جواهر الملكية بإيران.. تصريحات حكومية "كاذبة" تثير مخاوف من السرقة
"مصير الجواهر الملكية بعد رحيل الشاه".. معركة جديدة في إيران يشعلها مسؤول بحكومة إبراهيم رئيسي تجلب السخرية، واتهامات بالكذب والأمية.
المعركة التي أشعلها المتحدث باسم الحكومة، علي بهادر جهرمي، تزامنت مع ذكرى خروج شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي في 16 يناير/ كانون الثاني عام 1979، نفتها شهبانو فرح بهلوي زوجة الشاه، ووصفها عدد من الباحثين والخبراء في مجال التاريخ بأنها "كاذبة ودلالة على الأمية".
وزعم المتحدث باسم حكومة إبراهيم رئيسي، علي بهادر جهرمي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": أن "الملك والملكة اقتادا جواهر خزينة البنك المركزي الإيراني بما في ذلك تاج بهلوي الشهير وتاج شهبانو زوجة الشاه".
وتابع: "35 مليار دولار من الممتلكات الإيرانية و384 حقيبة من الجواهر والماس وتاجان يحتويان على 5 آلاف قطعة من الماس، و50 قطعة من الزمرد، و368 قطعة من اللؤلؤ، وهي قيمة لا تحصى من حيث السعر وهذه جزء من الممتلكات التي أخذها الديكتاتور معه عندما فر، ويصادف اليوم ذكرى وفاة النظام الملكي والتبعية والوطنية في إيران".
زوجة الشاه ترد
تغريدة جهرمي ردت عليها شهبانو فرح بهلوي زوجة الشاه محمد رضا بهلوي، قائلة إن كل الجواهر موجودة في خزينة البنك المركزي الإيراني.
وتابعت في مقابلة مع "راديو فردا" الإيراني المعارض، في يناير/كانون الثاني 1979: عندما غادرت البلاد تركت جزءًا كبيرًا من مجوهراتها الشخصية في "كنوز قصر نياوران" الذي يقع شمال طهران.
وأضافت: "أحضرت حذائي معي، لكنني حتى تركت نصف التاج الوحيد الذي يخصني، وهو علامة الماسة والفيروز، وخرجت من إيران، وفي هذه الحالة الذهنية قلت إنني سأرتدي هذا نصف التاج في قصر نياوران، إذا عدت سأرتديه، وإذا لم أعد، فلن أرتدي نصف التاج أبدًا".
سخرية من جهرمي
وأثارت تغريدة جهرمي جدلا واسعا وسخرية حيث وصفها عدد من الباحثين والخبراء في مجال التاريخ بأنها "إهمال وكذب ودلالة على الأمية" عبر تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب الباحث في التاريخ، وحيد بهمن: " بحسب وثائق ودفاتر ومحاضر الخزينة الوطنية بالتحديد بالاسم والصورة ورقم تسجيل الجواهر، فإن جهرمي يكذب حسب الوثائق قبل وبعد 1979 ".
كما كتب حسين دهباشي، كاتب ومؤرخ، قائلا: "على عكس ادعائك الإهمال، فإن جميع جواهر العائلة المالكة بما في ذلك التاجان المذكوران، متوفرة الآن في متحف المجوهرات بالبنك المركزي".
محمد رضا شاه بهلوي رد في كتابه "الرد على التاريخ" على تلك الادعاءات الكاذبة، حيث قال : بأمر والدي أقيم نظاماً نقدياً وكانت العملة الإيرانية مدعومة بالذهب والمجوهرات الملكية، وكانت معظم الجواهر هدايا تذكارية لغزوات نادر شاه في الهند، ومن هذه الأحجار الكريمة ماسة داريا نور الشهيرة والجميلة، والتي تبدو أجمل من ألماسة كوه نور التي تنتمي إلى بريطانيا العظمى".
وأضاف: "هذه الجوهرة الثمينة وجميع المجوهرات الملكية الأخرى التي تخص الأمة الإيرانية محفوظة في خزينة البنك المركزي الإيراني، وجميع الهدايا والأحجار الكريمة التي تم تسلمها أو شراؤها في عهد عائلتنا تم إيداعها في هذه الخزينة وتضاف إلى قيمتها وتنوعها".
وأوضح الأمير رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا عام 2009، ردًا على سؤال حول ثروة العائلة المالكة عند مغادرته إيران، " بسبب وجود دعوى قضائية ضده من قبل عضو سابق في مكتبه، الوثائق المتعلقة بالثروة التي تركها محمد رضا شاه متوفرة في النظام القضائي للولايات المتحدة"
ووفقًا لرضا بهلوي "فإن الجمهورية الإسلامية قد قدمت عائلة بهلوي للمحاكمة عدة مرات، وفي ثلاث دول مختلفة على مر السنين، وفي كل مرة تمت تبرئة عائلتنا، لأنهم لم يكن لديهم أدنى وثيقة تدعم مزاعمهم والاتهامات".
مخاوف من سرقتها
وأعرب العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم بشأن مصير الجواهر الملكية، مشيرين إلى أن تصريحات بهادري جهرمي ربما تكون مقدمة لسطو منظم أو سرقة هذه الأشياء الثمينة.
وكتب علي بهادري في تغريدة على "تويتر"، إن "جميع الجواهر مسجلة في متحف المجوهرات الوطني ولا توجد قطعة واحدة مفقودة، ويمكنك معرفة ذلك ببحث بسيط".
فيما سخرت الناشطة الإيرانية "يار دبستاني" من جهرمي، وقالت إن "الجواهر الوحيدة التي أخذها الشاه عندما غادر إيران كانت "الضحك" من شفاه الإيرانيين أن ابنه يجب أن يأتي ويعيدها إلى رأسه".
الناشط والصحفي " كاميرون بهزادي"، قال مخاطباً جهرمي "لقد كذبتم على بهلوي لمدة 44 عامًا وقلبت التاريخ رأسًا على عقب، لكن في النهاية أدرك الناس طبيعتك القذرة وصرخوا باسم بهلوي في الشارع".