هل توفي رفسنجاني أم قُتل؟.. ابنة رئيس إيران الأسبق تعيد الملف
لا يزال الغموض يلف رحيل الرئيس الإيراني الأسبق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رغم مرور 6 سنوات على وفاته.
وتزايدت الشكوك بشأن "اغتيال وتصفية رفسنجاني" من قبل التيار المتشدد بسبب مواقفه في السنوات الأخيرة من الأوضاع في إيران.
غموض تكشف عنه ابنته الكبرى "فاطمة رفسنجاني" التي تعد واحدة من الشخصيات السياسية وعضوة حزب "الاعتدال والتنمية" حزب وسطي مقرب من التيار الإصلاحي يتزعمه حالياً الرئيس السابق حسن روحاني وقد تأسس عام 2002 بدعم من الراحل رفسنجاني.
وبعد حلول الذكرى السنوية السادسة لوفاة رفسنجاني، الذي أعلنت عنه السلطات في 10 من يناير/كانون الثاني لعام 2017 عن عمر ناهز 82 عاماً، تكشف فاطمة ابنته الكثير من المحطات عن تلك الفترة الزمنية، مؤكدة أن "وفاته لم تكن طبيعية ولكن السلطات أغلقت القضية وهددتنا بالسجن في حال واصلنا المتابعة والتحقيق بالقضية".
تهديد بالاغتيال
وأفصحت فاطمة رفسنجاني، في مقابلة صحفية تابعتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، أن "اثنين من الأشخاص زارا مكتبها في الجامعة الإسلامية الحرة بطهران (جامعة آزاد إسلامي) وطلبا منها الحديث لمدة خمس دقائق لا أكثر".
وأضافت: "هذه الزيارة كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أي قبل شهرين من وفاة والدي تقريباً، وقال الشخصان: نحن نعرف والدك رفسنجاني منذ زمن الحرب العراقية الإيرانية، ونريد منك أن تنقلي له هذه الرسالة بوجود مخطط لاغتياله".
ومضت في حديثها: "لقد سألتهما من يغتال والدي؟.. قالا لي إن ذلك يحدث بطريقة لا تصديقها بنفسك"، في إشارة إلى المخطط الذي أعدته السلطات لتصفية رفسنجاني من المشهد السياسي.
وتابعت فاطمة رفسنجاني: سألتهما ما السبب لاغتيال والدي؟.. قالا: هناك جماعات متطرفة تعتقد أنه يشكل عقبة أمام أهدافهم في المستقبل لا سيما في الانتخابات الرئاسية، وأنهم يعتقدون أنه إذا كان على قيد الحياة فلن يسمح لهم بالوصول إلى السلطة أو احتكارها".
وأوضحت أنها "أبلغت والدها بتلك التحذيرات وشرحت له الأمر، وقال لي لا تحزني وسأعتني بنفسي ولا تقلقي، لكن لا تخبري والدتك بهذه الأشياء ولا تخبري أي شخص آخر".
وقالت: "وفعلاً بعد تلك التهديدات وقعت الحادثة وجرى الإعلان عن وفاة والدي علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وفي حينها قالت السلطات إن وفاته كانت طبيعية، لكن هذه القضية أصبحت مثار شكل ولم نصدق الرواية الرسمية".
تهديد للعائلة
فاطمة رفسنجاني كشفت كذلك عن تعرضها وجميع أفراد عائلتها للتهديد بالاعتقال والسجن من قبل السلطات في حال أصروا على متابعة قضية وفاة والدهم أو المطالب بفتح تحقيق.
وقالت "إن العائلة لا تزال تشكك برواية السلطات في وفاة والدها"، مضيفة: "الأكثر إثارة للاهتمام، بعد وفاة والدي، ذهبت إلى أحد المسؤولين القضائيين في ذلك الوقت، وقال أيضا إن معارضي رفسنجاني قلقون جميعا من أنه سيبقى ويكون له تأثير في المستقبل، وهي إشارة بطريقة أخرى إلى تصفيته واغتياله".
وأكدت فاطمة رفسنجاني أنها بعدما قامت بمتابعة قضية وفاة والدها تعرضت للتهديد من قبل مجموعة من أربعة أشخاص بسجن أبنائها، مضيفة: "تم إغلاق قضية وفاة والدي على الرغم من الشكوك".
وأشارت إلى أنها "طلبت من علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي التحقيق في القضية، لكن جماعات متشددة تدخلت في القضية وأوقفت التحقيقات"، مضيفة أن "شمخاني أيضاً لديه شكوك بشأن وفاة والدي".
فاطمة رفسنجاني أزاحت الستار أن الرئيس السابق حسن روحاني رفض التقارير التي تتحدث عن وفاة والدها بكونها طبيعية، مضيفة أن "روحاني لم يقبل التقرير وكتب أن هذه القضية بها غموض، وبعد ذلك تخلى مجلس الأمن القومي نهائياً عن هذه القضية ولم يستمر، ولم يتم حتى إصدار شهادة وفاة ودفنوا والدي بدونها".
رفسنجاني رجل سلام
وعن الاحتجاجات التي شهدتها إيران، قالت: "لو كان رفسنجاني حياً اليوم لكان أخبر المرشد علي خامنئي بالحقائق دون تلعثم"، مضيفة أن "والدي كان معارضاً لاستمرار الحرب العراقية الإيرانية وقد أبلغ مؤسس النظام روح الله الخميني بذلك".
وتابعت: "والدي رجل سلام وأراد بناء إيران وعدم زجها في حروب وتعريضها لعقوبات غربية صارمة كما نشهده اليوم"، مبينة أن "الحكومة الحالية تتجاهل الشعب وتعمل وفق قناعتها".
ومضت في حديثها: "رفسنجاني كانت لديه آراء إصلاحية منذ البداية، واليوم يقول معظم الإصلاحيين أن السيد الهاشمي أثناء الثورة مختلف عن السيد الهاشمي في نهاية حياته".
وأكدت أن والدها كان معارضاً لتوجهات المؤسسة الدينية الحاكمة في استمرار الحرب العراقية الإيرانية كما عارض طريقة التعامل مع بعض رجال الدين والمرجعيات المخالفة للنظام ومبدأ ولاية الفقيه، من بينهم محمد علي منتظري وطريقة عزله وفرض الإقامة الجبرية عليه لحين وفاته بمدينة قم وسط إيران.
ولفت إلى أن "رفسنجاني كان معارضاً لاحتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الدبلوماسيين كرهائن"، مضيفة: "والدي لم يكن يعلم أن السفارة تعرضت للهجوم، وكان مع خامنئي في مكة المكرمة، على حد ما أذكر، وهاشمي رفسنجاني لم يذهب قط إلى السفارة الأمريكية لإلقاء خطاب كما فعل البعض، ولكن بما أن الخميني أيد احتلال السفارة لم يتمكن من التحدث ضد كلامه".
وتابعت: "والدي سأل الخميني: هل تريد أن يبقى الرهائن في السفارة الأمريكية إلى الأبد؟.. اترك هذا الأمر للبرلمان ليتم حل القضية، لأن لهذه القضية عواقب كبيرة على إيران".
وفي نهاية المقابلة المطولة، كشفت فاطمة رفسنجاني عن سرقة اثنين من الأشخاص "وصية والدها الأخيرة" بعد دخولهما إلى مكتبه في طهران بعد ساعات من وفاته.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز