"الفريك والقدر والتوابل".. هكذا يستعد الجزائريون لرمضان
الجزائريون يستعدون لشهر رمضان بتحضير الفريك والتوابل والقدر الخاص للطهي.. التفاصيل بالصور في هذا التقرير
ككل عام، وقبل شهر على الأقل، تتأهب العائلات الجزائرية على غرار العربية لاستقبال شهر رمضان، ذلك الضيف العزيز الذي ينتظرونه كل عام، ويرحبون به على طريقتهم الخاصة.
وللجزائريين في شهر رمضان الفضيل عادات وتقاليد متنوعة لاستقباله، ويكفي التجول في أحياء وأسواق الجزائر لملاحظة هذه الخصوصية، مثل أسواق ومتاجر التوابل والعقاقير التي تفوح منها روائح هذه التوابل التي تستعمل في مختلف الأطباق التي تحضرها العائلات الجزائرية في رمضان.
"السيدة سليمة الجزائرية" تحدثت لـ"العين الإخبارية" عن طريقة إعداد بعض المواد والتوابل الخاصة بأشهر الأطباق الجزائرية، على رأسها مادة "الفريك" ومختلف أنواع التوابل، التي تحرص كثير من العائلات الجزائرية على تحضيرها في المنزل، وتتفادي شراءها جاهزة من الأسواق.
"الفريك".. مكون الطبق الرئيسي للجزائريين في شهر رمضان
"الفْرِيك" كما يُطلق عليه في الجزائر وفي بعض الدول العربية، من أهم المواد الغذائية التي يحرص الجزائريون على شرائها بكميات كبيرة قبل شهر رمضان المبارك، خاصة وأنه المكون الأساسي للطبق الرئيسي لمائدة الجزائريين في رمضان وهو "الشُّرْبَة" أو "الجَاري"، التي تختلف تسميتها من منطقة إلى أخرى.
وتحرص العائلات الجزائرية التي تقتني "الفريك" حتى قبل أشهر من رمضان، على اتباع طرق ووسائل للمحافظة عليه دون أن يتعرض للتلف، وطرق أخرى في تقسيمه على مدار شهر كامل.
أهمية الفريك
اعتماد الجزائريين على "الفريك" بشكل أساسي في شهر رمضان، تعود إلى قيمته الغذائية الكبيرة، حيث تحتوي حبوب الفريك على نسب عالية من العناصر اللازمة لجسم الإنسان، ومن أهمها السعرات الحرارية والتي تفيد الصائم في رمضان.
وتؤكد الدراسات العلمية أن تناول طبق واحد من شربة الفريك يوفر ما لا يقل عن 399 من السعرات الحرارية، بالإضافة إلى احتوائه على كمية كبيرة من الألياف، وتناول وجبة واحدة من الفْرِيك توفر للجسم ربع الكمية التي يحتاجها بمعدل يومي من الألياف الغذائية.
نجد أيضا، أن حبوب الفْرِيك تحتوي على مجموعة من المواد المضادة للأكسدة، كمركبات الكاروتينات، ومجموعة كبيرة من الأحماض الفينولية.
"الفريك"، غني أيضا بالفيتامينات، خاصة فيتامين "ب"، حيث أشارت التجارب العلمية إلى أن هذه المادة تحتوي على نسبة عالية من "الريبوفلافين والثيامين وأحماض الفولات وفيتامين ب 6"، يضاف إلى هذا، احتواء "الفْرِيك"، على نسبة كبيرة من العناصر والمعادن، كالحديد، الكالسيوم، المغنسيوم، الفوسفور، الزنك، النحاس.
تحضير التوابل في المنازل
من أكثر التوابل أو البهارات التي يستعملها الجزائريون في أطباقهم نجد "رأس الحانوت"، "الفلفل الأسود"، "الكَمُّون"، "الفلفل العَكْري"، "القرفة"، "الكسبر" وغيرها، غير أن كثيرا من النساء تفضل اقتناء التوابل في شكلها الأصلي، ويقمن بغسلها وتجفيفها، ثم طحنها، لاستعمالها في الطهي خلال شهر رمضان، وهي من العادات التي توارثها الجزائريون منذ القدم.
قِدر خاص لرمضان
وتعتبر الأواني الفخارية من الأواني الصحية لصناعتها من المواد الطبيعية، ومن ميزتها أنها لا تتفاعل مع الطعام أثناء عملية الطبخ، كما تقاوم الاحتكاك والتآكل الذي ينتج عن الحرارة، وتحتمل درجات حرارة مرتفعة، ويمكن استخدامها داخل الفرن.
ومن بين الأواني الفخارية التي تعتمد عليها ربات البيوت في الجزائر "قِدر خاص جدا" مصنوع من الفخار، وتؤكد النساء أن لهذا القدر سحرا خاصا في مذاق الأكلات الشعبية خاصة الشربة منها، مقارنة مع الأخرى.
وتحرص الجزائريات أيضا على اتباع عادة أخرى، فقبل استعماله في الطهي تحرص على غلي الحليب في القِدر لمدة معينة، ثم تتركه إلى أن يبرد، وبعدها تقوم بدهن واجهة القِدر "بالثوم".
ومنهن من تقوم بدهنه بالزيت النباتي، ثم يُترك حتى "يتغلغل" الدهن في القِدر لمدة يوم كامل، وبعدها يتم وضعه تحت أشعة الشمس حتى يجف، ويوضع بعدها على نار هادئة مع وضع قطعة حديدية تحت الفخار.