بعد ربع قرن برفقة العظماء.. إزاحة «إنتل» من مؤشر داو جونز لصالح «إنفيديا»
شهدت سوق التكنولوجيا الأمريكية حدثا تاريخيا يعبر بشكل ما عن نهاية حقبة وبداية أخرى، بعد أن فقدت شركة "إنتل" الشهيرة بالمعالجات مكانها على مؤشر داو جونز الصناعي لصالح العملاق الصاعد بقوة "إنفيديا".
والحدث الذي مثل معلما محوريا في وادي السيليكون الأمريكي، ويدخل حيز التنفيذ في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مثل ضربة هي الأحدث لشركة "إنتل" التي انضمت لمؤشر داو جونز الصناعي لأول مرة عام 1999 وكانت من بين أول شركتين تكنولوجيتين تم إدراجهما في المؤشر، وظلت برفقة العظماء 25 عاما قبل أن تطيح بها إنفيديا.
- إنتل تحاول النهوض من كبوتها.. تستثمر 28 مليار دولار في مصنعين
- الصين تطرد «إنتل» و«مايكروسوفت» من أجهزة الكمبيوتر الحكومية
ما أهمية مؤشر داو جونز.. وما معنى الوجود فيه؟
مؤشر داو جونز الصناعي، الذي أنشأه تشارلز داو عام 1896، هو الأقدم في العالم، ويضم أسهم 30 شركة فقط ينظر غليها باعتبارها الأكبر والأكثر رسوخا، ويمثل المؤشر مقياسا عاما لحالة سوق الأسهم الأمريكية.
وعلى عكس مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي يزن الشركات حسب القيمة السوقية، فإن مؤشر داو جونز مرجح بسعر الأسهم التي يضمها، مما يعني أن الأسهم الأعلى سعرًا لها تأثير أكبر على تحركاته.
ولهذا السبب، فإن شركات مثل أمازون وغوغل وميتا لا تتواجد على المؤشر، بينما يضم المؤشر شركات أبل ومايكروسوفت وIBM وسيلز فورس وسيسكو سيستمز.
ويتم اختيار مكونات مؤشر داو جونز الصناعي من قبل لجنة، تميل غالبا إلى تفضيل الشركات التي تمثل شريحة واسعة من الصناعات الراسخة.
وقد أدى هذا تاريخيًا إلى استبعاد العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة، على الرغم من حجمها ونفوذها.
ماذا حدث لشركة إنتل؟
ينظر إلى شركة "إنتل" حاليا باعتبارها شركة متعثرة في قطاع صناعة الرقائق المتعثرة
فبعد أن كانت القوة المهيمنة في صناعة الرقائق، تخلت إنتل في السنوات الأخيرة عن ميزتها التصنيعية لصالح منافستها التايوانية TSMC وفوتت طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي بعد خطوات خاطئة بما في ذلك تمرير استثمار في شركة OpenAI المالكة لـ ChatGPT.
وانخفضت أسهم إنتل بنسبة 54٪ هذا العام، مما يجعلها الأسوأ أداءً على مؤشر داو جونز، وصاحبة أقل سعر سهم.
وحسب "سي إن إن بيزنس"، تأسست "إنتل" عام 1968، وباعت رقائق الذاكرة قبل التحول إلى المعالجات التي ساعدت في إطلاق طفرة صناعة الكمبيوتر الشخصي.
وفي تسعينيات القرن العشرين، تحولت علامة "Intel Inside" إلى مرادف للمنتج الممتاز، وانتشرت على المكونات الإلكترونية الأساسية وأصبحت في نهاية المطاف منتشرة في كل مكان على أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
إنفيديا.. قوة ضاربة في خضم طفرة الذكاء الاصطناعي
والآن، برزت شركة إنفيديا كحجر زاوية في صناعة أشباه الموصلات العالمية، وذلك بفضل الدور الأساسي الذي تلعبه رقائقها في تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي دفعت إلى ارتفاع أسهمها بمقدار 7 أضعاف على مدار العامين الماضيين.
وارتفعت أسهم الشركة بأكثر من ضعفين هذا العام وحده.
وتخطت "إنفيديا" المرحلة التي كانت فيها مجرد مزود لمعالجات الرسوميات على أجهزة الكمبيوتر، وهي الآن ثاني أكثر الشركات قيمة في العالم ويُنظر إليها على أنها مقياس لسوق الذكاء الاصطناعي.
كما ساعد تقسيم أسهم الشركة بنسبة 10 مقابل 1 في يونيو/ حزيران الماضي، في تمهيد الطريق لإضافتها إلى مؤشر داو جونز، مما جعل أسهمها المرتفعة في متناول المتداولين الأفراد.