"حرس إيران" وقائمة أوروبا للإرهاب.. مواجهة تهدد بـ"حرب المضائق"
رسائل تهديد يوجهها الحرس الثوري في إيران لأوروبا تستبطن المخاوف من دخول قائمة إرهاب القارة العجوز، وتلوح بتأجيج "حرب المضائق".
واتخذ الحرس الثوري الإيراني سلسلة من الخطوات التصعيدية عبر توجيه رسائل تهديد إلى الدول الأوروبية في ظل عزم الأخيرة على إدراجه بلائحة المنظمات الإرهابية.
ومن بين رسائل التهديد "حرب المضائق"، في إشارة إلى مضيق هرمز والخليج العربي وغيرها من المياه الدولية التي تمر عبرها ناقلات النفط العالمية.
وأمس الثلاثاء، أعلن الحرس الثوري اختتام مناورات عسكرية بمياه الخليج العربي، في رسالة تهديد للدول الأوروبية، مشيرا إلى أنه استخدم أنظمة ذكية غير مأهولة تحت السطح (أقمار صناعية تحت السطح) وأنظمة صواريخ كروز البحرية.
وبحسب علي رضا تنكسيري، قائد سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني، فقد تم اختبار "قاذفة وطائرات بدون طيار ذات أهداف متعددة ومتزامنة" في التدريبات الأخيرة بـ "نجاح".
ومع ذلك، لم يقدم مزيدًا من المعلومات حول الصواريخ التي تم اختبارها في التمرين وقدراتها التشغيلية.
وكان الكشف عن أول طائرة إيرانية بدون طيار أنتجها الحرس الثوري الإيراني منذ حوالي عامين تأكيدًا لأنباء غير رسمية تحدثت عن جهود طهران لإنتاج "شهباد".
و"شهباد" هي مركبة تعمل تحت الماء بدون طيار، ويتم التحكم بها عن أجهزة التحكم عن بعد.
تحذير
في سياق متصل، حذرت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، من خطورة وضع الحرس على لائحة المنظمات الإرهابية للدول الأوروبية.
ورأت الصحيفة في تقرير لها أن "أي قرار في هذا الصدد ضد الحرس الثوري سيكون بمثابة إعلان حرب ضد إيران، وبالتالي على الدول الأوروبية مواجهة الحرس في مياه الخليج العربي".
وأضافت: "إذا ارتكبت أوروبا خطأ تاريخيًا ووضعت الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب، فقد أعلنت الحرب عمليًا على إيران"، مشيرة إلى أن "وضع الحرس على لائحة الإرهاب سيجعل الدول الأوروبية في مواجهة مفتوحة بالمضائق الاستراتيجية والمناطق التي يصعب الوصول إليها وتحديداً في الخليج العربي".
وقالت الصحيفة إن "الخليج العربي ليس سوى ركن واحد من العالم حيث قد يضطر الأوروبيون إلى الحصول على إذن من الحرس الثوري الإيراني الذي يريدون معاقبة من أجل المرور والحضور".
واعتبرت أن "تحرك الأوروبيين بإدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية، والذي يعتقد بعض الخبراء السياسيين أنه يهدف إلى الضغط على إيران للحصول على تنازلات في المفاوضات النووية يمكن أن يخلق تحديات".
والخميس الماضي، وافق أعضاء مجلس العموم البريطاني على خطة تطالب الحكومة بوضع الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية، على الرغم من أن هذه الخطة غير ملزمة، فقد تمت الموافقة عليها بالإجماع من قبل البرلمان البريطاني.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي للحرس الثوري العميد رسول سنائي راد، الأربعاء، إن الحرس الثوري جزء من القوات المسلحة الرسمية والقانونية للبلاد، وأي عمل ضده يعتبر عملاً ضد النظام والسيادة الإيرانية، وهو بالتأكيد لن يمر دون رد.
وهدد سيناي راد بأن أي خطأ بريطاني سيؤدي إلى تداعيات خطيرة وتوترات جديدة، سيتجاوز نطاقها مستوى العلاقات بين البلدين.
أوروبا تؤيد
في السياق نفسه، أعلنت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، أنها تؤيد إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.
ووصفت أورسولا فون دير لاين في كلمة لها على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي 2023، رد الحكومة الإيرانية على الاحتجاجات الشعبية بأنه "وحشي ومروع".
وأشارت إلى أن وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب هو رد على "سحق" حقوق الإنسان الأساسية في إيران.
وأضافت المسؤولة الأوروبية: "نحن نتطلع بالفعل إلى جولة جديدة من العقوبات، وأنا أؤيد أيضًا وضع الحرس الثوري الإيراني على القائمة (الإرهابية)، ولقد سمعت أن العديد من الوزراء لديهم هذا الطلب وأعتقد أنهم على حق".
ومن المقرر أن يصوت البرلمان الأوروبي، غدا الخميس، على قرار بشأن قمع المتظاهرين بإيران، فيما يرى كثيرون في هذا القرار فرصة لوضع اسم الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، ويتم اتخاذ القرار النهائي من قبل المفوضية الأوروبية.