الإحباط يسيطر على المحافظين.. سباق زعامة الحزب يبدأ من الآن
حالة من اليأس تهيمن على النواب المحافظين الذين يعملون بجد للاحتفاظ بمقاعدهم وتقليل خسائر الحزب التي تبدو أكيدة في الانتخابات العامة المقررة الشهر المقبل مع تفاقم الوضع السيئ في استطلاعات الرأي، إذ حل الحزب في المركز الثالث بعد تأخره عن حزب الإصلاح.
وسط هذه الأجواء العصيبة بدأ السباق للعثور على زعيم جديد للحزب لخلافة ريشي سوناك، الذي يحاول إنقاذ المحافظين، فيما يبحث المرشحون المحتملون مثل بيني موردونت، وبريتي باتيل، وروبرت جينريك عن الدعم، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
- آخرها سوناك.. الانتخابات البريطانية تاريخ من الزلات «القاتلة»
- قبل صدام سوناك وستارمر.. 6 لحظات تاريخية في المناظرات البريطانية
وتراجعت المعنويات داخل حزب المحافظين لدرجة أن بعض كبار الشخصيات بحثوا إمكانية الإطاحة بسوناك قبل يوم الاقتراع، الأمر الذي اعتبره آخرون بمثابة الذهاب إلى منطقة مجهولة، لأنه لا يوجد نائب لزعيم الحزب يمكنه تولي المسؤولية، ومن غير المرجح أن يوافق نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن على تولي زمام الأمور.
ومن بين الأفكار التي طرحت لإنقاذ الحزب كان إحياء التنافس بين رئيسي الوزراء السابقين بوريس جونسون وديفيد كاميرون، الذي عاد بقوة مع توليه منصب وزارة الخارجية.
واقترحت شخصيات محافظة بارزة أن يعمل كاميرون كزعيم مؤقت لمدة عام لحين يتم إعادة بناء الحزب، حتى إن البعض اقترح أن يتولى القيادة قبل الانتخابات، لكن وزير الخارجية أوضح أن الفكرة ليست جذابة.
وقال مصدر مطلع "لا يبدو أن ديفيد مقتنع بجودة مرشحي حزب المحافظين"، ويتوقع أصدقاء كاميرون أن يتجه بدلاً من السياسة إلى تأسيس شركة استشارية على غرار شركة رئيس الوزراء السابق توني بلير وهو ما ينفيه معسكره.
وقال أحد حلفاء جونسون إن فكرة تنصيب كاميرون "لم تكن لتحظى بالقبول لدى بوريس"، وتتسم العلاقات بين الرجلين بالتنافس الشديد الذي بلغ ذروته عندما كانا على طرفي نقيض من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
ووصف مصدر مقرب من كاميرون الحديث عن توليه القيادة بأنه "هراء تام"، وقال إن وزير الخارجية يؤيد سوناك وحملة حزب المحافظين بنسبة 100%.
في المقابل، يشعر جونسون حاليا بالرضا وهو يضع اللمسات الأخيرة على مذكراته، ويستعد للاحتفال بعيد ميلاده الستين الأسبوع المقبل، وقد خلص إلى أنه من الأفضل بالنسبة إليه الانتظار حتى يُظهر حزب العمال وزعيمه كير ستارمر نقاط الضعف.
وأعطى جونسون دعمه لجميع المرشحين الذين طلبوا ذلك، سواء في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أو موافقات مكتوبة، ومن المفهوم أنه يعمل مع المقر الرئيسي لحزب المحافظين.
ويحظى جونسون بدعم كبير من أعضاء الحزب الذين يتذكرون كيف كان المحافظون يتخلفون عن العمال ببضع نقاط مئوية فقط عندما أُطيح به من منصبه، وهو ما يعني أنه سيلعب دورا رئيسيا في اختيار المرشح لخلافة سوناك.
ويتعقد البحث عن خليفة لسوناك في ظل عدم اليقين بشأن حجم الهزيمة في الانتخابات، حيث لا يستطيع أي من المتنافسين التأكد من حصولهم على مكان في مجلس العموم.
ويتردد أن بيني موردونت "تعمل ليل نهار" في دائرتها الانتخابية لمحاولة الحفاظ على مقعدها، في حين يشعر وزير الدفاع جرانت شابس بذلك أيضا.
وقال مصدر مقرب من موردونت إنه إذا تمكنت من الصمود ستكون قادرة على القول "أنا فائز، مثل بوريس".
أما شابس فتقول المصادر إنه حصل بالفعل على فريق جاهز لإدارة حملته لقيادة الحزب، في حين تبحث بريتي باتيل عن تمويل وحلفاء محتملين.
من جانبه يقوم روبرت جينريك بـ"حملة تكتيكية"، حيث يزور المقاعد التي من المرجح أن يحتفظ بها أصحابها من أجل الحصول على دعمهم لقيادة الحزب بعد الانتخابات.
وقال أحد مرشحي المحافظين "من غير المعقول أن يظل سوناك في مكانه إذا خسر خسارة كبيرة.. لن يكون موضع ترحيب. وقال آخر "لا نشعر بأننا ندين بأي شيء لريشي.. نريد انتزاع السيطرة على الحزب بعد الانتخابات".
والأسبوع الماضي، أكد سوناك عزمه البقاء في مجلس العموم لخمس سنوات حتى لو قاد حزبه إلى خسارة كبيرة، ومع ذلك تتردد الشائعات حول قيامه بتسجيل أطفاله في مدرسة بولاية كاليفورنيا الأمريكية ابتداء من أغسطس/آب المقبل، وأنه سيترك السياسة للعمل في شركة كبيرة، وهو ما نفاه مصدر مقرب من رئيس الوزراء.
ويشعر كبار المحافظين بالغضب لانسحاب سوناك من حفل جمع التبرعات هذا الأسبوع، كان من المقرر أن يكون المتحدث الرئيسي به، حتى إن بعض الحضور يطالب باسترداد قيمة التذكرة التي تبلغ 1500 جنيه استرليني، وذلك في الوقت الذي يكافح فيه الحزب لجمع التبرعات.