ما أول رقم ذكر في القرآن الكريم؟
الأرقام علم مهم له أسس متينة، وحتى في كتاب الله العظيم ذكرت أرقام متعددة كل منها له دلالة معينة، فما أول رقم تم ذكره في القرآن الكريم؟.
أول رقم ذكر في القرآن الكريم هو سبعة، بالتحديد في سورة البقرة، الآية 29، وهي تتبع الجزء الأول من أصل 30 جزءا تضمنها المصحف الشريف.
ونصت الآية على: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، (البقرة: 29).
وشرح هذه الآية طبقا لتفسير الجلالين كالتالي:
"هو الذي خلق لكم ما في الأرض": أي الأرض وما فيها
"جميعاً": لتنتفعوا به وتعتبروا
"ثم استوى إلى السماء": قصد إلى خلقِها بإرادتهِ قصداً سويا بلا صارفٍ عنه
"فسواهن": أتمهنَّ وقومهُنَّ وأحكمهنَّ
"سبع سماوات وهو بكل شيء عليم": مجملا ومفصلا أفلا تعتبرون أن القادر على خلق ذلك ابتداءً وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم.
أما في تفسير الميسر:
اللهُ وحده الذي خَلَق لأجلكم كل ما في الأرض من النِّعم التي تنتفعون بها، ثم قصد إلى خلق السموات، فسوَّاهنَّ سبع سموات، وهو بكل شيء عليم. فعِلْمُه سبحانه محيط بجميع ما خلق.
والرّقم سبعة من أكثر الأرقام التي لها خاصّيّةٌ مميّزة في القرآن الكريم، حيث ذكر مرات عدة في كتاب الله ومن المواطن والآيات التي تمّ ذكرها فيه ما يأتي:
قال تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}.
قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}.
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}.
قال تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ}.
أيضا في السنة النّبوية الشّريفة، كان للرقم سبعة نصيبٌ وافرٌ من أحاديث النّبي صلى الله عليه وسلّم، منها:
- ذكر النّبي صلى الله عليه وسلّم الموبقات من الذّنوب والذي حدّدها بسبعة أنواع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتَنِبوا السَّبعَ المُوبِقاتِ".
- وذكر النبي صلى الله الله عليه وسلم الذين يّظلهم الله بظلّه وحدّدهم بسبعة أصناف، بقوله: "سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه".
- أخبر النّبي صلى الله عليه وسلم أنّ عقاب من أخذ شيئًا من الأرض مرموزًا بالرّقم سبعة.
- وطهور الإناء الذي ولغ فيه الكلب يكون بغسله سبع مرات.
أيضا الرّقم سبعة من أكثر الأرقام التي لها خواص مميّزة في الدين الإسلامي، فالسّموات خلقهنّ الله سبعًا، والأرضين سبعًا، وخلق من الأيّام سبعًا، وفي الطّواف في الحجّ شُرّع سبعًا، والسعي ورمي الجمار، وتكبيرات العيدين، وكان أمر الصّلاة للغلام وهو ابن سبع، وغير ذلك ممّا اختصّ به الرّقم سبعة.
وقال ابن القيّم أنّ الرقم سبعة قد جمع معاني العدد كلّها وخواصّه، حيث إنّ العدد يكون شفعًا ووترًا، حيث أنّ السّبعة جمعت مراتب الأعداد الأربعة.