رابح ماجر لـ"العين الرياضية": الحظ سبب عدم تأهل الجزائر للمونديال.. والمنتخب السعودي حقق معجزة
لطالما كانت الجزائر قادرة على إنجاب العديد من نجوم كرة القدم على مدار تاريخها، وواحد من أبرز هؤلاء النجوم هو رابح ماجر.
ويمتلك رابح ماجر تاريخا عريضا في مسيرته الكروية، سواء على مستوى الأندية أو مع منتخب الجزائر، كيف لا وهو من قاد "محاربي الصحراء" للفوز بأول لقب في كأس أمم أفريقيا عام 1990 بالجزائر.
كما شارك ماجر مع منتخب الجزائر في نسختين من نهائيات كأس العالم، وبالتحديد عامي 1982 و1986، وتألق بشكل خاص خلال المواجهة التي فاز بها "محاربو الصحراء" على ألمانيا الغربية بنتيجة 2-1 خلال مونديال المكسيك 1986.
النجم الذي بزغ بشدة في بورتو البرتغالي وفاز معه بدوري أبطال أوروبا، يملك في سجله عدة ألقاب فردية، أبرزها الكرة الذهبية الأفريقية لعام 1987، وأفضل هداف في دوري أبطال أوروبا عام 1988، بجانب جائزة أفضل رياضي جزائري لعام 1982.
"العين الرياضية" تواصلت مع رابح ماجر بالتزامن مع بطولة كأس العالم 2022 الجارية في قطر، للحديث عن سبب فشل منتخب الجزائر في التأهل للمونديال، وتوقعاته للمنتخبات العربية، وأبرز ذكرياته التي لا تُنسى في تلك البطولة الكبرى.
سبب عدم تأهل الجزائر للمونديال
في البداية، اعتبر ماجر أن الحظ كان سببا رئيسيا في فشل تأهل منتخب الجزائر لنهائيات كأس العالم 2022، بعدما كان قريبا من ذلك بالفعل.
وفشل منتخب الجزائر في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، بعدما خسر على ملعبه أمام الكاميرون 1-2، في إياب المرحلة الفاصلة من التصفيات، رغم الفوز ذهابا بنتيجة 1-0.
وقال ماجر في هذا الصدد: "ما حدث أمام الكاميرون في مباراة الإياب من تصفيات المونديال أمر محبط، خاصة وأننا كنا على بعد خطوة صغيرة من تحقيق هدفنا".
وأضاف: "الحظ حرم محاربي الصحراء من المشاركة في مونديال قطر، وهو ما شكل خيبة أمل كبيرة لجميع الجزائريين".
وتابع: "نملك منتخبا قويا، وكان بإمكانه الذهاب بعيدا لو ترشح للنهائيات، في كل الحالات ينبغي علينا طي هذه الصفحة نهائيا والتركيز على ما هو قادم".
حظوظ العرب في كأس العالم 2022
من ناحية أخرى، أبدى أسطورة الكرة الجزائرية ثقته في قدرة المنتخبات العربية على قطع مشوار كبير في نهائيات كأس العالم 2022.
وتشارك 4 منتخبات عربية في كأس العالم 2022، تتقدمها قطر التي تستضيف البطولة، بالإضافة إلى منتخبات السعودية وتونس والمغرب.
وعن حظوظ تلك المنتخبات، قال ماجر: "المستحيل ليس عربيا، منتخبات تونس والسعودية والمغرب وقطر، بإمكانها تحقيقها المفاجأة والتأهل للدور الثاني".
وواصل: "مهمة المنتخبات العربية لن تكون سهلة، ولكن ينبغي عليها اللعب بروح كبيرة وعدم ارتكاب الأخطاء الفنية والتكتيكية القاتلة من أجل تحقيق هذا الهدف".
إبداع المنتخب السعودي
أشاد رابح ماجر أيضا بالمستويات الرائعة التي قدمتها منتخبات السعودية وتونس والمغرب في الجولة الأولى من دور المجموعات، كما أبدى تفاؤله بقدرة قطر على التدارك في مواجهة الجولة الثانية أمام السنغال.
وقال أسطورة الجزائر في هذا الصدد: "الأخضر حقق معجزة بفوزه على منتخب الأرجنتين، أود في هذا الإطار الإشادة بالتنظيم التكتيكي الرائع للمنتخب السعودي في الشوط الثاني، حيث ضيق المساحات على نجوم الأرجنتين".
وأكمل "أعتقد أنه قادر على الذهاب بعيدا في بطولة كأس العالم".
وتابع: "منتخبا تونس والمغرب لعبا بروح عالية ونجحا في إحراج الدنمارك وكرواتيا على الترتيب، وتركا أيضا انطباعات طيبة للغاية، وبإمكانهم الترشح للدور الثاني لو واصلوا اللعب بنفس الاندفاع والروح العالية خلال الجولتين القادمتين".
و واستطرد ماجر في حديثه عن الظهور العربي في الجولة الأولى من دور المجموعات لكأس العالم: "للأسف منتخب قطر مر بجانب الحدث خلال المباراة الافتتاحية لكاس العالم، ولو أنني واثق انه سيظهر رد فعل قوي انطلاقا من المباراة القادمة أمام السنغال".
وأتم "العنابي قادر على إحراج أي منتخب لو ظهر بوجهه الحقيقي وتخلص نهائيا من الضغوطات السلبية".
من يفوز بكأس العالم 2022؟
من ناحية أخرى، رشح رابح ماجر منتخب البرازيل للفوز بالنسخة الـ22 من كأس العالم، فيما اعتبر أن هناك بعض المنتخبات الأخرى المؤهلة لذلك أيضا.
وقال أسطورة منتخب الجزائر في هذا الصدد: "منتخب البرازيل أظهر جاهزية كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يجعله مرشحا بارزا للفوز بالمونديال".
وتابع: "منتخبات فرنسا وبلجيكا وألمانيا قادرة أيضا على التتويج ببطولة كأس العالم 2022".
فضيحة خيخون
ولم يكن من الممكن الحديث عن كأس العالم دون الحديث عما عُرف بـ"فضيحة خيخون"، حين تعرض منتخب الجزائر لمؤامرة تاريخية في مونديال 1982، حيث اتفق منتخبا ألمانيا الغربية والنمسا على نتيجة مباراة الجولة الأخيرة من دور المجموعات، ليتأهلا معا ويخرج "محاربو الصحراء" من المسابقة.
وأطلقت الصحافة العالمية على هذه المباراة "فضيحة خيخون"، خاصة وأن عملية التلاعب بنتيجتها النهائية من قبل النمسا وألمانيا كانت واضحة.
وقال رابح ماجر بخصوص هذه الواقعة: "شعرنا بحسرة كبيرة من هذه المؤامرة، خاصة وأننا قدمنا مستويات قوية في مشاركتنا الأولى ضمن نهائيات كأس العالم".
وأردف: "ما حصل في مباراة النمسا وألمانيا آلمنا بشكل كبير، وشعرنا بحزن كبير بعد خروجنا من الدور الأول".
وأكمل: "هذه المؤامرة المفضوحة دخلت طي التاريخ، وستظل حاضرة في ذاكرة جميع محبي اللعبة الشعبية الأولى في العالم".
مباراة ألمانيا لا تنسى
وبخصوص أفضل ذكرياته في نهائيات كاس العالم، أكد رابح ماجر أن مباراة الجولة الأولى من دور المجموعات في مونديال 1982 ضد ألمانيا ستظل خالدة في ذهنه.
وقال ماجر في هذا الصدد: "حققنا فوزا تاريخيا أمام منتخب ألمانيا الغربية المدجج بالنجوم في تلك الفترة، وهو إنجاز سيظل خالدا في ذاكرة جميع الجزائريين".
وواصل: "أعتقد أنني أسهمت بشكل كبير في هذا الإنجاز التاريخي من خلال تسجيل الهدف الأول في مرمى هارالد شوماخر".
وأتم: "الجزائريون مازالوا يتحدثون حتى اليوم عن هذه المبارة باعتبارها الإنجاز الأبرز الذي حققه منتخب الجزائر عبر التاريخ في المونديال".