بالصور: رمضان في غزة.. زينات وتحركات تتحدى قيود كورونا
شهدت أسواق غزة حركة نشطة قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك، وسط عروض مكثفة على البضائع الرمضانية، وبروز للزينات على واجهات المحال.
وحرصت المحال المختلفة على وضع تمديدات الإنارة المتلألئة ووضع الفوانيس المضيئة بأشكال وأحجام مختلفة، لإضفاء أجواء من البهجة والحركة وخلق أجواء تفاعلية جاذبة وسط قيود كورونا.
وقال عبدالكريم أبوحميد صاحب محل سوبرماركت لـ"العين الإخبارية"، إنه حرص منذ عدة أيام على توفير كميات مناسبة من البضائع الرمضانية مثل الأجبان والألبان والمربيات، وغيرها من الأصناف التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان، مع تقديم عروض من الأسعار لجذب الزبائن.
وأضاف: "الأوضاع الاقتصادية صعبة، ولكن نأمل أن يكون هناك إقبال في هذا الشهر الموسمي الذي ننتظره من عام لآخر"، مشيرا إلى أنهم جهزوا العديد من الطرود الغذائية أيضا بناء على طلبات مبادرات وجمعيات أهلية.
وتتركز الحركة في ساعات النهار؛ لأن السلطات المحلية تفرض إغلاقًا يبدأ من الساعة التاسعة مساء، ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وفي مطبخ كرومسة جنوبي قطاع غزة، تنهمك 60 سيدة منذ مدة في إعداد أطعمة رمضانية لتسويقها على نقاط البيع العديدة.
وقالت ختام عرفات مسؤولة المطبخ لـ"العين الإخبارية": "تم تدريب 60 سيدة من النساء المهمشات، ويعمل المطبخ الذي يتبع لجمعية أهلية، على إعداد المفتول والكبة والسمبوسك وهي وجبات يكثر عليها الطلب في رمضان".
وأكدت زيادة الطاقة الإنتاجية لتوزيع 4 آلاف كرتونة سمبوسك و5 آلاف صحن كبة أول أسبوعين في رمضان، في حين تصل كمية المفتول المنتجة إلى نحو 7 أطنان، مبينة أن هذه المنتجات توزع على نقاط بيع وكذلك جمعيات توزعها كمعونات.
وأشارت إلى أن عائدات العمل تذهب إلى النساء العاملات بعد خصم تكلفة الإنتاج فقط، لأن الهدف خلف فرص عمل للنساء المهمشات.
الفنان الجريح محمد طوطح، اختار أن يستقبل رمضان على طريقته الخاصة؛ إذ توجه إلى ساحل البحر وأعد منحوتة ترحيبية.
وقال طوطح لـ"العين الإخبارية": "جئت للبحر باكرا لكي أنحت منحوتة جديدة رمضان مبارك وإن شاء الله يكون شهر مبارك على الجميع وأن يكون عام خير وبركة وذهاب الوباء".
رمضان محاصر
ويؤكد د.ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة غزة أن رمضان هذا العام يأتي محاصرا بين أوجاع الحصار وآلام كورونا.
وقال الطباع لـ"العين الإخبارية": "يأتي شهر رمضان الكريم للعام الـ15 على التوالي في ظل أسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية وإنسانية يمر بها قطاع غزة منذ عقود، واستمرار الانقسام وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا التي تضرب العالم وفلسطين للعام الثاني على التوالي".
ويعاني قطاع غزة من أزمات عديدة على رأسها ارتفاع معدلات البطالة التي تتجاوز 50%، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من ربع مليون عاطل، وفق الطباع.
وأشار إلى أن معدلات البطالة ترتفع بين فئة الشباب والخريجين في الفئة العمرية من 20-29 سنة الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس في قطاع غزة لتتجاوز 69%.
فيما ترتفع نسبة الفقر لتصل إلى 53%، وانعدام الأمن الغذائي لدى الأسر 68% أو نحو 1.3 مليون نسمة، مؤكدا أن 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية.
وترتفع معدلات الاستهلاك من قبل المواطنين في شهر رمضان الكريم، مما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل المواطنين محدودي ومعدومي الدخل، وفق الطباع الذي أشار إلى ازدياد احتياجات المواطنين وتتضاعف المصاريف في هذا الشهر الكريم من خلال الموائد الرمضانية المختلفة، والتزاماتهم من النواحي الاجتماعية والعائلية.
ويأتي شهر رمضان والأسواق – وفق الطباع- تشهد حالة من الكساد والركود الاقتصادي في جميع الأنشطة الاقتصادية وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لانعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين.
ويؤكد الطباع أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيكبد التجار والمستوردين ورجال الأعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة، خاصة من يتعاملوا بالبضائع الموسمية الخاصة بشهر رمضان والأعياد ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية خصوصا في ظل ارتفاع أسعار السلع والبضائع الواردة بسبب ارتفاع تكاليف الشحن العالمي.