رفح الفلسطينية.. 5 آلاف عام كـ«نقطة ربط» وسجل من الحروب
رفح، تلك المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة، تتحمل ثقل دبابات الجيش الإسرائيلي، وتكتم الأنين، تماما مثلما تعودت منذ آلاف السنوات.
ويعود تاريخ مدينة رفح لأكثر من 5 آلاف عام، وعُرفت على مدى السنين بعدة أسماء بداية من الحقبة الفرعونية وحتى يومنا الحالي.
إذ أطلق عليها الفراعنة اسم "روبيهوي" أي البوابة، فيما أطلق عليها الآشوريون اسم "رفيحو"، أما الرومان فقد أطلقوا عليها اسم "رافيا"، في حين أن رفح هو الاسم العربي لها.
ويقع المعبر الحدودي الوحيد بين مصر وقطاع غزة في رفح، وكانت المدينة خلال الأشهر الماضية، ملجأ لأكثر من مليون فلسطيني من شمالي ووسط غزة هربا من الحرب الإسرائيلية في مناطق القطاع الأخرى، قبل أن تطولها النيران خلال الأيام الماضية.
وتقع رفح في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود الفلسطينية المصرية وترتفع عن سطح البحر بـ 48 متراً، وتتميز بأرضها الرملية، حيث تحيط بها الكثبان الرملية من كل جهة، ومناخها شبه صحراوي رغم قربها من البحر المتوسط.
بوابة فاصلة
وعلى مر العصور، اٌعتبرت مدينة رفح البوابة الفاصلة بين مصر والشام، وشهدت أحداثا تاريخية هامة.
فوفقا للتوثيق الفلسطيني، في عهد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد، حدثت في المدينة معركة كبيرة بين الآشوريين والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وآل النصر في هذه المعركة للآشوريين.
وفي عام 217 قبل الميلاد حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام، وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاماً إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها.
أما في العهد المسيحي؛ اعتبرت رفح مركزاً لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون العرب على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
وفي القرن السابع للهجرة، لم يعد لرفح عمران، فأصبحت خراباً ثم عادت للازدهار بعد ذلك.
ومرّ برفح، نابليون بونابرت عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام، كما زارها كل من الخديوي إسماعيل، والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعهما تحت شجرة السدرة القديمة.
وفي عام 1906، حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام، قبل أن تخضع رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين عام 1917.
وفي عام ١٩٤٨ دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلتها إسرائيل في عام 1956، ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967، حيث احتلها إسرائيل مجددا.
وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، استعادت مصر سيناء ووضعت أسلاكا شائكة لتفصل رفح سيناء عن رفح غزة.
وتقدّر مساحة أراضي رفح بحوالي 55000 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات قبل إخلائها في عام 2005.
ومما زاد من أهمية المدينة عبر التاريخ، مرور خط السكة الحديدية العثماني الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها.
قرى وأحياء
وأحياء رفح هي: البرازيل، الجنينة، خربة العدس، التنور والمشروع، السلام، الشعوث والبراهمة والصوفي، الزعاربة، الحشاش، وتل السلطان.
أما قراها فهي شوكة الصوفي، والبيوك حجر، ومصبح، ومشروع عامر، والنصر، وموراج والعزبة.
وتقول وكالة غوث اللاجئين "أونروا": "يقع مخيم رفح إلى الجنوب من غزة بالقرب من الحدود المصرية. وتأسس عام 1949".
وتتابع "بعد إنشاء المخيم، انتقل الآلاف من اللاجئين منه إلى المشروع الإسكاني القريب في تل السلطان، الأمر الذي جعل المخيم لا يكاد يمكن تمييزه عن المدينة المحاذية له".
وتضيف "كان المخيم في الأصل ملاذا للاجئين الذين فروا من الأعمال العدائية لحرب عام 1948، ولأكثر من سبعة عقود من التهجير، تُعد مشكلة الكثافة السكانية العالية هي المشكلة الأساسية فيه، حيث يعيش اللاجئون في مساكن مكتظة في شوارع ضيقة للغاية. ويستضيف المخيم حالياً حوالي 133,326 لاجئ".
"أونروا" تقول أيضا، "قبل الحصار، شكّلت تصدير أزهار القرنفل عنصرًا رئيسيًا في اقتصاد رفح. ولكن منذ بدء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، في يونيو/حزيران 2007، تم السماح بتصدير عدد قليل من شاحنات القرنفل إلى خارج القطاع".
السكان
وتعود أصول معظم سكان رفح إلى مدينة خان يونس وبدو صحراء النقب وصحراء سيناء، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا لرفح بعد النكبة في عام 1948.
وفي التعداد السكاني لرفح الفلسطينية والذي جرى عام 1997 ، وصل عدد سكانها إلى 91931 نسمة. ويقدر متوسط معدل النمو السكاني في المدينة عام 1997 بـ 4.23% وهي أعلى نسبة زيادة سكانية في مناطق السلطة الفلسطينية