رفع إيجارات الشقق بصنعاء.. جبهة حرب حوثية جديدة ضد اليمنيين
تشهد إيجارات الشقق السكنية في صنعاء الخاضعة لمليشيات الحوثي ارتفاعا جنونيا، ما خلق أعباء جديدة على قطاع واسع من السكان.
ويحمل ناشطون يمنيون مليشيات الحوثي مسؤولية إحداث هذه الزيادة في إيجارات الشقق السكنية التي تتحكم بقطاع العقارات؛ إذ لا يتم القيام بعملية تأجير إلا تحت إشراف قيادات الجماعة الإرهابية داخل الأحياء السكنية.
ويتراوح إيجار شقة سكنية مكونة من 3 غرف، ما بين 100 و120 ألف ريال، أي ما يعادل نحو 100 إلى 120 دولارا أمريكيا، وهو مبلغ يفوق الدخل المالي للأسر في ظل انعدام فرص العمل وتوقف مليشيات الحوثي عن صرف مرتبات الموظفين الحكوميين منذ أعوام، ما اعتبر ذلك بمثابة جبهة حرب حوثية على المدنيين.
معاناة الطلاب
قضى شاهر عبدالله، نحو 3 أعوام كطالب في جامعة صنعاء، غير أنه وجد نفسه غير قادر على استكمال تعليمه، إذ تسبب ارتفاع إيجار الشقة التي يتقاسمها مع زملائه في زيادة الأعباء المالية عليه..
وإلى جانب المبلغ الزهيد الذي يصل إليه من والده شهريًا، والذي تستحوذ أجور الحوالة المالية على نصفه، يواجه شاهر جبهة أخرى، تتمثل في ارتفاع إيجار شقته السكنية إلى 70 ألف ريال، مقارنة بـ30 ألف ريال، (الدولار يساوي ألف ريال يمني)، ما يعني أن الزيادة تفوق 100%.
ويقول شاهر لـ"العين الإخبارية"، "في البدء أبلغنا المؤجر بضرورة مغادرة الشقة، لكنه عاد في نهاية الشهر ليبلغنا بمبلغ الإيجار الجديد الذي يستلزم دفعه".
ويرى الطالب الذي يدرس في كلية الهندسة، أن التهديد بمغادرة الشقة، لم يكن سوى حيلة لدفعنا على تقبل المبلغ الجديد دون اعتراض، لأن التفكير في استئجار شقة جديدة يتطلب البحث لأسابيع مع تحمل تكاليف مالية أخرى.
تفاقم الوضع المعيشي
ارتفاع إيجار الشقق السكنية في العاصمة المختطفة من قبل المليشيات المدعومة إيرانيا، لم تكن حالة خاصة بطالب الهندسة، وإنما يسري ذلك على سكان العاصمة، الذين يعد غالبيتهم نازحين وموظفين بلا مرتبات منذ أعوام.
وكتب الناشط يونس القباطي، على حسابه في موقع "فيسبوك"، إن الوضع المعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، لا يسمح بتحمل المواطنين أعباء جديدة، إذ يعد ذلك بمثابة خنق آخر لهم، وتكاليف لا يقدرون على تحملها.
ويضيف القباطي، متذمرًا من توجه الملاك إلى رفع أجور السكن، في الوقت الذي لا يوجد فيه أعمال، فضلًا عن مرتبات الموظفين المنقطعة منذ شهور، يتجه ملاك الشقق لرفع الإيجارات بإيعاز من مليشيات الحوثي.
ورفع الإيجارات بدأ بالتزامن مع احتفال المليشيات بذكرى الانقلاب قبل نحو شهر، بعد أن سلبوا السكان أموالهم تحت مسميات التبرع للفعاليات الطائفية التي تقيمها، بحسب القباطي.
تجاهل شكاوي السكان
في أحياء عدة طالب ملاك الشقق من السكان دفع مبالغ تفوق الضعف عن مبالغ الإيجارات السابقة، فيما لا تتعامل المليشيات مع شكاوي المواطنين فيما يتعلق بزيادة الإيجارات الظالمة.
ويقول رفيق ناشر لـ"العين الإخبارية"، يبدو وكأنه اتفاق مسبق بين الجانبين، الأول يمضي في رفع مبالغ الإيجار، فيما تتغاضى المليشيات عن ذلك، إذ ترفض سلطاتها الأمنية التجاوب مع شكاوي المواطنين، مما يرجح التنسيق المسبق بين الطرفين.
ويبحث "ناشر" وهو طالب آخر في جامعة صنعاء عن فرصة للعمل في إحدى مقاصف المدينة لتوفير مبلغ الزيادة في الإيجار، ومواجهة النفقات اليومية.
فبعد أن تخلى والده عن إمداده بمبلغ شهري بسبب أجور الحوالات التي تتجاوز ضعف المبلغ المحول من مناطق الحكومة الشرعية إلى مناطق سيطرة المليشيات، بدأ طالب السنة الأخيرة بكلية الشريعة والقانون، يفكر بشكل مقلق بأمر الزيادة في إيجار السكن وتحمل أعباء المصاريف الشهرية.
تساؤلات عديدة تدور في عقل الشاب اليمني، منها ما يجب أن يعمل على توفير المبالغ المالية التي يحتاجها من أجل دفع أجور السكن ونفقات الغذاء والدواء وشراء الكتب؟ وهل ينبغي أن يترك الدراسة الجامعية في السنة الأخيرة من أجل العمل لتوفير المبالغ المالية للسنة الدراسية المقبلة أم التخلي عن فكرة التعليم نهائيا؟
تمويل الحرب والفعاليات
هناك أسباب عدة لجعل إيجارات الشقق السكنية في العاصمة اليمنية صنعاء ترتفع بشكل يفوق التوقع من بينها قيام مليشيات الحوثي باستئجار أحياء كاملة لعناصرها.
كما أن مليشيات الحوثي ترغم ملاك العقارات على دفع مبالغ مالية لتمويل فعاليتها الدينية وحربها العبثية على الشعب مع الإيعاز لملاك الشقق برفع الإيجارات للاستفادة من هذا القطاع الذي أصبح يدر عليها ملايين الريالات، وفقًا لمصادر "العين الإخبارية".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز