سعيد بن زيد.. قائد الفرسان وأحد المبشرين بالجنة
الصحابي الجليل سعيد بن زيد تزوّج من فاطمة بنت الخطاب، رضي الله عنها، شقيقة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وتزوّج عمر عاتكة أخت سعيد.
سعيد بن زيد بن نفيل بن عبد العزي القرشي العدوي، هو أحد الـ10 المبشرين بالجنة، وكان من السابقين الأولين؛ فقد أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وشهد المشاهد كلها بعد بدر مع النبي، وشهد اليرموك وحصار دمشق وفتحها، وولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح.
وجاء في الحديث الشريف: عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".
الصحابي الجليل سعيد بن زيد تزوّج من فاطمة بنت الخطاب، رضي الله عنها، شقيقة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وتزوّج عمر عاتكة أخت سعيد، وكان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل من الأحناف في الجاهلية؛ فلم يسجد لغير الله في جاهليته.
ويروي البخاري عن عبد الله بن عمر: "أن زيد خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالماً من اليهود فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني، فقال: لا تكون على ديننا، حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب اللَّه، ولا أحمل من غضب اللّه شيئًا أبدًا، وأنَّى أستطيعه؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا، قال زيد: وما الحنيفُ؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولا يعبد إلا اللَّه. فخرج زيد فلقي عالماً من النصارى فذكر مثله، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة اللَّه، قال: ما أفر إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله، ولا من غضبه شيئاً أبداً، وأنَّى أستطيع؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفاً، قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً، ولا يعبد إلا الله. فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السَّلام خرج، فلما برز رفع يديه، فقال: اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم".
وكان سعيد بن زيد مُجاب الدعوة؛ من ذلك أن أروى بنت أويس شكتْهُ إلى مروان بن الحكم وهو أمير المدينة لمعاوية، وقالت: إنه ظلمني أرضي، فأرسل إليه مروان، فقال سعيد: "أتروني ظلمتُها وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ظلم شبرا من أرض طُوِّقه يوم القيامة من سبع أرضين"؟! اللهم إن كانت كاذبة، فلا تُمِتْها حتى تُعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئرها"، فلم تَمُت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها فوقعَت في بئرها فكانت قبرها.
وكان سعيد يبلي بلاءً حسنًا في المعارك وملازمًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعن سعيد بن جبير: "كان مقام أَبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، كانوا أَمام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في القتال ووراءَه في الصلاة".
ولم يهاجر سعيد بن زيد إلى الحبشة، حيث كان من أشراف قريش وساداتهم، فلم يكن يناله من العذاب ما ينال غيره من المستضعفين، وكان وزوجته فاطمة من المهاجرين الأولين إلى المدينة المنورة.
وكان سعيد قائد سلاح الفرسان، وهو الذي أشار على خالد بن الوليد ببدء القتال معركة أجنادين، وتُوُفي بالعقيق سنة 51 للهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وحُمِل إلى المدينة، وغسله سعد بن أبي وقاص وكفنه.