طريق الـ20 لقبا.. كيف تربع نادال وفيدرر على عرش الـ"جراند سلام"؟
الصراع بين الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر على عرش البطولات الكبرى في التنس مر بالعديد من الفصول والحلقات.. تعرف عليها
فاز الإسباني رافائيل نادال (الأحد) بلقب بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) للمرة الـ13 في تاريخه، ليحصد لقبه الـ20 في البطولات الأربع الكبرى في عالم التنس (جراند سلام)، معادلا رقم غريمه الأزلي السويسري روجيه فيدرر.
وبات نادال وفيدرر هما الأكثر تتويجا ببطولات الجراند سلام في تاريخ منافسات فردي الرجال، بواقع 20 لقبا لكل منهما، يليهما الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الأول على العالم حاليا وصاحب الـ17 لقبا في البطولات الكبرى.
وجاءت ألقاب فيدرر الـ20 بواقع 6 في أستراليا المفتوحة، و8 في ويمبلدون، و5 في أمريكا المفتوحة، بجانب لقب وحيد في فرنسا.. بينما على الجانب الآخر حصد نادال 13 لقبا في رولان جاروس، و4 في أمريكا، بجانبين لقبين في ويمبلدون، ولقب وحيد في أستراليا.
وتستعرض "العين الرياضية" خلال السطور التالية كيف وصل النجمان رافائيل نادال وروجيه فيدرر إلى اعتلاء عرش البطولات الكبرى وصراعهما الممتد لنحو 15 عاما.
انطلاقة فيدرر
جاءت ضربة البداية في صراع فيدرر ونادال بالبطولات الكبرى من قبل السويسري عام 2003، عندما توج بلقب بطولة ويمبلدون بالفوز على الأسترالي مارك فيليبوسيس، ليحقق لقبه الأول في الجراند سلام.
وفي العام التالي أضاف فيدرر 3 ألقاب جديدة إلى رصيده في البطولات الكبرى، عبر التتويج بأستراليا المفتوحة على حساب الروسي مارات سافين، ثم ويمبلدون مجددا بالفوز على الأمريكي أندي روديك، ثم أمريكا المفتوحة على حساب الأسترالي ليتون هيويت.
ظهور نادال
في 2005 بدأ رافائيل نادال رحلته مع التتويج في البطولات الكبرى، من بوابة فرنسا المفتوحة، عندما توج بلقب البطولة في مشاركته الأولى فيها في إنجاز فريد، بعد فوزه في النهائي على الأرجنتيني ماريانو بويرتا.
لكن فيدرر واصل هوايته وقتها بالهيمنة على الجراند سلام، حيث أضاف لقبين خلال العام ذاته عبر التتويج بويمبلدون للمرة الثالثة على التوالي على حساب أندي روديك مجددا، وأتبعها بلقب أمريكا المفتوحة بالفوز على الأمريكي المخضرم أندريه أجاسي في النهائي، ليرفع رصيده إلى 6 ألقاب كبرى مقابل واحد لنادال.
فرنسا المفتوحة تكفي
اكتفى نادال خلال عامي 2006 و2007 بالتتويج بلقب فرنسا المفتوحة فقط، لكن كان لهذين اللقبين طعم خاص لأنهما جاءا عقب الفوز على فيدرر ذاته، ليرتفع رصيد الإسباني في البطولات الكبرى إلى 3 ألقاب.
وعزز نادال ألقابه الثلاثة بلقبين جديدين في العام التالي، أولهما كان بطريقة باتت معتادة في فرنسا المفتوحة، وعلى حساب فيدرر كسابقيه، والثاني في ويمبلدون للمرة الأولى وكان الضحية النجم السويسري من جديد، لترتفع حصيلة النجم الإسباني إلى 5 ألقاب كبرى.
خلال تلك السنوات الثلاث (2006 - 2008)، ضاعف فيدرر حصيلته في الجراند سلام رغم سقطاته الأربع أمام غريمه نادال، حيث أضاف 7 ألقاب جديدة منها 6 في 2006 و2007 توزعت بالتساوي على أستراليا المفتوحة وويمبلدون وأمريكا، ولم يفلت منه سوى ثنائية رولان جاروس التي اقتنصها غريمه الإسباني.
بينما جاء لقبه السابع في 2008 في أمريكا المفتوحة للمرة الخامسة على التوالي، بعد الفوز على البريطاني أندي موراي، ليصل إلى 13 لقبا في الجراند سلام، مقابل 5 لنادال.
وفي 2009 حصد نادال لقبه الأول في أستراليا المفتوحة على حساب فيدرر الذي حصد بدوره لقبه الأول في فرنسا المفتوحة على حساب السويدي روبن سودرلينج، وأتبعه بلقبه المعتاد في ويمبلدون، ليصل إلى 15 لقبا في البطولات الكبرى ويتخطى الأمريكي بيت سامبراس الذي كان الأكثر تتويجا بالجراند سلام وقتها.
نادال يسحب البساط
في 2010 بدأ نادال يسحب البساط من تحت أقدام فيدرر، رغم أن الأخير استهل العام بالفوز بلقب بطولة أستراليا المفتوحة للمرة الرابعة في تاريخه، حيث سيطر الإسباني على باقي بطولات العام عبر الفوز بلقبه الخامس في فرنسا، ثم الثاني في ويمبلدون، وأتبعهما بالتتويج بأمريكا المفتوحة لأول مرة في تاريخه بالفوز على ديوكوفيتش.
وغاب فيدرر عن منصات التتويج بالبطولات الكبرى في 2011، في الوقت الذي توج فيه نادال بلقبه المفضل في فرنسا، لتصبح حصيلة صراع النجمين 16 لقبا للنجم السويسري مقابل 10 لمنافسه الإسباني.
واكتفى كل من اللاعبين بلقب وحيد في 2012، حيث توج نادال برولان جاروس ليرفع رصيده إلى 11 لقبا كبيرا، بينما توج فيدرر بويمبلدون ليرفع رصيده إلى 17 لقبا، ويغيب بعدها عن منصات البطولات الكبرى لـ4 سنوات كاملة.
واستغل نادال أول عامي غياب لفيدرر في حصد 3 ألقاب كبرى، بدأها بفرنسا المفتوحة 2013 على حساب غريمه السويسري، ثم أمريكا في العام ذاته بالفوز على ديوكوفيتش، قبل أن يضيف في 2014 لقبه التاسع في رولان جاروس، ليرفع رصيده في البطولات الكبرى إلى 14 لقبا بفارق 3 ألقاب خلف فيدرر.
وركن الإسباني هو الآخر للراحة بجانب غريمه السويسري خلال عامي 2015 و2016، حيث لم يتوج خلالهما بأي ألقاب كبرى أيضا.
عودة الروح
في 2017 عادت روح الصراع إلى النجمين الكبيرين مجددا، وعادا إلى منصات التتويج في البطولات الكبرى، حيث توج فيدرر بلقب أستراليا المفتوحة أولا، ليتبعه بالفوز بويمبلدون للمرة الثامنة في تاريخه، ويصل إلى لقبه الـ19 في الجراند سلام، قبل أن يضيف لقبه الـ20 في بداية 2018 في أستراليا بالفوز على الكرواتي مارين سيليتش.
بينما على الجانب الآخر حصد نادال البطولتين المتبقيتين في 2017، وهما فرنسا المفتوحة على حساب السويسري ستانيسلاس فافرينكا، وأمريكا المفتوحة على حساب الجنوب أفريقي كيفن أندرسون، ليصل إلى 16 لقبا في الجراند سلام، قبل أن يأتي لقبه الـ17 في 2018 بحصد رولان جاروس للمرة الـ11 في تاريخه.
وفي الوقت الذي غاب فيه فيدرر عن منصات التتويج في عامي 2019 و2020، استغل نادال ذلك على لوجه الأكمل لإتمام مهتمه ومعادلة رقم غريمه السويسري في البطولات الكبرى، حيث توج النجم الإسباني بفرنسا المفتوحة وأمريكا المفتوحة عام 2019، قبل أن يحصد رولان جاروس مجددا في 2020، معادلا رقم فيدرر في الجراند سلام.