الملكة رانيا بعد زيارة الروهينجا: قلبي ينفطر
مأساة حقيقية ترويها الملكة رانيا في أعقاب زيارتها لمخيم لاجئي الروهينجا في بنجلادش
استعرضت الملكة رانيا العبدالله ، زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تفاصيل زيارتها لمخيم لاجئي الروهينجا في بنجلادش، والحالة المأساوية التي يعيش فيها اللاجئون، بعد فرارهم من الأهوال التي عانوا منها في ميانمار.
وقالت الملكة رانيا، في مقابلة مع المذيعة البريطانية كريستيان آمانبور على سي إن إن، إنه قبل أن تبدأ الرحلة هيأت نفسها لرؤية ظروف بائسة جدًا، ولكنها لا تعتقد أن هناك أي شيء كان بإمكانه أن يعدها للوضع الذي شاهدته في المخيم وتنفطر له القلوب، وشهادات الناس المختلفة التي استمعت إليها.
وأوضحت الملكة رانيا أنه في كل مكان تنظر فيه في أرجاء المخيم تحدق المآسي بك، مضيفة أنها رأت عائلات محشورة في مَآوٍِ هاوية مصنوعة من الخيزران، وبعض الأوقات هناك ما يتراوح ما بين 50 و60 شخصاً في مأوى صغير، فضلًا عن العيش في خيام بدائية.
كما أشارت الملكة إلى أن الجميع كانوا يدفعون بعضهم البعض بحثًا عن مساحة والغذاء والمياه، موضحة أن ما شاهدته كان مروعًا جدًا، وأن حوالي 95% من الناس ليس لديهم مياه نظيفة وثلاثة أرباع منهم لا يحصلون على طعام كافٍ، وهناك ندرة في الخدمات الصحية.
وقالت الملكة رانيا إنها وجدت أطفالا كثيرين في كل مكان، وغالبًا ما يكون أغلبهم غير مصحوبين بمقدمي الرعاية أو أسرهم، وعندما تحدثت معهم سمعت قصصًا مروعة حول رؤيتهم مقتل آبائهم وأمهاتهم وأخواتهم بالرصاص أمام أعينهم، مشيرة إلى العنف الذي لا يمكنه تخيله الذي ارتكب ضد شعب الروهينجا.
وأشارت الملكة إلى وجود اغتصاب جماعي منظم للفتيات، موضحة أن الجنود حاصروا الفتيات في المدارس واغتصبوهم، وأن أحد موظفي الإغاثة أخبرها قصة اغتصاب فتاة في السادسة عشرة من العمر 20 مرة، كما أخبرها عاملون في مجال الصحة عن رؤيتهم جروحا في ظهور الناس حيث كان يُطلق عليهم النيران أثناء محاولتهم الهرب.
وقالت الملكة رانيا إنها سمعت شهادة من أم شاهدت ابن أخيها وجسده يُقطع لأجزاء ويُلقى في النار، مشيرة إلى أنه يبدو أن هناك اضطهادا ممنهجا لمجموعة من الناس، واصفة ما يحدث بالتطهير العرقي الذي يتكشف أمام العالم ويحدث بلا هوادة ويتم التعامل معه بقدر كبير من اللامبالاة.
وأوضحت الملكة أن اضطهاد الروهينجا لم يبدأ في أغسطس/آب الماضي، وإنما مستمر منذ عقود، مشيرة إلى أن الأفعال المروعة الصادرة من أقلية من المسلمين على حافة الإسلام نعتقد أنهم جميعًا خارج الإسلام، في العقدين الأخيرين، أدت إلى وجود مشاعر معادية للمسلمين حول العالم وصور نمطية سلبية عن المسلمين لدرجة أن العديد من الناس حول العالم لا يمكنهم حتى تصور المسلمين ضحايا.
كما أشارت الملكة رانيا إلى أنها في بعض الأوقات تتساءل هل كان العالم سيتعامل بمثل هذه اللامبالاة إذا كان المسلمون هم الذين يرتكبون هذا العنف؟، مشيرة إلى أن ما نراه الآن في ميانمار هو اضطهاد يقوم به متطرفون من دين آخر، والتطرف هو التطرف وينبغي التعامل معه برد الفعل نفسه وإيقافه في أي مكان يتواجد فيه.
ووصفت الملكة صمت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي بأنه يصم الآذان؛ لأنها لم تنتقد أفعال العنف فضلًا عن عدم اعترافها بهذه الأفعال الوحشية.
وأوضحت الملكة رانيا أن أونج سان تمتلك السلطة الأخلاقية وأن لديها السلطة لانتقاد هذه الأفعال الوحشية، معربة عن أملها بأن تفعل أونج سان ذلك، مضيفة أنه بغض النظر عمن أشعل الصراع في أغسطس/آب الماضي، إلا أن رد الفعل القائم على الهجوم على شعب بأكمله وإجبار الآلاف من الأبرياء على الفرار من منازلهم ليس رد الفعل المناسب.
كما شددت الملكة رانيا على أهمية معالجة الأسباب الجذرية لمعاناة الروهينجا، مشيرة إلى أن أونج سان قالت سابقًا إنه أينما تم تجاهل المعاناة ستتواجد بذور الصراع.
واختتمت الملكة رانيا حوارها، بالقول إن الحل لهذه الأزمة لا ينبغي أن يكون بالتجاهل وترك المشكلة تتفاقم، وإنما محاولة التعامل معها بإجراء الحوار والمصالحة، والمعالجة الحقيقية لأسباب وجود مثل حملة التجريد من الإنسانية الممنهجة تلك لهذه الأقلية المستمرة منذ أمد بعيد.