كيف ينظف رمضان خلايا الجسم؟ دراسة تكشف سر الصيام

كشف باحثون من جامعة شيراز للعلوم الطبية في إيران، عن دور مهم لصيام رمضان في تعزيز مسارات الالتهام الذاتي في الجسم، وهو عملية بيولوجية طبيعية تحدث داخل الخلايا.

يقوم الجسم بتفكيك وإعادة تدوير أجزاء من الخلايا التالفة أو المواد غير الضرورية، مثل العضيات المعطوبة أو البروتينات غير المطوية بشكل صحيح، وهذه العملية تُعدّ آلية مهمة للحفاظ على التوازن الخلوي وصحة الخلايا.

• إدارة السكري في رمضان.. «إرتوجليفلوزين» يقود المرضى لصيام آمن

وتوصل الباحثون لهذه النتيجة خلال دراسة منشورة بدورية "موليكيولر بيولوجي ريسيرش كوميونيكيشنز"، شملت 50 شخصا بالغا يتمتعون بصحة جيدة، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة تصوم رمضان (24 شخصا) وأخرى لا تصوم (26 شخصا)، وقام الباحثون في نهاية الشهر الكريم بجمع عينات دم من المشاركين لدراسة مجموعة من المؤشرات البيوكيميائية والالتهابية، بالإضافة إلى تقييم تأثير الصيام على مسارات الالتهام الذاتي من خلال قياس بروتينات محددة (Beclin-1 وLC3β) وكذلك التعبير الجيني لهذه البروتينات باستخدام تقنيات متقدمة.

أظهرت النتائج أن الصيام خلال شهر رمضان لم يؤثر بشكل كبير على المؤشرات البيوكيميائية والالتهابية، باستثناء مستوى نيتروجين اليوريا في الدم (BUN) الذي شهد بعض التغيرات. ومع ذلك، لوحظت زيادة ملحوظة في التعبير الجيني لبروتين (Beclin-1) في مجموعة الصيام، وهو ما يعكس تحفيز مسار الالتهام الذاتي، خاصة بين النساء الصائمات اللاتي أظهرن مستويات عالية من هذا البروتين.

وخلصت الدراسة إلى أن صيام رمضان قد يكون له دور إيجابي في تحفيز مسارات الالتهام الذاتي في الجسم، ما يساهم في تعويض نقص الطاقة والمواد الحيوية في ظل الامتناع عن الطعام، وبالإضافة إلى ذلك، لم يظهر الصيام أي تأثيرات سلبية على الصحة العامة للمشاركين من حيث المؤشرات البيوكيميائية والالتهابية.

تُعدّ هذه الدراسة خطوة هامة لفهم الفوائد الصحية المحتملة لصيام رمضان، حيث يمكن أن يساهم في تحسين الصحة الأيضية وتعزيز قدرة الجسم على تجديد خلاياه ومواجهة الإجهاد الخلوي.