رمضان الأخضر.. فانوس وزينة صديقة للبيئة
يُعد فانوس رمضان أحد أهم المظاهر والطقوس الرمضانية التي لها وقع خاص في عقل ووجدان بعض البلدان العربية خاصة مصر، للتعبير عن البهجة والاحتفال بقدوم الشهر الكريم.
ويمكن أن يكون شهر رمضان بروحانياته فرصة مثالية للتفكير في كيفية القيام بأعمال خيرية للكوكب الذي نعيش عليه؛ حيث قضي الصائمون أوقاتهم مع أفراد عائلتهم وأصدقائهم، ومن الجيد القيام ببعض التغييرات الإيجابية في نمط الحياة.
ومع وجود قلق متزايد كل عام تجاه كميات الهدر في العالم والقضايا البيئية الأخرى، مثل الاستخدام المفرط للبلاستيك وارتفاع البصمة الكربونية وزيادة النفايات المنزلية، يسعى محبو البيئة للابتكار والتدوير للحد من الهدر.
- 7 أسئلة تحدد مسار الحياة على الأرض.. تغير المناخ يكتبها
- شهر رمضان صديق للمناخ والاستدامة.. كيف ولماذا؟
وفي تجربة سابقة لها صمّم فريق التوعية بوزارة البيئة المصرية فانوس رمضان إيمانًا بالفرصة المتاحة خلال رمضان لبث الوعي بالقيم البيئة والمناخية التي تحافظ على كوكبنا وتتسق مع معتقداتنا الدينية والروحية.
وفي تلك التجربة جرى استخدام خامات غير مكلفة ومتاحة في أي منزل، من ورق وكرتون وكانز وسوليفان، وبعض الخامات والمكونات البسيطة وغير المكلفة، للتأكيد على مبدأ إعادة استخدام المخلفات حماية للبيئة وصناعة مثل هذه المنتجات، واستخدام الموارد المتاحة في صناعة البهجة للبيئة المحيطة به؛ حيث يمكن توفير التكلفة المرتفعة لشراء الفانوس وصناعته بالمنزل دون تكاليف.
زينة رمضان في ريف مصر
وتعد ظاهرة التدوير للأوراق والمواد البلاستيكية والمنتجات المعدنية الخفيفة شائعة في الريف المصري حتى بين قطاع الأطفال خاصة خلال شهر رمضان لصنع ما يشتهر به المصريون من استقبال شهر رمضان بالزينة والفانوس المنتشر في مصر منذ العهد الفاطمي قبل أكثر من ألف عام.
وبشكل تلقائي وعفوي يلجأ الأطفال وفئات وشرائح المجتمع في الريف إلى إعادة استخدام المخلفات الورقية والبلاستيكية والكرتونية وعلب الكانز والسيديهات، وتعظيم الاستفادة منها، كإحدى الوسائل للحفاظ على البيئة وصناعة مثل هذه المنتجات بالإضافة لخفض التكلفة في ظل ارتفاع أسعار الفوانيس والزينة.
كما انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي العديد من الأفكار المبتكرة خاصة لدى الشباب لصناعة زينة رمضان والفوانيس عبر إعادة تدوير نفايات بلاستيكية وورقية لإنتاج أشكال زينة حقيقية مبهجة وتحافظ على البيئة وتخفض من الاستهلاك.
وفي هذا الشهر بشكل خاص يحدد أسلوب حياتنا مدى التزامنا بالحفاظ على بيئتنا وكوكبنا وتصبح عاداتنا اليومية وطرق تفكيرنا ومعاملتنا للآخرين وحتى العالم الذي يحتوينا موضوع تقييم وتغيير.
ويمكن أن تكون الممارسات والمعتقدات الدينية الإسلامية مصدر إلهام للعمل البيئي، والتي تضم قيم خلافة الإنسان لله على الأرض ليعمرها ويصلحها، وسعى المسلم الدؤوب نحو التوازن والحكمة كونها من مبادئ علاقة المسلمين بالبيئة.
رمضان بلا نفايات
الشرق الأوسط عموما من المناطق التي تشهد أعلى نسب من توليد النفايات في العالم بالنسبة للفرد الواحد؛ حيث ينتج الشخص في الشرق الأوسط حوالي 2 كغ من النفايات يوميًا في عدد من الدول.
وخلال شهر رمضان، تزيد هذه الكمية بشكل كبير، ولأن النفايات تعد مشكلة عالمية أساسية، فقد اتخذت دول المنطقة من هذا الشهر فرصة لنشر الوعي وبث القيم البيئية والمناخية عبر مبادرات شعبية ورسمية تحث على عدم الهدر وإعادة تدوير أي نفايات وإعادة استغلالها بما يخدم البيئة.
وتتواجد دول الخليج ضمن قائمة أكثر عشر دول منتجة للنفايات في العالم بالنسبة للفرد الواحد، ويتم إعادة تدوير 10% فقط من النفايات المنتجة.
ويعد نشر المعرفة حول كيفية الفصل وإعادة التدوير وتقليل الاستهلاك وإعادة الاستخدام، من الأسس التي تقوم عليها التنمية المستدامة.
وتُعد عملية إعادة التدوير عنصرًا رئيسيًا في الحد من تشكل نفايات جديدة، وهي المكون الثالث من التسلسل الهرمي "تقليل وإعادة استخدام وإعادة تدوير" النفايات وبالتالي تهدف عملية إعادة التدوير إلى الاستدامة البيئية عن طريق استبدال مدخلات المواد الخام وإعادة توجيه مخرجات النفايات إلى خارج النظام الاقتصادي.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز