بعد أزمة حصر الأدوار بسبب الوزن.. هل تسود العنصرية الفن المصري؟ (خاص)
قبل أيام، أعرب الفنان المصري مدحت تيخا عن حزنه، تجاه حصر المخرجين له في أدوار كوميدية نتيجة "وزنه الزائد".
وسجل "مدحت" شكواه خلال منشور عبر حسابه الشخصي بـ"فيسبوك"، قال خلاله: "ليه معظم المخرجين حاليًا شايفين إن الممثل التخين ما يعملش غير كوميدي وبس وإن أدواره محدودة".
وتابع: "هو مفيش شرير تخين؟ مفيش تخين بيحب؟ أنا أهو حبيت واتحبيت واتجوزت.. مفيش نصاب تخين؟ مفيش رجل أعمال تخين؟ مفيش مدرس تخين؟ مفيش تخين في الجامعة؟ للدرجة ادي الرفيعين أشرار؟".
الكلمات سالفة الذكر، دفعت عددًا من النجوم إلى الحديث عن فكرة "حصر الفنانين في أدوار بعينها بسبب سماتهم الجسمانية"، كان أبرزهم النجمة بشرى، التي قالت عبر خاصية "ستوري" بـ"إنستجرام" ردًا على "مدحت": "ده نوع من التنمر المهني ربما يكون غير مقصود بس متزعلش.. وأنا صغيرة ماكنوش بيشغلوني عشان نحيفة".
وتابعت: "قلت وقتها أول مرة أشوف كاستنج بالوزن دلوقتي الحمدلله تخنت شوية، وبردو ما بيشغلونيش.. بس المرة دي عشان عندي مخ بحب أشغله".
حصر الأدوار عنصرية أم تنميط؟
تحليلًا للقضية المثارة، قالت الناقدة الفنية حنان شومان، إن فكرة حصر الأدوار لا تُعتبر عنصرية، وإنما هي مجرد "تنميط" يعاني منه الفن المصري بشكل عام على حد رأيها.
وأضافت "حنان"، لـ"العين الإخبارية"، أن النمطية السائدة على الفن المصري هو نتاج تفكير المخرجين والمؤلفين والمنتجين في إطار يفتقد للإبداع، فالممثل يجد نفسه محصورًا في دور معين بسبب لون بشرته على سبيل المثال: "الأسمر نجده يجسد دور سفرجي.. والممثل ذو الوزن الزائد يُضرب على قفاه، للأسف هذا نقص في الخيال".
اعتبرت الناقدة أن حالة النمطية تخلى عنها صناع الفن في مرات قليلة: "مثلًا المخرج داوود عبدالسيد استعان بشعبان عبدالرحيم في فيلم (مواطن ومخبر وحرامي) على نحو مفاجئ، وفاتن حمامة تخلت عن الرقة لتجسد السيدة الفلاحة في (الحرام)، وشادية الدلوعة تحولت إلى سيدة قوية في (شيء من الخوف)، هي تجارب في مجملها قليلة".
هل يتحمل الممثل مسؤولية حصر أدواه؟
ترى "حنان" أن الممثل هو الحلقة الأضعف في صناعة الفن بشكل عام، فمسؤولية حصر الأدوار تقع على عاتق كل من المنتج والمؤلف والمخرج، لكن الفنان هو "غلبان" على حد وصفها: "هو محدود في إطار ما يُعرض عليه.. مش بمزاجه".
أوضحت الناقدة المصرية بأن "التنميط" يُفقد الفن مواهب عدة، وهو ما يكتشفه الجمهور حال انبهارهم بأداء فنان بعينه في عمل فني على نحو مفاجئ: "المخرج هنا يكون قد فكر خارج الصندوق، ويمنح الممثل فرصة لأداء ما هو غير معتاد بالنسبة للمشاهد".
تنوه "حنان" بأن التخلص من عملية التنميط يحتاج إلى جهود كبرى: "الأمر في حاجة إلى أجيال جديدة، منها من يحاول حاليًا في إطار السينما المستقلة غير الجماهيرية".
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA= جزيرة ام اند امز