رمضان في زمن كورونا.. كيف تأثرت طقوس المصريين؟
موائد الرحمن تغيب عن شهر رمضان 2020، بعد قرار وزارة الأوقاف المصرية بحظر إقامتها في محيط المساجد وملحقاتها بسبب كورونا.. المزيد عبر العين الإخبارية.
تتسم أجواء الاحتفال بشهر رمضان الكريم في مصر بطابع مميز، فالشوارع عادة ما تكون مزدحمة قبل أيام من بداية الشهر الكريم، حيث يتوجه الملايين لشراء مستلزمات منازلهم من ياميش ومواد غذائية، وكذلك الفوانيس والزينة.
لكن هذه الأمور تأثرت بشكل كبير في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها تطبيق حظر التجول الجزئي.
ووفقاً لشعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، فإن هناك ركودا في بيع السلع الرمضانية، نتيجة إجراءات مواجهة كورونا، ما يرجح انخفاض حركة البيع مقارنة بالعام الماضي.
وقال رجب العطار، رئيس الشعبة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "إن أسعار بيع الياميش والمكسرات تراجعت 20%، لانخفاض الطلب عليها في ظل إغلاق المحال مبكراً تطبيقا لحظر التجول".
ومع حظر التجمعات في الشوارع والساحات العامة، تضررت عملية تسويق وبيع فوانيس رمضان، خاصة أن أغلب المحال التجارية والعاملين في صناعة الفوانيس يعتمدون على عرضها في مناطق الحسين والعتبة والموسكي (وسط القاهرة).
وهو الأمر الذي يتعارض مع الإجراءات الوقائية للحماية من الفيروس.
مظاهر غياب الاحتفالات والعادات في رمضان 2020
1- إغلاق المساجد
على الرغم من أن الاعتكاف وصلاة التراويح بالمساجد طقس ثابت لدى المصريين خلال شهر رمضان، فإن طبيعة الإجراءات التي توصي منظمة الصحة العالمية بتطبيقها، تمنع ممارسة هذه الطقوس هذا العام.
وأعلنت وزارة الأوقاف المصرية تعليق كافة الأنشطة الجماعية في شهر رمضان، تجنباً لتصاعد انتشار الفيروس، مؤكدة اتخاذ الإجراءات الاحترازية للتأكد من تنفيذ قرار إغلاق جميع المساجد وملحقاتها.
وأشارت إلى أن إعادة فتح المساجد لن يتم إلا في حالة عدم تسجيل حالات إيجابية جديدة مصابة بفيروس "كوفيد– 19"، وتأكيد الجهات المعنية أن التجمعات لم تشكل أي خطر أو تزيد من فرص نشر العدوى.
وفي الوقت نفسه، طمأن الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، المصريين قائلاً: "لا تنزعجوا وصلوا التراويح في بيوتكم فرادى أو مع أسركم.
لأن الالتزام بالقرارات الاحترازية هو عبادة شرعية يثاب الإنسان عليها، والمعذور له أجر صلاة التراويح في المسجد تماماً".
وفي مطلع الشهر الماضي، أعلنت مصر إغلاق كافة المساجد ضمن الإجراءات الوقائية المتخذة للحماية من كورونا.
2- موائد الرحمن
منذ عقود طويلة، اعتاد المصريون على إقامة موائد الرحمن خلال الشهر المبارك، وهي تعد مظهرا من مظاهر التكافل الاجتماعي بين مختلف طبقات المجتمع المصري.
عن طريق إعداد بعض الأسر للأطعمة وتوزيعها في الشوارع، أو تنظيم موائد داخل الساحات.
ويعود تاريخ هذه العادة إلى الدولة الطولونية، وتطورت مع العصور ليصبح هدفها تقديم الأعيان وكبار التجار الأطعمة والمشروبات للمحتاجين طوال شهر رمضان.
وتغيب موائد الرحمن عن شهر رمضان المقبل، بعد قرار الأوقاف المصرية بحظر إقامتها في محيط المساجد المصرية وملحقاتها، تجنباً لانتشار فيروس كورونا خلال هذه التجمعات.
واقترح عدد من النواب المصريين إعداد الوجبات وتوزيعها على غير القادرين والأسر المتضررة من الأزمة الحالية، وأن تصبح بديلاً عن الموائد، نظراً لاستمرار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس.
3- ساحات خالية
تتميز منطقة الحسين وغيرها من المناطق التي تضم المساجد التاريخية، بأجوائها الروحانية خلال شهر رمضان، ولكن هذا العام تخلو ساحات الحسين وشوارع المعز ليست من الاحتفالات فقط، بل من المارة أيضاً.
وفي زمن كورونا، تتغير الصورة النمطية عن شارعي المعز والحسين، خصوصاً مع تشديد منظمة الصحة العالمية على ضرورة البقاء في المنازل خلال فترة الأعياد ورمضان.
ليكتفي المصريون بأداء شعائرهم الدينية وطقوسهم اليومية في رمضان داخل الحجر المنزلي.
وشددت السلطات المصرية خلال الفترة الماضية إجراءاتها الاحترازية لمواجهة الفيروس، بوقف حركة الطيران وإغلاق جميع المدارس والجامعات، وتخفيض العاملين بالجهاز الإداري للدولة.
إضافة لمنع التجمعات بتطبيق حظر التجول لفترات من اليوم، وإغلاق المحال التجارية والمطاعم بجميع المحافظات المصرية.