"رحمة ربي".. الجزائر تسحب دواء لمرض السكري.. لماذا؟

بعد بيعه في الصيدليات سحبت الجزائر الدواء.. لماذا؟

"رحمة ربي".. اسم يبدو مناسباً لمكمل غذائي تم تسويقه من طرف مطوّره بوصفه دواء يقضي على أعراض مرض السكري، إلا أن هذا الدواء خلق ضجة واسعة في الجزائر، ممّا دفع وزارة التجارة إلى التدخل وإعلان سحب هذا المنتج من الصيدليات. 

في بيان لها، حذرت وزارة التجارة الجزائريين من استهلاك "رحمة ربي"، مؤكدة أن مصالح المراقبة ومحاربة الغش بالوزارة سحبت هذا المنتج، وأخذت منه عينات للتأكد من محتواه ومدى مطابقته لمعايير التسويق، في انتظار إعلان نتائج الاختبارات وبالتالي رفع أو استمرار الحظر على تسويقه. 

طالبت الوزارة الجزائريين بعدم اقتناء هذا المكمل، محذرة من أن تسويق أو استعمال هذا المنتج، من قبل الصيدليات وتجار الأدوية، يعرّض لعقوبات إدارية، ما لم تعلن نتائج الاختبارات عدم تشكيله خطراً على صحة المستهلكين، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

طوّر  مختبر جزائري بولاية قسنطينة هذا المكمل تحت إشراف الدكتور توفيق زعبيط الذي يقدم نفسه "مكتشف" هذا المكمل، وتولّت شركة محلية تصنيعه وتسويقه.

وفي تصريح سابق له، قال زعبيط، إن هذا المنتج سيتم تسويقه في الكثير من دول العالم، واصفاً إياه بـ "الدواء" الذي تم تطويره بالتعاون مع مختبرات غربية، مشيراً كذلك إلى أن تطوير المنتج جرى بإذن من وزارة الصحة.

من جانبه، قال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائري عبد المالك بوضياف، أمس الأربعاء، لوكالة الأنباء المحلية، إن "رحمة ربي" ليس دواءً، بل مجرد مكمل غذائي بما أنه "لا يستوفي الشروط المطلوبة في صناعة الأدوية"، مطالباً من مرضى السكري الاستمرار في اتباع توجيهات الأطباء المشرفين على علاجهم.

كما انتقد رئيس فيدرالية جمعيات المصابين بداء السكري، نور الدين بوستة، هذا المكمل الغذائي، مشيراً إلى أن المئات من المرضى أصبحوا "ضحايا هذا المنتج بما أنهم يوجدون في حالة حرجة نتيجة تناولهم له وتخليهم عن مادة الأنسولين وحبوب علاج للسكري"، داعياً في حديثه للوكالة ذاتها إلى سحب هذا المكمل.

وفي حوار سابق له مع جريدة الشروق الجزائرية، قال زعبيط، إنه عكف على تطوير المنتج لمدة 11 عاماً، وإن هذا "الدواء سيحمي المريض بالسكري من المضاعفات على مستوى العينين أو الكليتين أو الشرايين والقلب، كما سيتم إنقاذه من بتر القدم، ويتيح استرجاع بصره وحتى قدراته الجنسية"، لافتاً إلى أن "رحمة ربي" لا يقضي على السكري، بل على أعراضه، حسب قوله.