رمضان في الصومال 2022.. الغلاء يستعر وسط ظروف استثنائية
يستقبل الصوماليون شهر رمضان الفضيل في 2022 في ظل ظروف أمنية واقتصادية ومعيشية صعبة.
وذلك بسبب تزايد الهجمات الإرهابية وغلاء الأسعار في المواد الضرورية والجفاف الشديد الذي يخنق البلاد بالرغم من بدء موسم هطول الأمطار قبل ثلاثة أيام.
تضخم أسعار الغذاء.. وغياب التدخل الحكومي
وفي كل موسم رمضاني، جرت العادة على ارتفاع فاحش في الأسعار يصعب وضع محددي الدخل دون تدخل حكومي في التسعير، وتطال تلك الأسعار على الأغراض الخاصة للأجواء الرمضانية والمواد الغذائية المختلفة.
ولمعرفة التغيير الطارئ على الأسعار يقول أحمد عبدالله لـ"العين الإخبارية"، تاجر إن سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى الطلب الزائد لدى الزبائن بالدرجة ومحاولة رجال الأعمال الاستفادة من ذلك إلى جانب نقص في العرض خاصة المواد الغذائية.
وذكر أحمد أن قيمة 50 كيلوجرامًا من السكر كانت بسعر 27 دولارا وارتفعت إلى 36 دولارا، كما سجل 50 كيلوجرامًا من الدقيق ارتفاعًا مماثلًا، وكذلك قيمة 50 كيلوجرامًا من الأرز ارتفعت، فقد كانت تباع بنحو 39 دولارا ووصلت الآن إلى 46 إلى جانب ارتفاع سعر الزيت 20 لترًا من 38 إلى 47 دولارا أمريكيا، وكلها مواد أساسية يشتريها الصوماليون بشكل كبير خلال الشهر الفضيل.
على الرغم من اعترافه بارتفاع الأسعار، إلا أن التاجر الصومالي أحمد يعتبرها أمرًا يبدوا مختلفًا كما يتصوره المواطنون، لافتا إلى أنهم يريدون شراء أكثر ما كانوا يشترونه خلال الأشهر الأخرى وهذا يضاعف التكاليف عليهم.
وتشهد الأسواق نشاطا كبيرًا في العاصمة الصومالية مقديشو لاقتناء السلع الغذائية وشراء ما يكفي احتياجات المتسوقين خلال شهر كامل هربًا من النقص، وتعج الأسواق الرئيسية في مقديشو بالمشترين الذين يأتون عموم محافظات البلاد ومن الأرياف لتأمين حصول مستلزمات شهر رمضان.
أعباء إضافية على محدودي الدخل
وتقول المواطنة حليمة عمر لـ"العين الإخبارية"، إن استقبال رمضان دائمًا ما يكون عبئا كبيرًا لذوي الدخل المحدود، الأسعار ملتهبة جدا وليس لدي ما يكفي لشراء جميع المستلزمات من المواد الغذائية في شهر رمضان.
وتعتبر حليمة أن "التجار لا يرحمون الفئات الهشة اقتصاديا ويصعبون عليهم الوضع المعيشي الذي كان مزريًا أصلًا، ويتعمدون رفع الأسعار دون أي مسوغات في استغلال بحت".
زبون "مستهلك" آخر بدوره يدعى علي أحمد، يقول لـ"العين الإخبارية"، إن الأسعار في المواد الضرورية تسجل ارتفاعًا يوميًا حتى نهاية الشهر لذا حاولت شراء جميع احتياجاتي قبل بداية الشهر".
وأضاف علي "أشعر بأن الجميع غير قادر على فعل ذلك وأن محدودي الدخل يعيشون وضعًا حرجًا.. علينا مساعدتهم خلال هذا الشهر وإنقاذهم من جشع رجال الأعمال خلال الموسم".
ولتفادي الأسعار الجنونية للمواد الغذائية قبيل أيام من حلول شهر رمضان المبارك يتبع معظم الصوماليون وخاصة ذوي الدخل المحدود سياسة تخزين المواد الغذائية والمستلزمات الخاصة لهذا الشهر.
ومن جانبه، يقول المحلل الاقتصادي سالم عمر للعين الإخبارية إن ارتفاع الأسعار في كل موسم رمضاني يعود إلى أن شهر رمضان يتزامن مع موسم إغلاق البحر، فهناك موجة رياح شديدة عاصفة على المياه الصومالية، مما تتسبب في توقف سفن الشحن.
كما أن السوق المحلي الذي يعتمد على الاستيراد يعاني في الأساس نقصًا في بعض المواد الغذائية الضرورية.
ويعتبر سالم أن غياب تسعير حكومي وإطلاق التجار الجشعين في المجتمع دون حساب أو مراقبة، يساهم في ذلك الغلاء الفاحش، لافتًا إلى أن قادة الحكومة مطالبين بوضع سياسية اقتصادية لمواجهة الغلاء المعيشي وظاهرة التلاعب بالأسعار من قبل التجار.
وأشار سالم إلى أن هناك بعض التجار الذين لا يعملون سوى في شهر رمضان من أجل امتصاص دماء الصوماليين والتلاعب بالأسعار ووقتما ينتهي الشهر يختفون عن المشهد من الأسواق المحلية إلى أن يعودن الموسم المقبل.