مسيرات حاشدة بمدن إثيوبية دعما لآبي أحمد

شهدت عدة مدن إثيوبية مسيرات حاشدة دعما للحكومة، ورفضا للضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي عليها في أزمة "تحرير تجراي".
وخرج الآلاف من سكان مناطق ومدن غوفا، وكونسو، وهلابا، وغوراجي، وسلطي، وجامو، بإقليمي شعوب جنوب إثيوبيا، والسيداما، فضلا عن مدينة أواسا حاضرة إقليمي شعوب جنوب إثيوبيا والسيداما.
ورفع المشاركون في المسيرات الداعمة للحكومة الإثيوبية، شعارات تندد بوسائل الإعلام الدولية التي تسعي إلى تخريب إثيوبيا، وشعارات تأييد ومساندة لحكومة رئيس الوزراء، آبي أحمد.
ودعا حاكم إقليم السيداما، ديستا ليدامو، الذي خاطب المشاركين في المسيرات الحاشدة بمدينة أواسا، إلى ضرورة الوحدة والتكاتف في المرحلة التي تمر بها البلاد.
وقال ليدامو، إن المرحلة تتطلب مزيدا من التعاون وتكثيف الجهود من أجل استقرار وسلامة البلاد.
كما دعا حاكم إقليم السيداما، مواطني الإقليم إلى "المساهمة في القتال ضد جبهة تحرير تجراي التي تعمل جاهدة لتدمير إثيوبيا"، ويصنفها البرلمان "إرهابية".
وأضاف ليدامو أن جبهة تحرير تجراي نهبت خيرات البلاد على مدار السنوات الـ27 الماضية التي حكمت فيها البلاد، مشيرا إلى أن شعب السيداما عانى خلال تلك الفترة وواجه معاملة غير عادلة، وفق تعبيره.
وأشار حاكم الإقليم إلى أن "جبهة تحرير تجراي شنت حربا على إقليمي أمهرة وعفار"، مضيفا أن هذا الاعتداء يعتبر انتهاكا لحق شعوب الإقليمين وسيادة البلاد.
وأمس الأحد، احتشد الآلاف من سكان أديس أبابا وضواحيها بميدان الثورة وسط العاصمة الإثيوبية، دعما لجيش وحكومة البلاد في مواجهة جبهة تجراي، وتنديدا بما أسموها "الدعاية الزائفة" ضد بلادهم، ورفضا للضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على الحكومة بخصوص التصدي لجبهة تحرير تجراي.
وخلال المسيرة التي احتشدت بميدان الثورة وسط العاصمة، رفع الآلاف شعارات مؤيدة لدور قوات الدفاع الإثيوبية. كما رددت الهتافات والأناشيد الوطنية باللغة المحلية، عبارات مثل: "بلادنا لن تدمرها الدعاية والحملات الإعلامية الزائفة"، و"لم نركع للغزاة بالأمس، ولن نركع اليوم"، و"ليس من بيننا من يركع للضغط الخارجي" وغيرها من الشعارات.
والخميس الماضي، حذرت إثيوبيا سفارات أجنبية دعت رعاياها لمغادرة البلاد على خلفية شائعات حول محاصرة جبهة تحرير تجراي للعاصمة، وتوعدت أديس أبابا بإجراءات صارمة حيال ذلك.
وقال مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي، في بيان إن "هناك سفارات أجنبية تدعو رعاياها لمغادرة البلاد على خلفية شائعات غير صحيحة لمحاصرة جبهة تحرير تجراي للعاصمة، يجب أن تتوقف عن هذا الأمر غير الدقيق وإلا ستضطر الحكومة إجراءات صارمة حول هذا الموضوع".
وأوضحت الحكومة أن هناك بعض وسائل الإعلام الأجنبية مثل وكالة "رويترز"، "تنشر معلومات مضللة من خلال النقل الكاذب عن سقوط بعض المدن في أيدي جبهة تحرير تجراي التي تحاول زرع الشك والخوف بين القيادة والشعب والجيش الوطني، ويجب أن تتوقف عن هذا السلوك".
ووافق البرلمان الإثيوبي، الخميس، على فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر، والتي أعلنها مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي عقب التطورات التي تشهدها إثيوبيا في الحرب الدائرة ضد جبهة تحرير تجراي في إقليمي أمهرة وعفار.
وبدأت المواجهة مع الجبهة المسلحة، عندما شهد إقليم تجراي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مواجهات عسكرية استمرت لنحو 3 أسابيع أطاحت بالمسلحين المتمردين، بعد أن فرت قياداتهم إلى الجبال عقب دخول قوات الجيش الإثيوبي.
غير أن الحكومة الإثيوبية أعلنت، نهاية يونيو/حزيران الماضي، قرارا مفاجئا بوقف إطلاق النار ضد الجبهة وسحب قوات الجيش كاملة من تجراي، لتعود الجبهة مجددا للإقليم وتسيطر عليه.
ثم سرعان ما بدأت جبهة تحرير تجراي تنفذ اعتداءات على إقليمي أمهرة وعفار بعد أن دخلت إلى عدة مناطق ومدن أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص بالإقليمين.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار أحادي الجانب في الـ10 من أغسطس/آب الماضي وإعلان حالة الاستنفار في كامل البلاد.
وبدأ الجيش الإثيوبي الفيدرالي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار عمليات عسكرية مشتركة ضد جبهة تحرير تجراي، لإجبارها على الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها بالإقليمين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز