غضب فلسطيني جراء إغلاق الاحتلال "باب الرحمة" في المسجد الأقصى بالسلاسل
فوجئت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس والمصلون في المسجد الأقصى بوجود سلاسل حديدية على بوابة حديدية تؤدي إلى باب الرحمة
تسود حالة من الغضب، اليوم الإثنين، في مدينة القدس الشرقية بعد إغلاق الشرطة الإسرائيلية بالسلاسل الحديدية مرفقًا تاريخيًا يؤدي إلى "باب الرحمة" بالمسجد الأقصى.
ووفق مراسل "العين الإخبارية" فوجئت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس والمصلون في المسجد الأقصى، صباح اليوم، بوجود سلاسل حديدية على بوابة حديدية تؤدي الى باب الرحمة داخل باحات المسجد.
ويقع باب الرحمة في الجدار الشرقي للمسجد الأٌصى ويعود إلى العصر الأموي (662 - 750 م) وهو باب مزدوج تم إغلاقه منذ عقود ولكنه من جهة المسجد الأٌقصى يضم قاعة كبيرة يتم الوصول إليها من خلال درج.
ولم توضح الشرطة الاسرائيلية سبب إقدامها على هذه الخطوة غير أنها أغلقت القاعة في العام 2003 بداعي وجود مؤسسة إسلامية صنفتها الحكومة الاسرائيلية على أنها "إرهابية" (تُدعى لجنة التراث) لنشاطها الملحوظ داخل المسجد الأقصى والقدس.
ولاحقا، مددت الشرطة الاسرائيلية سنويا إغلاق القاعة ومنعت الدخول إليها وهو ما تم تثبيته بقرار من المحكمة الإسرائيلية في العام 2017 بعد مطالبة دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، بافتتاحها.
واليوم الإثنين، أدى عشرات الفلسطينيين صلاة الظهر عند المدخل المغلق؛ تعبيرًا عن احتجاجهم على الخطوة الإسرائيلية.
ودعا نشطاء فلسطينيون إلى إقامة الصلوات في المكان حتى تتراجع الشرطة الإسرائيلية عن قرارها.
ويخشى الفلسطينيون أن يكون الإغلاق مقدمة لترسيخ واقع جديد في الموقع.
وردا على الواقعة، قال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس :"إن هذا الاعتداء السافر على جزء أصيل من الـمسجد الأقصى الـمبارك يأتي ضمن سلسلة الاعتداءات التي يتعرض لها باب الرحمة من قبل شرطة الاحتلال منذ عام 2003 حينما أقدم مفتش الشرطة العام على اتخاذ قرار بإغلاقه بحجة وجود منظمة إرهابية تدعى لجنة التراث والتي لا وجود لها نهائيا في هذا المكان، واستمرت الشرطة في تجديد قرار الإغلاق رغم اعتراضات دائرة الأوقاف الإسلامية المستمرة ومطالبتها مرارا وتكرارا إلغاء هذا القرار".
وأضاف في بيان : "ردت شرطة الاحتلال خلال عام 2017 بتحويل الأمر إلى المحكمة الإسرائيلية ورفع دعوى ضد دائرة الأوقاف الإسلامية ولجنة التراث ومقاضاتها بموجب قانون مكافحة الإرهاب واتخاذ قرار قضائي بإغلاق باب الرحمة إلى إشعار آخر دون تحديد موعد لذلك مع الحفاظ على سرية الملف".
وتابع: "ها هي شرطة الاحتلال تأتي لتغلق الباب بالسلاسل الحديدية لتؤكد أطماعها الـمبيته والخبيثة تجاه باب الرحمة واتجاه الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم القدسي الشريف كاملاً، في تصميم واضح على تغيير الواقع الديني والقانوني والتاريخي كلياً في الـمسجد الأقصى الـمبارك وبالقوة، في انتهاك واضح لعقيدة أكثر من مليار وسبعماية ملايين مسلم حول العالم".
أوقاف القدس: 30 ألف متطرف اقتحموا الأقصى في 2018
وكان مستوطنون إسرائيليون وصلوا في الأشهر الأخيرة إلى مكان قريب من باب الرحمة، خلال اقتحاماتهم للمسجد، ما عزز مخاوف فلسطينية من مخططات إسرائيلية مبيتة.
وحذّر مجلس الأوقاف "من مغبة أي مساس أو محاولة لتغيير الوضع القائم للمسجد الأقصى الـمبارك أو جزء من أجزائه"، مطالبا بـ"إزالة السلاسل الحديدية فورا عن مبنى باب الرحمة واحترام أنه جزء لا يتجزأ من الـمسجد الأقصى ووقف الاعتداءات الـمستمرة من قبل الشرطة بحق الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم القدسي الشريف ومبانيه ومرافقه، وبحق الـمسلمين القادمين للصلاة فيه".
إبعاد حراس الأقصى.. ذريعة إسرائيلية للسيطرة على المسجد
ودعا مجلس الأوقاف السلطات الإسرائيلية إلى "احترام الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم منذ عام 1967 للمسجد الأقصى المبارك، ودائرة الأوقاف الإسلامية التي تعتبر الجهة الرسمية والدينية الوحيدة الـمسؤولة والتابعة للمملكة الأردنية الهاشمية والتي تشرف إشرافا كاملا على الـمسجد الأقصى المبارك، وترفض قرار محاكم الاحتلال القاضي بإغلاق باب الرحمة لغاية الآن بحجج واهية".
وحمل "سلطات الاحتلال الـمسؤولية الكاملة اتجاه أي محاولة لتغيير الوضع القائم لباب الرحمة أو أي جزء من المسجد الأقصى المبارك".
وكانت اعتداءات إسرائيلية على المسجد الأقصى أدت في السنوات الماضية إلى احتجاجات فلسطينية واسعة وصلت في الكثير من الأحيان إلى مناطق أخرى في الأراضي الفلسطينية.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز