة حوارية بعنوان "تجارب في أدب الطفل"
أجمع 3 أدباء إماراتيون أن الكتابة الروائية للأطفال عملية في غاية الصعوبة، لا سيما مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، والذي جعل الطفل أكثر إدراكاً، ووضع الكاتب أمام تحد كبير لينجح في تقديم مادة إبداعية تجذب الطفل في هذا العمر إلى القراءة والكتب.
وقال الكاتب والناشر عبدالله الكعبي، مؤسس معهد الرمسة لتعليم اللهجة الإماراتية: "طفل اليوم يختلف جداً عن طفل الأجيال السابقة، فالتطور التكنولوجي والمجتمعي أسهم بشكل كبير في صناعة أجيال تتسم بذكاء حاد".
وأضاف الكعبي، خلال جلسة حوارية بعنوان "تجارب في أدب الطفل" ضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل: "كما أن هذا الواقع أسهم في تعدد المصادر التي يستقي وينهل منها معارفه، ما يفرض تحديات كبيرة بالنسبة لكُتاب أدب الطفل، حيث يتوجب عليهم إنتاج أعمال إبداعية تسهم في إقبال الصغار على الكتب والقراءة، وفي الإمارات لدينا الكثير من الأقلام التي نجحت في تحقيق هذا الشيء".
عن دور الكاتب في الترويج والتعريف بكتاباته، قال الكعبي: "أرى أن مهمة ومسؤولية الترويج للإصدارات لا تقع فقط على عاتق دار النشر، فللكاتب دور في هذه العملية، والكاتب الذي يحرص على التفاعل والتواصل مع الأطفال في المدارس ومعارض الكتب، من خلال جلسات القراءة وحفلات التوقيع يكون أكثر قرباً من القراء الصغار، كما تزداد فرص انتشار أعماله على نطاق أوسع".
وحكت الكاتبة صالحة غابش، مدير المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بداية مسيرتها الأدبية ودخولها مجال الكتابة للأطفال واليافعين، قائلة: "في أواخر التسعينيات كانت هناك مجلة تصدر في الإمارات تستهدف الفتيات والطالبات، ووجدت أنها لا تتناسب في طرحها ومحتواها مع طبيعة مجتمعنا، وهو ما جعلنا في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة نخاطب وبصور رسمية الجهات المعنية بضرورة إيقاف إصدار وتوزيع هذه المجلة داخل الدولة، وقد كان ذلك".
وأضافت غابش: "بعد إيقاف صدور المجلة دارت في ذهني الكثير من التساؤلات، وقلت لماذا لا نصدر دوريات ومجلات تلبي شغف فتياتنا وحبهن للقراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في كل المجالات، ومن هنا قررت دخول مجال الكتابة للأطفال واليافعين وأصدرت مجلة خاصة بالفتيات ووجدت إقبالا كبيرا من الفتيات والطالبات في المدارس، ورغم توقفها بعد سنتين من صدورها إلا أنني استمررت في الكتابة إلى حين تأسيسي دار صديقات التي أصدرت حتى الآن عشرات الكتب للأطفال، إلى جانب روايات لليافعين، و8 مسرحيات حصدت العديد من الجوائز المحلية والأدبية".
بينما قالت الكاتبة أسماء الزرعوني: "ليس هناك شك في أن أدب الطفل يسهم بشكل كبير في غرس القيم التربوية لدى الأجيال الجديدة، وعلى صعيد تجربتي فمعظم كتاباتي أستهدف بها الأطفال حتى عمر 6 أعوام".
وأضافت: "الكتابة لهذه الفئة العمرية تعتبر عملية في غاية الصعوبة، لا سيما مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، والذي جعل الطفل أكثر إدراكاً، وهو ما يجعل الكاتب أمام تحد كبير يتمثل في نجاحه في تقديم مادة إبداعية تجذب الطفل للقراءة".
وتابعت: "فئة القراء التي تستهدفها كتاباتي تحتاج لنوع معين من الكتابة واللغة، فالطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يتميز بخيال واسع، وعلى سبيل المثال يحب أن يرى الأشجار تتحرك والحيوانات تتكلم، وتأثير الرسومات والصور والألوان في نفسيته يكون أكبر وأعمق من تأثير الكلمة، من هنا تنبع صعوبة الكتابة لهم، إذ يتوجب على الكاتب تقديم محتوى متميز يلبي خيال الطفل ويعزز شغفه وفضوله لاستكشاف الحياة بطريقته الخاصة".
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA=
جزيرة ام اند امز