"المركزي السوري" يرفع سعر صرف الدولار 100%.. ضربة قاتلة للسوق السوداء
أعلن مصرف سوريا المركزي، عن رفع سعر صرف الليرة الرسمي في مقابل الدولار إلى 2512 ليرة، ليقترب بذلك أكثر من سعر السوق السوداء.
وكان السعر الرسمي المعتمد منذ يونيو/حزيران مثبتاً على 1256 ليرة للدولار.
وأعلن مصرف سوريا المركزي، اليوم الخميس، سعر الصرف الجديد في نشرته اليومية على حسابه على موقع فيسبوك. وبذلك، يكون تدهور سعر صرف الليرة السورية رسمياً بنسبة تفوق 98% منذ بدء النزاع في العام 2011، حين كان سعر الصرف يعادل 47 ليرة للدولار.
- هل أطاحت الليرة بحاكم مصرف سوريا المركزي؟
- سعر الدولار في سوريا اليوم الخميس 15 أبريل 2021.. الليرة تنتفض بشدة
وبحسب القرار، شملت أحدث الخطوات قيودا أشد على سحب الأموال من البنوك وعلى التحويلات الداخلية وتقييد حركة الأموال في البلاد لوقف اكتناز الدولار.
وأرجع مصرفيون الإقالة المفاجئة لحاكم المصرف المركزي حازم قرفول إلى تذمر البنوك ورجال الأعمال بسبب خطوات البنك المركزي التي خنقت السيولة لدى البنوك ودفعت المودعين إلى اكتناز الأموال في بيوتهم.
وقال رجل أعمال كبير في دمشق "هو إجراء لجذب التحويلات من الخارج إلى القنوات الشرعية،" مضيفا أن البنك المركزي رفع سعر الصرف قبل يوم إلى 2500 ليرة للسوريين القادمين عبر المطارات والمنافذ الحدودية.
وقال المصرفيون إن البنك المركزي، الذي تخلى عن معظم جهود دعم الليرة، قلص أيضا واردات السلع غير الضرورية في الشهرين الأخيرين لصيانة المتبقي من العملة الصعبة.
ويشهد اقتصاد سوريا، الذي أقعدته الحرب، زيادة في الدولرة مع محاولة الناس حماية أنفسهم من تداعيات انخفاض قيمة العملة وتصاعد معدلات التضخم.
يدير البنك المركزي عدة مستويات لسعر صرف الدولار، أحدها 2500 ليرة للتحويلات النقدية للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وللسوريين في الخارج الراغبين في الإعفاء من الخدمة العسكرية.
ومن بين عوامل نضوب التدفقات الدولارية أيضا، أزمة مالية في لبنان المجاور، حيث جُمدت حسابات مصرفية بملايين الدولارات لرجال أعمال سوريين، حسبما يقوله رجال الأعمال والمصرفيون.
دفع انهيار العملة معدلات التضخم للارتفاع بينما يكابد السوريون الأمرين لتوفير الغذاء والكهرباء وسائر الضروريات المعيشية.
عزل حاكم المصرف المركزي
ويوم الثلاثاء الماضي، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الرئيس بشار الأسد عزل حاكم مصرف سوريا المركزي حازم قرفول، وحتى الأن لم يتم تسمية حاكما جديدا للمصرف.
وكان الرئيس السوري قد أقال رئيس الوزراء عماد خميس في يونيو/حزيران بعد أسابيع من تفاقم مصاعب اقتصادية وتفجر نادر لاحتجاجات مناهضة للأسد في مناطق تحت سيطرة الحكومة، وعيًن حسين عرنوس في المنصب.
وتعاني الليرة السورية هبوطا حادا وهو ما يرفع التضخم ويفاقم المصاعب التي يواجهها السوريون بينما يسعون جاهدين لتدبير تكاليف الغذاء والكهرباء وسلع أساسية أخرى.
وتعافت الليرة بعض الشيء في الأسابيع القليلة الماضية منذ أن سجلت مستوى منخفضا عند 4000 مقابل الدولار الأمريكي في مارس آذار، وذلك بعد أن شددت السلطات القيود على السحوبات المصرفية والتحويلات الداخلية وفرضت رقابة على حركة الأموال في أرجاء البلاد لمنع اختزان الدولارت.
وأبلغ مصرفيون ومصادر بقطاع الأعمال رويترز أن مصرف سوريا المركزي أصدر تعليمات إلى البنوك لرفع سقف السحوبات المصرفية إلى مليوني ليرة (572 دولارا) من 15 مليون ليرة، وتحرك لكبح حركة الأموال داخل المحافظات بحيث لا تزيد على خمسة ملايين ليرة. وفرض أيضا سقفا يصل إلى مليون ليرة على التحويلات المالية داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لتقليل الطلب على الدولارات.
وتعرض قرفول لانتقادات واسعة من مجتع الأعمال بسبب الإجراءات التي اتخذت لوقف انحدار العملة والتي يقولون إنها كان لها تأثير سلبي وجلبت فقط تخفيفا مؤقتا.
وكانت الليرة السورية يجري تداولها عند 47 مقابل الدولار قبل الاحتجاجات ضد حكم الأسد التي تفجرت في مارس/آذار 2011 .
وفي تسجيل مصور نشره مكتب الرئيس في 30 مارس/آذار، تحدث الأسد عن الهبوط الحاد في العملة، في أول ظهور له بعد تعافيه من مرض كوفيد-19، قائلا إن التجار الذين يتربحون من هذا الهبوط سيعاقبون.
وقال رجل أعمال على دراية بالوضع "فشل حاكم البنك المركزي في اتخاذ إجراءات للسياسة النقدية على الأقل لاستقرار الليرة في الأشهر القليلة الماضية كان السبب الرئيسي وراء عزله."