بعد سقوط الريسوني.. حبيب سالم السقاف رئيسا لـ"اتحاد القرضاوي"
كلّف ما يعرف بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي أسسه الإخواني يوسف القرضاوي، السبت، حبيب سالم السقاف برئاسة الاتحاد حتى نهاية الدورة الحالية، خلفا لأحمد الريسوني الذي أثار موجة غضب بتصريحات ضد الجزائر وموريتانيا.
وجاء الاجتماع بعد سقوط الريسوني، وتطبيقا لما نصّ عليه النظام الأساسي لاتحاد ما يعرف بـ"مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وتفعيل المادة (31) منه التي تنص على أنه: "إذا شغر منصب الرئيس، أو حدث مانع يحول دون أداء مهامه، فإن مجلس الأمناء يختار أحد نواب الرئيس رئيساً للاتحاد إلى حين انعقاد الجمعية العمومية، وانتخاب رئيس للاتحاد في أول اجتماع تعقده".
والإطاحة بالريسوني من رئاسة "اتحاد الفتنة"، جاءت على خلفية تصريحات مستفزة له أغضبت الجزائريين والموريتانيين، وأحدثت غضبا واسعا في البلدين، بعدما اعتبر أن "استقلال موريتانيا عن المغرب خطأ"، ودعا لـ"الجهاد ضدّ الجزائر" و"الزحف نحو ولاية تندوف الجزائرية الحدودية، وضمها للتراب المغربي".
وقال اتحاد القرضاوي في بيان، في وقت سابق، إن "مجلس الأمناء للاتحاد توافق على الاستجابة لرغبة الريسوني بالاستقالة من رئاسته".
وجاءت الموافقة "تغليباً للمصلحة وبناءً على ما نصّ عليه النظام الأساسي للاتحاد فقد أحالها للجمعية العمومية الاستثنائية كونها جهة الاختصاص للبت فيها في مدة أقصاها شهر"، وفق البيان.
اعتبر خبيران في شؤون جماعات الإسلام السياسي في تصريحات سابقة لـ "العين الإخبارية" أن جماعة الإخوان قبلت مجبرة استقالة الريسوني، على أمل احتواء أزمة جديدة عمقت جراح تنظيم يتداعى.
وقال الدكتور هشام النجار، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن التنظيم الدولي للإخوان يحاول تدارك أزمة جديدة داخله على خلفية تصريحات الريسوني الأخيرة التي تسببت في حدوث انقسام جديد داخل الجماعة.
وأضاف: "هذا الانقسام يضاف لانقساماتها الفعلية نتيجة أزمة الجماعة الأصلية والعامة التي تعيشها منذ يونيو/حزيران 2013"، معتبرا "الاستقالة محاولة لتدارك حدوث أزمة جديدة من شأنها أن تستنزف الجماعة داخليا وتعمق انقساماتها وضعفها".
احتواء الغضب
وأكد الخبير السياسي المصري أن الاستقالة تعني أن "الجماعة تحاول طي هذه الصفحة وإرضاء الجزائر وموريتانيا، حيث إنها تنهي اللغط الدائر حول موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو دار إفتاء التنظيم الدولي للإخوان من التصريحات التي أثارت جدلا واسعا وسببت غضبا كبيرا خاصة في الجزائر وموريتانيا.
ومن جهته، قال منير أديب، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، إن استقالة الريسوني "تأتي لتخفيف حدة الاحتقان ضد الاتحاد".
أما قبول الاتحاد لاستقالة الريسوني بهذا الشكل، والحديث لأديب، فكأنهم يريدون القول إننا نتعامل باستقلالية وشكل مؤسسي وهو ما يخالف الحقيقة.
وحبيب سالم سقاف الجفري من مواليد، سولو بمقاطعة جاوة الوسطى في إندونيسيا في ١٧ يوليو/تموز عام ١٩٥٤، وحصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة من الجامعة الإسلامية ١٩٨٦.
وتولى منصب وزير الشؤون الاجتماعية في إندونيسيا، وعمل محاضرا في الدراسات العليا بجامعة "شريف هداية الله" الإسلامية الحكومية بجاكرتا، ومحاضرا بكلية الشريعة بمعهد العلوم الإسلامية والعربية بجاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وعمل مديرا للمركز الاستشاري للشريعة بجاكرتا، ورئيس الهيئة الاستشارية لبيت المال "معاملات"، وعضو الهيئة الشرعية للتأمين الإسلامي "تكافل"، وعضو الهيئة الشرعية للبنك الوطني جاكرتا.