حدث في رمضان.. وفاة فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة
يوم 3 رمضان عام 11 هجريا توفيت فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغسلتها أسماء بنت عُميس، ودُفنت ليلا بالبقيع.
في يوم 3 رمضان عام 11 هجريا توفيت فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغسلتها أسماء بنت عُميس، ودُفنت ليلا بالبقيع.
رحلت بعد وفاة النبي بـ6 أشهر؛ فقد مرضت من شدة حزنها على وفاة النبي الكريم فأصابها مرض ألزمها الفراش حتى توفيت، وكان النبي قد بشّرها قبل وفاته بأنها أول من يلحق به من أهله، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما حضرته الوفاة نادى على فاطمة فأخبرها شيئا أبكاها ثم أخبرها شيئا أضحكها، فأما الذي أبكاها هو أنه سيموت الليلة، وأما الذي أضحكها هو أنها أول أهله لحاقا به، وقال لها: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة".
ولما مات الرسول صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة: "يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه إلى الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه". فلما دفن الرسول صلى الله عليه وسلم قالت: "يا أنس؛ كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟" وبكت وبكى المسلمون جميعا وذكروا قول الله تعالى: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ".
ولدت فاطمة يوم الجمعة الموافق 20 من جمادى الآخر قبل البعثة بـ5 سنوات، وهي ابنة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها صاحبة الجاه والمال والحكمة ورجاحة العقل قبل الإسلام، وتربّت الزهراء داخل هذا البيت الكريم -الذي تشهد له قريش بالصدق والأمانة قبل نزول الرسالة على محمد- على فضائل الأخلاق؛ فبرزت حكمتها ورزانة عقلها من الأيام الأولى لطفولتها، وكانت أصغر بنات النبي.
عاشت فاطمة الزهراء أول أيام طفولتها، خلال مرحلة القسوة التي كان يعامل بها أهل قريش المسلمين، وكانت أصعب الأوقات التي عاشتها رضي الله عنها وقت أن حاصرت قريش النبي وأصحابه مع بني هاشم في شعب أبي طالب إحدى شعاب مكة لمدة 3 سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا اشتروه، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيء إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سرا.
وقد أثر الحصار والجوع في صحة فاطمة؛ فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكن ذلك لم يزدها إلا إيماناً ونضجاً، وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة -رضي الله عنها- فامتلأت نفسها حزنا وألما، ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة خديجة وعمه أبي طالب في العام نفسه الذي سمي "عام الحزن"؛ فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن أمها الغالية خديجة، ولذلك كانت تكنّى بـ"أم أبيها".
وكان النبي شديد الحب لها؛ فقد كان إذا قدم من غزو أو سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".
وقد تزوجها علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله بعد الهجرة، وذلك بعد بدر ببضعة أشهر، وقد كانت هذه الزيجة من أعظم الزيجات في التاريخ الإسلامي، وولدت له الحسن والحسين "سبطي النبي عليه الصلاة والسّلام وسيدا شباب أهل الجنة"، والمحسن، وأم كلثوم التي تزوجها عمر بن الخطاب بعد ذلك.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA= جزيرة ام اند امز