رمضان بلا أجواء.. كورونا يغتال فرحة حي الحسين في مصر
حي الحسين التاريخي في القاهرة، من الأماكن التي تظهر فيها بوضوح روح رمضان في الإفطار والسحور، ولذلك لا تجد في منطقة الحسين موضع قدم طوال أيام رمضان.
صمت شديد يخيم على شوارع وأحياء القاهرة الصاخبة خلال شهر رمضان المبارك، نتيجة الحظر الجزئي الذي تفرضه الحكومة بالبلاد خشية تفشي فيروس كورونا المستجد.
ورغم ازدحام القاهرة بالسيارات والمارة في أول أيام الشهر الكريم وقرب بدء ساعات الحظر، لكن المقاهي المغلقة تركت أثرا حزينا على الشوارع والأحياء التي تمتاز بصخبها المستمر ليل نهار.
ويقول الكاتب فؤاد مرسي في كتابه "معجم رمضان" إن المقاهي تعد واحدة من أهم الأنشطة الاجتماعية في مصر، فهي مكان للترفيه والبهجة والتقاء الأصدقاء وأبناء المهنة أو الحرفة الواحدة، وتبادل الأحاديث حول الموضوعات المختلفة، ما جعلها مجالا لا يمكن إغفاله حال التعرض للتاريخ الاجتماعي لمصر.
ويعتبر حي الحسين التاريخي من الأماكن التي تظهر فيها بوضوح روح رمضان في الإفطار والسحور وما بينهما، ولذلك لا تجد في منطقة الحسين موضع قدم طوال أيام الشهر الكريم من قبل موعد الإفطار بعدة ساعات وحتى آذان المغرب، ولا تخلو المنطقة من الروحانيات، حيث يزور الآلاف مسجد حفيد النبي، ويصلون بداخله، ويقرأون آيات الذكر الحكيم.
ويقول حسين غزولي، أحد العاملين في مقهى "الفيشاوي"، أحد أشهر المعالم التي تشهد إقبالا كبيرا طوال شهر رمضان، إنهم ملتزمون بقرارات الحظر وإغلاق المقاهي في مختلف أرجاء المحروسة.
وأضاف "غزولي" لـ"العين الإخبارية": "شارع الحسين كان يشهد إقبال آلاف المواطنين يوميا، لأنها منطقة تاريخية وبها شعائر روحانية عالية، لكن في ظل الأجواء التي تمر بها البلاد الجميع ملتزم بيته، ولا أحد يخرج من منزله بعد الإفطار، لأن حظر التجوال يبدأ من الساعة التاسعة مساء، والمساجد والمحلات والمقاهي مغلقة نهائيا.
وأشار الشاب المقيم بمنطقة الحسين إلى أن الوضع الاقتصادي لأصحاب المقاهي سيئ جدا، لأنهم يعتبرون رمضان موسما، وبسبب فيروس كورونا تكبدوا خسائر فادحة، وقد يضطر بعضه لبيع المكان إذا استمر الوضع الحالي طويلا.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA=
جزيرة ام اند امز